جيش الاحتلال يشدد الخنـاق على سكان غزة
يشدد جيش الاحتلال الصهيوني الخناق على سكان غزة، ويواصل منع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية إلى مدينة غزة ومحافظة الشمال التي يتواجد فيها حوالي 800 ألف شخص، وتتفاقم المجاعة مع الحصار المفروض على السكان في هذه الحرب المعلنة والمتعمدة ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال وكبار السن، ولم يجد السكان ما يأكلون بعد نفاد الطحين والأزر، وحتى أعلاف الحيوانات والحشائش الموسمية التي اضطر السكان لأكلها وسد الجوع بها ، ما أدى إلى تسجيل عدة وفيات بسبب الجوع واستمرار الحصار الصهيوني والعقاب الجماعي الذي يفرضه المحتل على المدنيين العزل في أبشع حرب يخوضها هذا الكيان الغاصب ضد المدنيين الأبرياء الذين تلاحقهم آلة القتل والدمار الصهيونية في كل مكان.

ويواصل الكيان الصهيوني تعنته وغطرسته، بالرغم من المناشدات الدولية والأممية لفك الحصار على المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ، ولم تشفع للفلسطينيين حتى قرارات محكمة العدل الدولية لرفع الحصار عنهم ووقف هذا العدوان الغاشم، خاصة بعد ما تضمنته التدابير الاستثنائية التي أقرتها، بإدخال المساعدات الإنسانة للسكان المحاصرين في غزة، ووقف التدمير والقتل وكل الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتكاب إبادة جماعية.
 وأمام هذا التعنت لجيش الاحتلال ورفضه الاستجابة للمناشدات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية والدعوات لفك الحصار عن المدنيين وإدخال المساعدات فإن حياة 800 ألف شخص في مدينة غزة ومحافظة الشمال مهددة بخطر الموت جوعا، وقبل أن تبقى هذه الجريمة تلاحق الكيان الصهيوني الحافل سجله بالجرائم منذ إعلان دولته وعبر التاريخ، فإن لعنة هذه الجريمة تبقى تلاحق أيضا الضمير الإنساني والمجتمع الدولي الذي أدار ظهره للفلسطينيين في أسوء جريمة حرب عرفها التاريخ، ولم يتمكن هذا العالم وخصوصا المجتمع الغربي الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ويحدث هذا في الوقت الذي عبر فيه هذا العالم عن قلقه الشديد لما يحدث في البحر الأحمر وتأثير هذه الأحداث على التجارة العالمية، لكن بقي هؤلاء صامتون عن كل الأحداث والمجازر والمجاعة التي مست سكانا أبرياء عزل، لا ذنب لهم سوى أن القدر كتب لهم أن يكونوا فلسطينيين.
وفي الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون في غزة ينتظرون تدخل المجتمع الدولي بعد المجازر المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في مدينة غزة ومحافظة الشمال وخانيونس واستمرار الحصار وتفاقم المجاعة، خرج الكيان الصهيوني ليهدد من جديد النازحين الذين نجوا من آلة الحرب والجوع في مدينة رفح التي تضم 1.4 مليون شخص، وأغلبهم من النازحين من المناطق الأخرى، وارتكب جيش الاحتلال منذ يومين جرائم بشعة وسقط في رفح أزيد من 100 شهيد في قصف جيش الاحتلال لمنازل المدنيين والمساجد التي تؤوي نازحين، ومرة أخرى وكسابقاتها تعالت الأصوات المنددة والرافضة للعدوان على رفح، لكن لم ترتفع هذه الأصوات سوى عن إصدار البيانات والتصريحات، وبالمقابل تستمر آلة الحرب الصهيونية في قتل المدنيين من النساء والأطفال وقافلة الشهداء والجرحى في تصاعد يومي، ليزيد عدد الشهداء عن 35 ألف شهيد، من بينهم 7 آلاف لا يزالون تحت الأنقاض أو مفقودين، إلى جانب 68 ألف جريح، ناهيك عن الدمار الواسع الذي طال أحياء كاملة في غزة وأصبحت غير صالحة للحياة، ومع استمرار هذا العدوان ودخوله الشهر الخامس تحولت هذه المجازر اليومية إلى مجرد أرقام فقط يتم عدها، خصوصا مع تضاؤل أي مؤشرات بإمكانية المجتمع الدولي تحت راية القوانين الدولية والمواثيق الأممية ردع هذا المحتل الذي تمادى في ارتكاب المجازر وتشديد الحصار على المدنيين.
وعلى سياق التطورات الميدانية في غزة كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتكاب جيش الاحتلال 11 مجزرة خلال 24 ساعة أدت إلى سقوط 103 شهيدا و145 جريحا، كما يواصل جيش الاحتلال حصاره الخانق على مستشفى ناصر بخانيونس ويمنع عن المرضى والجرحى والمدنيين النازحين الطعام والدواء في انتهاك واضح للقانون الإنساني، وحذرت بهذا الخصوص حركة حماس من الوضع الكارثي الذي يتعرض له النازحون والأطقم الطبية والجرحى في مستشفى ناصر في خانيونس مع إطباق جيش الاحتلال المجرم حصاره عليه، وقطع الإمدادات عنه بشكل كامل، وأشار بيان حماس أمس إلى أن المتواجدين في هذا المستشفى يفتقدون إلى أدنى مقومات الحياة من الأدوية والمواد الغذائية، ناهيك عن إطلاق النار المباشر على كل من يتحرك داخل المستشفى، وانتشار القناصة حوله، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين داخله، ودعت حركة حماس الأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة إلى التحرك الفوري والعاجل لمنع جيش الاحتلال من اقتحام المستشفى تفاديا لمجزرة مروعة وجريمة ترتكب بحق الأطقم الطبية والنازحين فيه، الذين لا يجدون مكانا يلتجئون إليه من بطش الاحتلال النازي المستمر، كما طالبت الحركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بضرورة التحرك الميداني العاجل لإدخال ما يلزم من طعام وماء ودواء للمستشفى لإنقاذ من فيه، طبقا لواجباتهم ومسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية.
من جهة أخرى عرفت الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان تطورات لافتة أمس بعد قصف المقاومة اللبنانية بالصواريخ بلدات في الأراضي المحتلة ما أدى إلى مقتل مجندة صهيونية وإصابة 8 آخرين، كما رد جيش الاحتلال الصهيوني بقصف منازل جنوب لبنان، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
أما على صعيد جبهة غزة فقد اعترف جيش الاحتلال أمس بإصابة 15 جنديا في المعارك الضارية في مناطق مختلفة في غزة، كما تبنت المقاومة الفلسطينية أمس عدة عمليات ضد قوات جيش الاحتلال الصهيوني المتوغلة داخل
قطاع غزة.            
          نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى