توقع خبراء في مجال الطاقة أن تكون القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي ستحتضنها الجزائر بين 29 فيفري الجاري و الثاني مارس القادم، نقطة تحول كبرى في تاريخ سوق الغاز في العالم حيث سيضمن نوعا من الاستقرار في السوق وفي الأسعار.
 احتضنت وزارة الاتصال أمس ندوة بعنوان « أسعار النفط بين حقيقة العرض والطلب وتحكم المضاربة» نشطها الدكتور المختص في الشؤون الطاقوية ممدوح سلامة، والخبير في مجال الطاقة والعلاقات الدولية الدكتور لاغا شقروش، بحضور وزير الاتصال محمد لعقاب، وإطارات وخبراء.
 واعتبر الدكتور ممدوح سلامة أن العالم اليوم يشهد تغيرا كبيرا في النظام العالمي حيث الاتجاه إلى عالم متعدد الأقطاب، وفي المجال المالي يتجه العالم نحو الابتعاد عن الدولار والتوجه نحو عملات أخرى، وانطلاقا من هذا التحول اعتبر المحاضر أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي ستحتضنها الجزائر نهاية الشهر الجاري ستكون «نقطة تحول في تاريخ سوق الغاز في العالم».
 و أضاف الخبير ممدوح سلامة أن قمة المنتدى بالجزائر ستضمن نوعا من الاستقرار في الطلب العالمي على الغاز ونوعا من الاستقرار في الأسعار، و سيركز على دور الغاز في المستقبل كجسر للعبور نحو التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقات المتجددة.
وأكد الخبير الأردني أن الغاز سيبقى عنصرا هاما وأهميته ستبقى بنفس دور النفط، وأشار إلى التلاعب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وتجار النفط والمضارين في سوق النفط حتى تنخفض أسعار النفط في السوق العالمية ومن بين ما قامت به ضخ ما مقداره 220 مليون برميل من النفط من احتياطها الاستراتيجي في السوق منذ سنة 2022، والضغط على منظمة أوبيك بلوس لزيادة الإنتاج، إلا أن المتحدث وعلى الرغم من ذلك توقع ارتفاع الأسعار بين 90 إلى 100 دولار للبرميل في المستقبل.
 وقال ممدوح سلامة في ذات السياق إن احتضان الجزائر لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز شرف كبير لها لأنها « ستلعب دورا عظيما لتحويل سوق الغاز في العالم  إلى سوق مترابطة غير فوضوية كما هي عليه اليوم، وتؤكد على استقرار  السوق مثلما تقوم به اليوم منظمة الدول المصدرة للنفط « أوبيك».
وأضاف بأن منتدى الدول المصدرة للغاز يضم 19 عضوا إلا أن الدول المؤثرة فيه ست فقط هي  الجزائر، روسيا، إيران ، قطر ، مصر ونيجيريا، فهذه الدول تمتلك ما مجموعه 63 بالمائة من احتياطي العالم من الغاز، ومن بين هذه الدول الست توجد ثلاث دول قادرة على تطوير قدرتها الإنتاجية من الغاز هي الجزائر وروسيا و إيران.
واعتبر بأن احتضان الجزائر لقمة المنتدى سيعطي أهمية كبيرة بالنسبة لها لكونها ذات مصداقية للطرفين المنتج والمستهلك، وكذا مصداقيتها في مجال الوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها.
كما أوضح الدكتور ممدوح سلامة أن إنشاء منظمة شبيهة بالأوبيك في مجال الغاز ستكون هي اللاعب الأساسي في هذا النوع من الطاقة وبالتالي ستعمل على ضمان استقرار سوق الغاز وتأمين أسعار مستقرة ترتفع مع ارتفاع الطلب على الغاز في السوق العالمية وتكون مفيدة للجميع منتجين ومستهلكين.
من جانبه اعتبر الدكتور، لاغا شقروش  الخبير في الشؤون الطاقوية والعلاقات الدولية أن النسخة السابعة لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز «نسخة الرشد» على حد تعبيره، مضيفا بأن الجزائر اليوم وصلت إلى سن الرشد في هذا المجال، مذكرا بأن الجزائر كانت أول دولة فكرت في تصدير الغاز، وأول دولة فكرت في مد أنابيب لتصدير الغاز عبر البحر، وأن فكرة منتدى الدول المصدرة للغاز نبعت من الجزائر أيضا.
وفي  نفس السياق أكد أن الدول المؤثرة في سوق الغاز  على غرار روسيا وإيران وقطر ونيجيريا مجبرة على مناقشة مسألة الغاز مع الجزائر خلال المنتدى.
 كما قال بأن قمة المنتدى ستطرح قضايا جوهرية وهي حتما ستتخذ قرارات ولابد أن تتخذها للدفاع عن مصالح الدول المنتجة ومنها التوافق حول أرضية مهمة تربط بين أقطاب المنتجين، والدفاع بالخصوص على السيادة على المنبع وعلى العائدات.
 كما أوضح ذات الخبير بأنه لا توجد اليوم سوق للغاز في العالم بل توجد عقود في مجال الغاز والدول الغربية تطالب اليوم بإلغاء العمل بالعقود في هذا المجال.
كما أشار إلى أن هناك مطالب اليوم داخل المنتدى لفك الارتباط بين سعر النفط وسعر الغاز، وتوقف المتحدث عند الخبرة التي تمتلكها الجزائر في مجال الغاز، وهو ما يؤهلها للعب دور مهم  خلال قمة رؤساء دول وحكومات الدول المصدرة للغاز المرتقبة بعد أسبوع ببلادنا.
 إلياس - ب 

الرجوع إلى الأعلى