أبرز خبراء ومحللون، أمس، المجهودات الكبيرة التي قامت بها الجزائر منذ توليها العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، ابتداء من جانفي وأشاروا إلى العمل الذي قامت به لتتمكن من تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار الفوري في غزة واعتبروا أن التأييد الواسع للمشروع، يعكس مدى الاحترام والقبول الذي تحظى به الدبلوماسية الجزائرية والمقاربة الواقعية والمنطقية التي تنطلق منها وأكدوا أن هذا الموقف التاريخي، يضاف إلى الرصيد الدبلوماسي و المواقف الثابتة للجزائر.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومدير معهد الحقوق بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة الدكتور عومار بلحربي، في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر عملت بجهد كبير جدا في مجلس الأمن الدولي وقامت بمفاوضات مع كل الأطراف واستطاعت أن تعطي مشروع قرار متوازن، دعت فيه لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، حيث لقي مشروع القرار تأييدا واسعا، و حصل على تأييد 13 عضوا ، فيما عارضته الولايات المتحدة الأمريكية، مع امتناع بريطانيا عن التصويت، معتبرا أن هذا الموقف له دلالة كبيرة.
وأبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في هذا السياق قوة الدبلوماسية الجزائرية و قوة الطرح الجزائري، ومصداقية القرار الجزائري وعدم التسرع في طرح مشروع القرار في مجلس الأمن، بغية تقريب وجهات النظر و ضمان  التأييد والالتفاف حول المشروع من قبل أعضاء مجلس الأمن.
وأشار المتدخل، إلى الترحيب الكبير بمشروع القرار الجزائري وردود الفعل الدولية المستنكرة لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، مبرزا في هذا الإطار البداية القوية للجزائر لعهدتها في مجلس الأمن الدولي.
واعتبر الدكتور عومار بلحربي، أن هناك إحراج كبير للموقف الأمريكي وعزلة في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموما. كما أشار إلى أن مداخلة الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أمام مجلس الأمن، كانت قوية ودقيقة بلغة متوازنة.
وأضاف أن الجزائر، أصبحت لاعبا مع الكبار في أهم هيئة أممية وهي مجلس الأمن، كما أنها تتكلم باسم المجموعة العربية وممثلة أخلاقيا للمجموعة الأفريقية، لافتا إلى أن الكثير من الدول تعول على الجزائر كعضو في مجلس الأمن لإحقاق الحق في قضاياها.   
من جانبه، أوضح الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور عمار سيغة في تصريح للنصر، أمس، أن الجهود التي قامت بها الجزائر، في ظل تحرك دبلوماسي، سواء إقليمي أو دولي، أثمرت بقبول واسع من مختلف الأطراف وقد وصلت إلى تقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن والذي يدعو إلى توقيف فوري لإطلاق النار في  قطاع غزة ، لافتا إلى استغلال كل المنابر المتاحة، للخروج بمشروع قرار وإعطائه الوزن اللازم و المناسب.
وأضاف أن تأييد المشروع من قبل 13 عضوا في مجلس الأمن، يعكس مدى الاحترام الذي تحظى به الدبلوماسية الجزائرية والمقاربة الواقعية والمنطقية التي تنطلق منها تأسيسا لمبدأ المساواة والعدالة الدولية.
وأبرز الدكتور عمار سيغة، أهمية تحرك الجزائر إيمانا بمسؤوليتها بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن وتمثل المجموعة الإفريقية والعربية، ورغم قصر المدة منذ توليها العضوية في مجلس الأمن، إلا أنها قامت بمجهودات كبيرة و التي تبقى مستمرة  و أضاف أنه منذ الوهلة الأولى، تمسكت بموقع المدافع عن القضية الفلسطينية وتعهدت بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو، بالعودة مرة أخرى لدق أبواب المجلس، حتى يتحمل مسؤولياته ويطالب بوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأبرز المتدخل، هذا الموقف التاريخي للجزائر والذي يضاف إلى المواقف الثابتة للجزائر، والرصيد الدبلوماسي والقبول الذي تحظى به الدبلوماسية الجزائرية، مضيفا أن الجزائر عكفت على التنسيق والمشاورات وإشراك المجموعة الدولية التي تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، من أجل إعطاء مشروع القرار الذي تقدمت به البعد القوي و الدعم.
وأضاف المتحدث، أن الجزائر تناضل في إطار كل الآليات والمؤسسات الدولية، لدعم القضية الفلسطينية، مذكرا في هذا السياق، بمواقف الجزائر الثابتة والتاريخية ومساندتها ودعمها للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور عمار سيغة ، أنه من الضروري اليوم إعادة النظر في تشكيل وآليات هذه المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى