أكد رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، أمس بعنابة، على أهمية محافظة الجزائر على سيادتها الاقتصادية وأمنها الطاقوي، واستغلال البعد الافريقي، مشيدا بجهود رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لإنجاز أنبوب الغاز العابر للصحراء مرورا بالجزائر، باتجاه أسواق الطاقة الدولية وتغطية احتياجات أوروبا من الغاز.
و قال رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري في كلمته أمام إطارات الحزب بالجهة الشرقية، بقاعة احمد معوش وسط مدينة عنابة،  بأن الحزب يسعى لترسيخ ممارسة سياسة جديدة قائمة على الوساطة والحوار، داعيا إلى التخلص من لغة الخشب القديمة، لأن الأحزاب بحاجة للقيام بقراءة متجددة مستمدة من قيم نوفمبر وزعماء الثورة التحريرية، مثلما قال . مضيفا أن « الجزائر تحتاج إلى تقوية مؤسسات الوساطة على رأسها الأحزاب والجمعيات ونقابات، بهدف تعزيز الجبهة الداخلية، لتستمد الدولة قوتها من هذه المؤسسات الشعبية».
و شدد المتحدث على أهمية مواصلة محاربة الفساد وكذا القيام بإصلاحات في عدة قطاعات منها العدالة، التربية الوطنية، وقطاع التضامن وكذا تعزيز الحوار بين الأحزاب، ومد يد الحوار بهدف إعادة الاعتبار للعمل السياسي، معتبرا المؤسسة الحزبية خزانا للإطارات التي تعتمد عليهم الدولة في بناء وتسيير المؤسسات، لأن التنشئة الحزبية وفقا لساحلي تسمح لأي إطار امتلاك أدوات التحكم في الاتصال مع المواطن. وحسب ساحلي فإن الأحزاب هي همزة الوصل لنقل انشغالات الشعب للسلطة، مشيرا إلى أن موعد الانتخابات الرئاسية اقترب، ما يستوجب التحضير له قبل شهر سبتمبر قائلا « لا يهم من سيكون الرئيس الأهم مضمون العهدة المقبلة، هل سيكون تقدم وتطور، وتحسن للقدرة الشرائية للمواطن، وفتح المجال للشباب لممارسة المسؤولية وتسيير الشأن العام، بمبدأ الكفاءة والنزاهة.
وبالتعريج على إحياء ذكرى تأميم المحروقات، دعا ساحلي إلى «استذكار النضالات التي بذلت لبسط السيادة على ثرواتنا الطاقوية، وقد أصبح النفط والغاز اليوم سلاحا جيوستراتيجيا «. و أشار إلى ضرورة وضع سياسة طاقوية جديدة والانتقال الطاقوي الرشيد، كون الاستهلاك المحلي للطاقة مفرط وغير متوازن ويتسم بالتبذير، حيث تشير الأرقام إلى أن 60 بالمائة من إنتاج الغاز يستهلك محليا، في حين الدول الأخرى وضعت استراتيجيات لتوجيه 30 بالمائة من الاستهلاك المحلي في الصناعة والفلاحة والخدمات، وليس الاستهلاك المنزلي. وتابع ساحلي بأن الجزائر تحتاج أيضا لمزيج طاقوي، والتخلص من الطاقات الأحفورية الملوثة للبيئة، كون بلادنا حسبه تملك 3600 ساعة في السنة لإنتاج الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وحتى استغلال الغاز الصخري بعيدا عما اسماه المغالطات والنقاشات العقيمة. واعتبر المصدر، أن مختلف الصراعات الدولية القائمة اليوم، بسبب الطاقة، سواء بين أوكرانيا و روسيا، وحتى الجرائم التي ينتهكها الاحتلال الصهيوني بغزة بدوافع دينية وعقائدية، وأخرى خفية وغير معلنة للسيطرة على الغاز المكتشف في سواحل غزة، والعمل على إنشاء طريق التجارة الدولية من الهند مرورا بالإمارات نحو إسرائيل وأوروبا، ضد خط  « الحرير» الذي تسعى له الصين، إلى جانب السعي لإنشاء قناة «بنقريون» لنقل المحروقات والسلع، للتضييق على قناة السويس المصرية».
وتطرق ساحلي، لقمة الغاز المرتقبة بالجزائر ، ومدى أهميتها في توحيد قرارات الدول المنتجة والمصدرة للغاز، منوها بالدور التي لعبته الجزائر في القمة الطاقوية المنعقدة بالجزائر سنة 2016 والتي سمحت بإنهاء الخلاف بين روسيا، السعودية، وفنزويلا، و مكنت من خفض الانتاج ورفع الأسعار.  
وعلى الصعيد الدبلوماسي والعلاقات الدولية، أوضح ساحلي بأن نظرة حزبه ترتكز على تحقيق توازن عبر التحالفات وتصغير المشاكل وحل الخلافات. وأشاد ساحلي بالدور المتقدم للدبلوماسية الجزائرية وأهمية المساعي التي تقوم بها على مستوى مجلس الأمن، وتكثيف الجهود للتخفيف من حدة العدوان على الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى