نظمت نهاية الأسبوع، الجمعية الثقافية «إمنار نتذوكلي» لآيت عيسى ميمون بتيزي وزو، تقليد «أمغار نتفسوث» (الترحيب بفصل الربيع) على مستوى قرية ثحنوتس التابعة لبلدية آيت عيسى ميمون في ولاية تيزي وزو، لتخليد طقوس الأجداد وبعث التقاليد التي تعزز الروابط بين العائلات.
وتجمع السكان باكرا قبل شروق الشمس في ساحة القرية، للتوجه أفواجا نحو الطبيعة، لاستقبال فصل الربيع الذي يُعتبر تقليدا مستمرا إلى غاية اليوم، يحييه السكان بين نهاية شهر فيفري وبداية شهر مارس من كل سنة، ويصادف ذلك أول أيام فصل الربيع حسب التقويم الزراعي.
ولم تفوت عائلات فرصة التنزه بين الحقول الخضراء وأرجاء القرية للترحيب بعودة الشمس الدافئة وتوديع فصل الشتاء ببرودته وثلوجه، في أجواء ربيعية بهيجة شارك فيها الكبار والصغار رجالا ونساء وشيوخا وتعتبر هذه المناسبة فرصة لتوطيد العلاقة مع الطبيعة بحسب المنظمين الذين شرحوا للأطفال الصغار أهداف هذا المهرجان، وما يوفره من معلومات عن الارتباط الوثيق بين حياة الإنسان وإيقاع الفصول والتعايش مع الطبيعة، وكذلك تعريفهم بأول يوم من أيام الربيع ومعانيه.
وأوضح للنصر، عبد الغاني عداوان، رئيس الجمعية المنظمة الحدث أن فصل الربيع حسب التقويم الزراعي الأمازيغي يبدأ نهاية شهر فيفري، مشيرا إلى أن الهدف من إحياء هذه العادة هو المحافظة على تقاليد الأجداد وتمتين الروابط الاجتماعية والعيش المشترك، حيث تلتقي العائلات في نزهة رائعة بين أحضان الطبيعة للاستمتاع بلحظات مميزة لبضعة ساعات بعيدا عن الروتين والضغط الذي تسببه الحياة اليومية وهو ما يميز «أمغار نتفسوث» ويجعله حدثا لا ينسى، كما يعتبر استقبال الربيع فرصة للأطفال الصغار للمرح والركض بسعادة في الهواء الطلق واللعب فوق العشب الأخضر و قطف الزهور بجميع ألوانها.
وتبدأ الاستعدادات للاحتفال بقدوم الربيع من البيوت، بجمع المكونات الضرورية لإعداد «طبق الربيع» الخاص وهو الكسكسي بالنبتات العطرية الذي يتناوله السكان مع بعضهم البعض على البساط الأخضر في الطبيعة، كما تحضر العائلات أيضا «البراج» بالسميد وزيت الزيتون وبحشو من عجين التمر وتأخذها معها إلى موقع الاحتفال. ويحيي السكان هذا اليوم، كترحيب بالموسم المعتدل، حيث أنه مع بداية فصل الربيع ، يخرج الإنسان والحيوان من قسوة الشتاء وتقلباته إلى فصل جميل ودافئ، كما أنه يعتبر نهاية موسم جني الزيتون، وتكاثر عدة أنواع من النباتات والورود ، وتتدفق الينابيع بأقصى سرعة وتتجدد المياه.
كما أن اللحظات البهيجة التي تقضيها العائلات في المساحات الخضراء تخلص من التوتر والقلق والاكتئاب لتعود العائلة في المساء إلى بيتها بمعنويات مرتفعة، مع التفاؤل بموسم وفير و مزدهر وآملة في قدوم أيام يعم فيها الخير. وتجدر الإشارة، إلى أن استقبال الربيع في قرى ولاية تيزي وزو،  يكون حسب التقويم الزراعي للأجداد الذي يتم الاحتفال به كل عام ابتداء من 28 فيفري وإلى غاية بداية شهر مارس من كل سنة.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى