حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة « اليونيسف» من تزايد أعداد الوفيات في صفوف الأطفال في غزة بسبب المجاعة التي تتوسع بشكل لافت مع استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات الغذائية، واستهداف حشود المواطنين المنتظرين لوصول قوافل المساعدات بعد أن أنهكهم الجوع.
وأشار بيان لمنظمة اليونيسف نشر أمس إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة يموتون ببطء تحت أنظار العالم، وحذرت من ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير إذا تركت الأزمة الإنسانية تتفاقم، وأكدت بأن الوضع يزداد سوءا، ومن المرجح حسب نفس البيان أن يتعقد الوضع بسرعة أكثر إذا لم تنته الحرب ويتم حل العقبات التي تعترض الإغاثة الإنسانية على الفور، ولفتت اليونسيف إلى أن حياة الآلاف من الأطفال والرضع تعتمد على الإجراءات العاجلة التي يتم اتخاذها، كما لا يزال حسب بيان المنظمة وقف إنساني فوري لإطلاق النار يوفر أفضل فرصة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.
وفي سياق المجاعة التي تضرب شمال قطاع غزة جراء الحصار ومنع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات، كشف أمس مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في تصريحات صحفية عن إحصاء ما يزيد عن 120 أسرة تعاني من مجاعة حقيقية في القطاع، محذرا من تفاقم الوضع إذا استمر الحصار الصهيوني على شمال القطاع ومنعت المساعدات، لافتا إلى أن الإنزال الجوي للمساعدات لا يلبي إلا النذر اليسير من حاجات الناس في ظل حجم الكارثة الواقعة في غزة، و تفاقم الأزمة الغذائية، ودعا نفس المصدر كل الدول والحكومات إلى إيجاد طرق أكثر نجاعة لإيصال المساعدات، وضرورة فتح المعابر لإدخالها برا، بما يضمن وصولها إلى مستحقيها بأمان ونظام، ويحفظ كرامة المواطنين الفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة إيصال المساعدات للشمال الذي تتفاقم فيه المجاعة بشكل أكبر،  مشيرا إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى دخول 1000 شاحنة يوميا لتجاوز أزمة المجاعة التي تتوسع بشكل كبير في مناطق مختلفة من القطاع.
 وأشار أمس التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى اشتداد حرب التجويع التي يشنها الاحتلال على المدنيين خصوصا في محافظة شمال غزة، وتزايد أعداد الوفيات نتيجة الجوع والعطش والجفاف، وكشفت في هذا السياق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع شهداء الجوع من الأطفال والمسنين إلى 23شهيدا، منهم 3 أطفال استشهدوا أول أمس في مستشفى الشفاء.
 من جانب آخر نشر أمس المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان تقريرا بخصوص المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من غزة، وأشار البيان إلى أن هؤلاء المعتقلين هم ضحايا عمليات إعدام وقتل ممنهجة وسط تعتيم شديد، مشيرا إلى أن المعتقلين لدى جيش الاحتلال يتعرضون إلى جرائم قتل عمدي وإعدام تعسفي وخارج نطاق القانون والقضاء، كما تحدث التقرير عن حالات قتل تحت التعذيب يمارسها جيش الاحتلال.
وأكد المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان أن هذه الجرائم تستوجب تحرك الجهات القضائية الدولية وفتح تحقيق دولي فوري وجاد لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها،  وشدد المرصد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنقاذ حياة الآلاف ممن ما يزالون قيد الاعتقال والأسر والاختفاء القسري في معتقلات وسجون الاحتلال.
 وأبرز المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان أن سجون ومراكز احتجاز تابعة للاحتلال الإسرائيلي تحولت إلى نسخ أشد دموية من سجن « غوانتانامو» بما تشهده من أشكال تعذيب مشينة، وأعرب نفس المرصد عن فزعه وصدمته إزاء توالي الكشف عن جرائم قتل عمدية نفذت بحق أسرى ومعتقلين فلسطينيين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة خلال احتجازهم في مراكز احتجاز مختلفة، مشيرا إلى ما نشرته وسائل إعلام عبرية منذ يومين و التي كشفت عن مقتل 27 معتقلا فلسطينيا من قطاع غزة بفعل التعذيب أو الحرمان من العلاج.
و كشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 154 الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 10 مجازر ضد العائلات راح ضحيتها 82 شهيدا و122 إصابة خلال 24 ساعة ، كما لا يزال العشرات من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف إليهم، وأشار نفس التقرير إلى ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 30960 شهيدا و72524 إصابة منذ السابع أكتوبر الماضي، و72 بالمائة من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء.
من جانب آخر كشفت كتائب القسام أمس عن أسماء وصور 4 قتلى صهاينة كانوا محتجزين لدى المقاومة، وذلك من ضمن سبعة قتلهم جيش الاحتلال خلال القصف على غزة، وكانت كتائب القسام قد نشرت منذ أيام أسماء وصور 3 قتلى، وأجلت الإعلان عن أسماء الأربعة الآخرين إلى غاية التأكد من هوياتهم.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى