أسفرت قرعة الدور ثمن النهائي للنسخة 59 من منافسة كأس الجزائر عن قمتين من تنشيط «كبار» الرابطة المحترفة، في الوقت الذي ضمنت فيه أندية الرابطة الثانية مقعدا بصورة أوتوماتيكية في ربع النهائي، من خلال مباراة ترجي مستغانم ونصر حسين داي، وكذلك الحال بالنسبة لفرق ما بين الجهات، التي حجزت تأشيرة آلية في دور الثمانية، عبر بوابة لقاء شبيبة عزازقة و وداد تلمسان، بينما ستكون المباريات الأربعة الأخرى غير متكافئة على الورق، بمراعاة معيار الانتماء، مع استفادة ثلاثي «عاصمي» من الرابطة المحترفة من أفضلية الأرض، لكن الإثارة والفرجة ستكون
في قمة القاعدة الشرقية، والتي سيتجدد من خلالها الحوار الكروي بين اتحاد عنابة وشباب قسنطينة.
عملية القرعة والتي سحبت سهرة أول أمس بمقر المؤسسة العمومية للتلفزيون، أوقعت 4 فرق من الرابطة المحترفة وجها لوجه في قمتين واعدتين، ستضع زبونين تقليديين في هذه المنافسة في ضيافة فريقين يبحثان عن كتابة صفحة جديدة في تاريخ الكأس، حيث أن الرائد الحالي فريق مولودية الجزائر سيحط الرحال بخنشلة، لمواجهة الاتحاد المحلي، في لقاء قوي، يريده «الخناشلة» لكسب التأشيرة وفقط، وهم الذين سبق لهم التأهل على حساب المولودية بملعب حمام عمار، وكان ذلك في مارس 1998، بفضل ركلات الترجيح، وكانوا حينها ينشطون في القسم الرابع، ومشوار الكأس يبقى هدف «سيسكاوة» لاستعادة ذكريات أفضل انجاز، لما نشطوا نصف النهائي سنة 1971، خاصة وأن عملية القرعة أنصفتهم، بالاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار للمرة الثالثة تواليا.
القمة الثانية لثمن النهائي، ستجمع اتحاد بسكرة بمولودية وهران، في مقابلة تسبق مواجهة الفريقين في الجولة 25 من البطولة، والفرصة مواتية أمام «خضراء الزيبان» لتأدية أفضل مشوار مع «السيدة المدللة»، سيما بعد النجاح في التأهل على حساب بطل الطبعة الفارطة جمعية الشلف، مادامت القرعة قد منحتها أفضلية العوامل الكلاسيكية، رغم أن «الحمراوة» تستهويهم هذه المنافسة، التي توجوا بلقبها في 4 مناسبات، من بين 6 نهائيات نشطوها.
إلى ذلك، فإن عملية القرعة أرغمت شباب قسنطينة على التنقل للمرة الثالثة على التوالي، وقد شاءت الصدف أن تبقى سفرياته في الجهة الشرقية من الوطن، حيث سينزل هذه المرة ضيفا ثقيلا على مدينة عنابة، لملاقاة الاتحاد المحلي، في «كلاسيكو» تقليدي غاب عن الساحة بسبب تدحرج أبناء «بونة» إلى الوطني الثاني، ومع ذلك فإن الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة، بالنظر إلى خصوصية المقابلة، ولو أن الأفضلية تبقى على الورق لصالح «السنافر»، الذين كانوا قد أزاحوا فريقين من الرابطة المحترفة من السباق، بصرف النظر عن وضعية الاتحاد العنابي، ومعاناته في رحلة النجاة من شبح السقوط من الوطني الثاني، وهذا «الديربي» سيكون بمعطيات لا تختلف كثيرا على تلك التي كانت في آخر لقاء بين الفريقين في منافسة كأس الجزائر، في ديسمبر 2012 بملعب 19 ماي، لما تأهل «الخضورة» دون عناء بثلاثية في الشوط الأول.
ومنحت عملية القرعة 3 فرق عاصمية من الرابطة المحترفة أفضلية اللعب داخل الديار، أمام منافسين من القسمين الثاني والثالث للهواة، كما هو الحال بالنسبة لصاحب أكبر عدد من النهائيات فريق اتحاد الجزائر، الذي سيواجه للمرة الثالثة منافسا من بطولة ما بين الجهات، ويتعلق الأمر برائد بوقاعة، مما يضع هذا «الصغير» أمام اختبار عسير، بينما سيضطر شباب بلوزداد لمواجهة متصدر ترتيب الوطني الثاني لفوج الشرق أولمبي أقبو، في الوقت الذي ستكون فيه مهمة نجم بن عكنون أصعب نسبيا، لأن الضيف شبيبة جيجل سينزل للمرة الثانية على التوالي ضيفا على العاصمة، بنية استنساخ انجاز الدور الماضي أمام أمل حيدرة، خاصة وأن «النمرة» تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، على العكس من النجم، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام عنصر المفاجأة في هذه المقابلة. بالموازاة مع ذلك، فإن فرق الرابطة الثانية ستضمن تأشيرة تأهل إلى ربع النهائي بصورة آلية، لأن عملية القرعة أوقعت ترجي مستغانم ونصر حسين داي وجها لوجه، في مقابلة تصب كل حساباتها الأولية في رصيد "الترجي"، بالنظر إلى التباين الصارخ في وضعية الفريقين في ترتيب البطولة.
وفي نفس السياق، فإن هذه الطبعة ستعرف تواجد ممثل على الأقل لقسم ما بين الجهات في ربع النهائي، كأصغر «سفير»، مادامت القرعة قد خدمت شبيبة عزازقة للمرة الثالثة على التوالي، باللعب داخل الديار، واستقبال منافس من نفس القسم، ويتعلق الأمر بوداد تلمسان، في مباراة يبحث من خلالها أهل الدار عن مواصلة كتابة التاريخ.
صدامان قويان مرتقبان في ربع النهائي
أما بخصوص قرعة ربع النهائي، فإن إمكانية تنشيط قمتين بين أندية الرابطة المحترفة تبقى واردة، وهذا في حال خضوع لقاءات ثمن النهائي لمنطق الانتماء، وعليه فإن شباب قسنطينة إذا ما عاد بتأشيرة التأهل من عنابة قد يلتقي بنجم بن عكنون، والأمر ذاته يخص اتحاد الجزائر، الذي وأن تخطى عقبة رائد بوقاعة فإنه سيواجه إما اتحاد بسكرة أو مولودية وهران، في الوقت الذي قد يصطدم فيه شباب بلوزداد إذا ما تجاوز أولمبي أقبو بمنافس آخر من الرابطة الثانية، لتبقى مهمة المتأهل من اتحاد خنشلة ومولودية الجزائر الأسهل على «الورق» في دور الثمانية، لأن المنافس سيكون وداد تلمسان أو شبيبة عزازقة من قسم ما بين الجهات.
للإشارة فإن لقاءات ثمن النهائي ستجرى يومي 29 و30 مارس الجاري، على أن تقام مباريات ربع النهائي بعد عيد الفطر المبارك بملاعب محايدة ضبطتها اللجنة الفيدرالية المختصة قبل سحب القرعة لتفادي أي إشكال «تنظيمي» للبرمجة، ومن المرتقب الاعتماد على تقنية «الفار» في لقاءات ربع النهائي.   
قراءة: صالح فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى