عشرات الشهداء في هجوم الاحتـلال الصهيوني على مستشفى الشفاء
اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني مع طلوع فجر أمس مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة للمرة الثانية وسط استخدام نيران كثيفة بقذائف الدبابات والمسيرات، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى لم تتمكن طواقم الإسعاف المدني من الوصول إليهم، كما يحاصر جيش الاحتلال الطواقم الطبية والمرضى وآلاف النازحين  في المستشفى ومراكز الإيواء المحيطة به.

وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد اقتحم هذا المجمع الطبي في شهر نوفمبر الماضي بحجة استخدامه لأغراض عسكرية واتخاذه كمركز قيادة عسكرية من طرف المقاومة في غزة، ودمر الاحتلال أثناء الاقتحام أجزاء من  المستشفى ومعداته وارتكب عددا من المجازر في حق النازحين الذين لجأوا إليه بحثا عن الأمن المفقود، في حين لم يتمكن الاحتلال أثناء اقتحامه الأول أن يقدم دليلا واحدا يؤكد استخدام المستشفى لأغراض عسكرية، وما فعله أنه اختطف عددا من كوادره على رأسهم مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سليمة وعدد من الأطباء الذين كانوا يؤدون في واجبهم الطبي تجاه المرضى والجرحى، وأكدوا أكثر من مرة في تصريحات صحفية أن المستشفى يقدم خدمات طبية لمدنيين فقط، ولن يغادروه والمرضى على أسرة العلاج رغم الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها.
ويرى مراقبون أن هذا الاقتحام الجديد لا يندرج سوى في إطار مساعي الاحتلال تسويق بعض الانتصارات الوهمية بعد عجزه عن تقديم أي هدف من أهداف الحرب المعلنة، وما لم يحصل عليه الاحتلال في اقتحامه الأول لهذا المستشفى المدني، لن يستطيع الحصول عليه في اقتحامه الثاني، وما قام به منذ بداية العدوان لم يتعد عن قتل المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال وتهجيرهم من بيوتهم وتجويعهم، في حين المقاومة في غزة لاتزال تكبده المزيد من الخسائر، وفي خطوط القتال الأولى على مشارف غلاف غزة.
وحملت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الاحتلال الصهيوني مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، وجاء في بيان الوزارة أمس أن ما تقوم به قوات الاحتلال ضد مجمع الشفاء انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وأشارت إلى أن الاحتلال لا زال يستخدم رواياته المفبركة في خداع العالم لتبرير اقتحام المجمع، وأكدت أن الهدف من الهجوم العسكري الصهيوني هو الاستمرار في تدمير المنظومة الصحية شمال غزة، وطالبت وزارة الصحة المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بالتوجه فورا إلى مجمع الشفاء الطبي لحمايته وحماية كل من بداخله ومنع الاستهداف الصهيوني المتجدد له.
وفي الإطار ذاته حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من مخاطر تهجير من تبقى من المدنيين في شمال قطاع غزة، وأكد بيان الوزارة الصادر أمس أن إسرائيل تمعن في تدمير أي بنية صحية متبقية في القطاع لإخراجها تماما عن أية خدمة، ودعت إلى حماية المدنيين بجميع الأشكال وإدخال المساعدات لهم بشكل مستدام.
وفي نفس السياق أكدت حركة حماس أن جيش الاحتلال يرتكب جريمة جديدة في مجمع الشفاء باستهداف مباني المستشفى بشكل مباشر دون اكتراث بمن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين، وجاء في بيان الحركة أمس أن جرائم الاحتلال وحرب الإبادة المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وكل مكونات الحياة في القطاع لم تصنع لنتنياهو وجيشه النازي أي صورة انتصار، وهي تعبر عن حالة التخبط والارتباك وفقدان الأمل بتحقيق أي إنجاز عسكري غير استهداف المدنيين العزل.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني استهداف المدنيين في مناطق مختلفة بغزة بقصف المنازل، مضيفا إلى سجله الأسود المزيد من المجازر، وكشف التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الصادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 8 مجازر خلال 24 ساعة الأخيرة وصل منها لمستشفيات القطاع 81 شهيدا و116 إصابة، وكشفت الوزارة عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان إلى 31726 شهيد و73792 إصابة.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى