أشرفت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، أول أمس، على تدشين مرافق وفضاءات ثقافية هامة بمدينة سكيكدة، من أبرزها المسرح الجهوي بعد ترميمه وتأهيله وتسميته باسم الفنانة الراحلة، صونيا، مع إعلانها عن تخصيص 180 مليون دج لتجهيزه بوسائل تقنية متطورة و80 مليون دج للمركز الثقافي، أحسن شبلي، لتأهيله وتحويله إلى متحف وطني، واستفادة الولاية من 3 مشاريع تخص مكتبات عمومية لأجل تجديدها وتزويدها بالمراجع.
الوزيرة وفي المحطة الأولى من برنامج زيارة العمل والتفقد لسكيكدة، قامت رفقة والية الولاية وبحضور نخبة من الفنانين بتدشين ووضع حيز الخدمة للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد، زغلامي صحراوي، المدعو نور، بطاقة استيعاب 300 مقعد. وقد ثمنت الوزيرة خلال زيارتها لأجنحة هذا الصرح الثقافي، الرصيد المعرفي الذي تزخر به المكتبة الرئيسية، لاسيما وأنها تضم 52975 نسخة بـ 12209 عنوانا بين مُهدى ومُقتنى، كما أكدت دعم مديرية الثقافة بحوالي 5 آلاف عنوان لإثراء المكتبات العمومية بإقليم الولاية، مشددة على ضرورة تسريع مواكبة الرقمنة في الخدمات المقدمة للمنخرطين، لاسيما تعزيز آليات البحث الكترونيا عن النسخ والعناوين المتاحة .
وفي المحطة الثانية من الزيارة، تم تدشين المسرح الجهوي الذي حمل اسم الفنانة الراحلة وأيقونة المسرح «سكينة ميكيو» المدعوة «صونيا» وإعادة فتحه بعد استفادته من أشغال ترميم وتهيئة وتجهيز بغلاف مالي يقدر بـ  533 مليون دج على مساحة 1000 متر مكعب بسعة 500 مقعد، حيث مست أشغال الترميم التهيئة الداخلية والخارجية للمبنى، ومن المرتقب أن يستقبل رواد المسرح ومحبيه من الجمهور والمبدعين في حلة جميلة متميزة وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من الغلق .
وقد أعرب عدد من الفنانين الذين رافقوا الوزيرة في هذه الزيارة من أمثال، حميد رابية، فتيحة سلطان، نور الدين بشكري، حكيم دكار، السعيد زنير، مفيدة عداس والعمري كعوان، عن امتنانهم وتقديرهم للجهود الحثيثة التي مكنت من إعادة بعث هذا الصرح الفني الثقافي العريق الذي يجمع في جدرانه بين الأصالة والمعاصرة ويحافظ على الطابع المعماري الذي يعكس عراقة وتاريخ المدينة، وثمنت الوزيرة حرص السلطات الولائية وعلى رأسها والية الولاية، على إنجاح المشروع وضمان جاهزية هذا الصرح الثقافي الهام وإعادة فتحه للفنانين والمثقفين والمبدعين الشباب.
وفي المحطة الثالثة، تم تدشين المكتبة الحضرية الشهيد، بوعباز مبارك، في أعالي المدينة، حيث اقترحت الوزيرة تخصيص مناصب عمل للشباب المتطوعين خلال السنة المقبلة، بينما تم تدشين قاعة السينما «العاليا» في وسط المدينة، بسعة 270 مقعدا، بعد استفادتها من مشروع ترميم وتهيئة بغلاف مالي يقدر بـ 144.6 مليون دج، حيث ثمنت الوزيرة مسعى وجهود إعادة بعث قاعات ودور السينما وإعطائها بالغ الأهمية تلبية لأذواق الجمهور.
وبالمركز الثقافي، أحسن شبلي، عاينت الوزيرة بعض القطع الأثرية التي تعود لحقب تاريخية قديمة وأعلنت عن استفادة هذا المرفق من مبلغ 80 مليون دج، لإعادة تأهيله وترميمه، على أن يحول إلى متحف وطني للآثار، مؤكدة على ضرورة إعادة تفعيل دفتر الشروط والإسراع في الإجراءات الخاصة، ببعث أشغال ترميم هذا المعلم التاريخي الهام.
كما أبدت الوزيرة إعجابها بمقر النزل البلدي وبجمالية الهندسة المعمارية التي تميزه وضرورة إعداد تقرير خبرة للوحات الفنية المتواجدة ببهو النزل بحكم أنها مصنفة ضمن التراث الثقافي المحمي، واقترحت تسجيل عملية لترميمه بمرافقة تقنية لوزارة الثقافة وهنا أكدت الوالية أخذها على عاتق ميزانية البلدية حفاظا على عراقة وتاريخ المدينة، مؤكدة على ضرورة احترام خصوصية الطابع العمراني للنزل والحفاظ عليه.
الوزيرة وخلال زيارتها قصر مريم عزة (بن قانة) الذي شيد سنة 1913 والذي يعد تحفة فنية بأعالي المدينة يرسم صورة فنية ومعمارية تاريخية تمزج بين ألوان الزخرفة العربية والهندسة الأندلسية، استمعت إلى عرض لدراسة ترميم القصر من طرف مكتب الدراسات يشمل الأشغال المدمجة، حيث أكدت على متابعتها الشخصية لأشغال الترميم وأبدت حرصها رفقة الوالية، على ضرورة الحفاظ على الطابع المعماري واختيار المواد الأصلية في أشغال الترميم مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الطابع المعماري للقصر، وضرورة الاستعانة بمكاتب دراسات مختصة في هذا المجال.
واختتمت الوزيرة زيارتها بتفقد المسرح الروماني الذي يعد معلما أثريا يعود للعهد المعماري ويعتبر من أكبر المسارح في شمال إفريقيا حيث تبلغ مساحته الأصلية 4900 متر مكعب ويستوعب حوالي 6 آلاف متفرج، كما صنف ضمن المعالم الأثرية الوطنية، حيث دعت الوزيرة إلى فتحه واستغلاله بالشكل الأمثل ضمن المقاربة الاقتصادية الجديدة للثقافة.           كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى