انتشل الدفاع المدني بغزة أمس أزيد من 200 جثة لشهداء أعدمهم جيش الاحتلال الصهيوني بمستشفى ناصر بخانيونس خلال اقتحامه منذ أسبوعين، وعثر الدفاع المدني على جثامين الشهداء في مقابر جماعية و أغلبها تحللت ويصعب التعرف على أصحابها، وأكد في هذا الإطار مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أن عشرات الجثامين عثر عليها بدون جلود ورؤوس، وأخرى أنصاف فقط، وكشف في تصريح صحفي عن سرقة جنود الاحتلال لأعضاء من أجساد الشهداء، مؤكدا بأن المشاهد كانت قاسية في هذه المقابر الجماعية التي اكتشفت في مستشفى ناصر، وأضاف بأن الاحتلال الصهيوني كان يتفنن في إعدام المواطنين، ورجح نفس المتحدث أن يكون الاحتلال استعمل مواد كيماوية على أجسادهم، داعيا المنظمات الأممية والإنسانية ذات العلاقة إلى فتح تحقيق في هذه الجرائم المفجعة التي يستمر الكيان الصهيوني في ارتكابها ضد المدنيين في قطاع غزة.
وتوقع مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وجود 700 شهيد في مقابر جماعية أعدمهم جيش الاحتلال الصهيوني داخل مجمع ناصر، مشيرا إلى إعدام الاحتلال العشرات من النازحين والجرحى والمرضى والطواقم الطبية، وأكد بأن مصير العشرات ممن كانوا بمجمع ناصر لا يزال مجهولا بعد انسحاب الاحتلال، وفي الإطار ذاته أشار الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل في تصريح صحفي إلى اختفاء العديد من أبناء القطاع ولا يعلمون إذا كانوا معتقلين أوهم تحت الأنقاض، لافتا إلى أن العدد الأكبر من الضحايا هم من النساء والأطفال.
وتضاف هذه المقابر الجماعية المكتشفة بمستشفى ناصر والعدد الكبير لجثامين الشهداء التي تم العثور عليها إلى سلسلة جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بقطاع غزة منذ سبعة أشهر، ويزيد الاحتلال المجرم إلى سجله يوميا المزيد من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي شرع في تنفيذها منذ السابع أكتوبر الماضي.
وأكدت في هذا السياق حركة حماس أن المقبرة الجماعية التي تم اكتشافها في مجمع ناصر الطبي، والتي تضم عشرات الشهداء من مختلف الأعمار الذين تم إعدامهم بدم بارد ومواراتهم بالجرافات العسكرية تحت تراب باحات المجمع، تضاف إلى العديد من المقابر الجماعية التي تم العثور عليها، خصوصا في باحات المستشفيات، وأضافت الحركة في بيان صدر أمس بأن هذه المقابر تؤكد من جديد حجم الجرائم والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، وتطرح التساؤلات حول مصير آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مفقودين بعد انسحاب جيش الاحتلال الفاشي من مناطق قطاع غزة، وأكدت حماس بأن الجرائم المروعة التي يقترفها هذا الجيش المجرم، وعمليات القتل بالجملة للمدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ في المستشفيات ومراكز وخيام الإيواء والنزوح والأحياء السكنية، ما كانت لتتواصل لولا الدعم السياسي والعسكري اللامحدود والغطاء الذي تمنحه إدارة الرئيس الأمريكي بايدن لهذا الكيان الفاشي، والذي يمكنه من الاستمرار في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني لما يزيد عن الستة أشهر.
وفي سياق متصل أدانت حركة حماس تصويت مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يقضي بتقديم مساعدات عسكرية وأمنية للكيان الصهيوني بقيمة تصل إلى 26 مليار دولار، واعتبرت الحركة هذه الخطوة تأكيدا للتواطؤ والشراكة الرسمية الأمريكية في حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الفاشي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء، إضافة إلى التدمير الممنهج للمدن والأحياء السكنية، وكافة المرافق المدنية والبني التحتية في القطاع.
وفي إطار سلسلة الجرائم الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة، كشف أمس التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى للعدوان المستمر لليوم 198 عن ارتكاب جيش الاحتلال 5 مجازر وصل منها للمستشفيات 48 شهيدا و79 إصابة خلال 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 34097 شهيد و76980 إصابة.
وفي نفس الإطار أكدت وكالة الأونروا أن طفل يقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة، كما يتم إصابة عدد آخر منهم بجروح بشكل مأساوي جراء الهجمات المكثفة للاحتلال الإسرائيلي، ودعت الوكالة في بيان أمس إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار للحد من هذه المأساة، كما حذر خبراء أمميون من إبادة تعليمية في غزة جراء الهجمات القاسية والمستمرة لجيش الاحتلال على البنية التحتية التعليمية، وكشف الخبراء في تقرير نشر منذ يومين عن تضرر 80 بالمائة من المدارس في غزة، كما أشاروا إلى استشهاد 5479 طالبا و621 معلما و95 أستاذا جامعيا وأصيب أكثر من 7819 طالبا و756 معلما.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى