تفاقم ظاهرة غلق المسالك الريفية و اعتراض المشاريع بقالمة  
تفاقمت ظاهرة تعطيل المشاريع التنموية بقالمة بسبب اعتراض ملاك  الأراضي الخواص الذي يصرون على منع عمليات تمرير قنوات الغاز و المياه و فتح الطرقات، و غيرها من المشاريع الهادفة إلى تلبية حاجيات السكان و تخفيف المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات طويلة، كما يحدث ببلدية عين بن بيضاء شرقي قالمة، حيث يصر بعض الملاك الخواص على تعطيل مشروع الغاز الطبيعي بحجة عدم الحصول على تعويضات مالية مقابل تمرير القناة وسط قطعتهم الأرضية.
و تعيش العديد من المناطق الريفية بقالمة وضعا صعبا ومعقدا فرضه ملاك خواص أصبحوا يعترضون مشاريع فك العزلة، و يقطعون مسالك ريفية مشتركة ظلت قائمة منذ عقود يستعملها السكان للمرور من منطقة إلى أخرى.  و مرت مشاريع فك العزلة ببلدية عين العربي و غيرها من البلديات بتعقيدات كبيرة بسبب اعتراض الملاك الخواص.
و يعد مشروع فك العزلة عن دوار الملعب ببلدية الركنية مثالا حيا آخر على الفوضى التي تعرفها الأقاليم الريفية بقالمة، حيث تمكن ملاك خواص غادروا المنطقة منذ سنوات طويلة من تعطيل الأشغال زاعمين أن الطريق الذي قررت الولاية إنجازه يمر وسط ممتلكاتهم، و عبروا عن رفضهم لمشروع تعبيد مسلك ريفي على مسافة 5 كلم تقريبا من مشتى دحمون إلى دوار الملعب الذي مازال يعاني من العزلة و الحرمان إلى اليوم.  و تحاول عدة جهات إقناع الملاك المعترضين بالعدول عن موقفهم و تغليب المصلحة العامة و السماح للآليات باستئناف الأشغال من جديد.  و استغرب سكان الملعب من موقف هؤلاء الملاك و قالوا في وقت سابق بأن الطريق يفك العزلة أيضا عن أراضي هؤلاء المعترضين، الذين لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم عندما تسقط الأمطار و يتحول المسلك الريفي إلى كتل من الطين و حفر و مجاري مائية.  
و ببلدية بوحمدان غرب قالمة اعترض ملاك خواص أيضا على مشروع آخر لفك العزلة بمشتى بوغدير و أوقفوه، و ربما يكونون قد تسببوا في إلغائه نهائيا و تعطيل الأنشطة الزراعية و الرعوية بالمنطقة.و بنفس البلدية حاول ملاك آخرون منذ أيام غلق مسلك ريفي مشترك بمشتى دحمون و عزل عدة مشاتي و مستثمرات فلاحية غير أن السكان تفطنوا للمحاولة و استنجدوا بالدرك الوطني الذي أقنع الملاك بالإبقاء على المسلك مفتوحا و تغليب المصلحة العامة و تحديد معالم القطعة الأرضية التي يزعم أصحابها بأن المسلك يمر فيها رغم أنه يظهر بوضوح  في خرائط المسح القديمة و يستعمله سكان المنطقة منذ عقود طويلة للمرور باتجاه مشاتي عديدة.   
و يعترض الملاك الخواص بقالمة باستمرار على مشاريع فك العزلة و تمرير قنوات الغاز و المياه و تسببوا في متاعب كبيرة أضرت بالتنمية المحلية.  
و يطالب سكان المشاتي المعزولة بوقف عمليات غلق المسالك المستعملة منذ القدم و تغليب المنفعة العامة و العمل بمبدأ حق المرور المنصوص عليه في القانون المدني الجزائري، و المعمول به من طرف السكان القدامى و إظهار المسالك الريفية القديمة و الممرات المشتركة في خرائط المسح الجديدة لوضع حد للفوضى التي تعرفها الأقاليم الريفية بالولاية.  
و يرى الكثير من المتتبعين لشؤون التنمية الريفية بقالمة بأن التحولات الاقتصادية المتسارعة التي تعرفها هذه المناطق تتطلب تدخل العديد من الأطراف بينها البلديات و الفلاحة و الغابات و مديرية مسح الأراضي و أملاك الدولة، لفتح المزيد من الطرقات الريفية الجديدة و ترسيم الممرات القديمة التي تظهر بالمخططات القديمة التي وضعت منذ أكثر من 100 سنة و منع الملاك الخواص من غلقها و وضع حد للفوضى التي تحدث بين حين و آخر و تؤثر على استقرار الأقاليم الريفية و تعطل برامج التجديد الريفي التي انطلقت بها في السنوات الأخيرة.                  فريد.غ        

الرجوع إلى الأعلى