الفطـر السـام يقتـل أبـا وابنتـه و يدخـل شخصين الإنعـاش بمداوروش
هلك أمس أب وابنته نتيجة تناولهما فطريات سامة، الضحيتان توفيتا بمصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى ابن سينا الجامعي بعنابة، بعد إصابتهما بعجز كبدي حاد، حيث تم تحويلهما رفقة شخصين آخرين من مستشفى مداورش بولاية سوق أهراس الجمعة الماضي في حالة خطيرة.
 فقد توفيت الطفلة ملاك بوضياف البالغة من العمر 11 سنة ليلة أول أمس بمصلحة الإنعاش الطبي لمستشفى «سان تيراز» المختص في طب الأطفال، بعد فشل الجهود الطبية في إنقاذها لانتشار سموم الفطريات في جهازها الهضمي، ما سبب لها عجزا حادا على مستوى الكبد استنادا لمصدر طبي. كما لقي والدها بوضياف مذكور 52 سنة نفس المصير، حيث فارق الحياة أمس بمصلحة الإنعاش الطبي لمستشفى ابن سينا، وما يزال المصاب الثالث تحت العناية الطبية المكثفة، فيما تجاوز الشخص الرابع وهو مغترب ببريطانيا مرحلة الخطر، و قد غادر على إثرها المستشفى أمس متعافيا. وحسب تصريح المصاب الثالث المدعو (ر. فيصل 26 سنة) في زيارة للنصر لمستشفى ابن سينا، أوضح بأنه كان بتاريخ الحادثة المصادفة لأول نوفمبر رفقة المرحوم بمزرعة المغترب (ب.ر) بمنطقة مداوروش بولاية سوق أهراس، حيث اقترح عليهم هذا الأخير الذهاب لجلب الفطريات البرية أين جمعوا نحو أربعة كليوغرامات من مختلف الأصناف ورجعوا إلى المزرعة وقاموا بطهيها وتناولها، فيما أخذ الضحية مذكور جزء منها لابنته المتوفاة. و أضاف المصاب الذي تماثل للشفاء بأن أعراض التسمم بدأت في الظهور بعد أربع ساعات من تناول الفطريات، حيث أصيب بإسهال ودوار شديدين، و هي نفس الأعراض التي ظهرت على الأشخاص الآخرين حسب ما أكده (ب.ر) في اتصال هاتفي معه، ما استدعى نقلهم إلى مستشفى مداوروش، ثم سدراتة ولعوينات، إلا أن المصالح الطبية لم تستطع التكفل بهم، وبعد تدهور حالتهم الصحية حولوا بعد 8 أيام من تناول الفطريات، وتحديدا يوم الجمعة الماضي إلى استعجالات مستشفى ابن رشد الجامعي.
وأكدت رئيسة مصلحة طب الإنعاش بمستشفى ابن سينا البرفيسور دحدوح عقيل وهيبة، بأن الحالات التي استقبلتها المصلحة هي الأولى من نوعها على مستوى مستشفيات عنابة من حيث درجة الخطورة، حيث تسببت سموم الفطريات في الإتلاف التام لكبد الضحايا المتوفين، لأن نتائج التحاليل الأولية تشير إلى تناولهما كمية كبيرة من الفطريات السامة، عكس المصابين الآخرين الذين كانت درجة التسمم  لديهم أقل حدة. وأشارت إلى أن مثل هذه الحالات تتطلب إسعافا طبيا مستعجلا لا يتجاوز الخمسة الساعات، لإبطال تأثير السم على أعضاء الجسم الداخلية، ولسوء الحظ المصابين لم يتلقوا العلاج اللازم إلا بعد 8 أيام من تناول الفطريات السامة، وقد تم أخذ عينات من الفطر البري السام لإجراء التحاليل البكتريولوجية عليها. ووجهت البروفسور عقيل نداءها إلى جميع المواطنين خاصة القاطنين بالأرياف والتجمعات السكنية القريبة من الغابات، بعدم جمع الفطريات وتناولها لأنها قد تكون سامة وتشكل خطرا على صحة المستهلك.ويساعد الجو الملائم لفصل الخريف في نمو أنواع عديدة من الفطريات التي يجد فيها الجزائريون قيمة غذائية مهمة، ما يجعلهم يقبلون على تناولها رغم مخاطرها، حيث يوجد صنفان فقط من الفطريات البرية صالحين للاستهلاك.            

حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى