مسرحية "ماسينيسا و صوفونيسبا" تسترجع حلم توحيد نوميديا
تطرقت مسرحية «ماسينيسا و صوفونيسبا» للصراع الذي تعيشه المرأة العاشقة بين مشاعرها  إزاء الحبيب و الوفاء للوطن و مصالحه، و قد تم عرضها على مدار ثلاثة أيام متتالية بالمسرح الجهوي بقسنطينة ،و هي من إنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو، و تندرج هذه  العروض ضمن العروض المسرحية لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
المسرحية التي قدمت باللغة الأمازيغية من إخراج حميدة  آيت الحاج ، و كتبت  نصها نعيمة حساس و اقتبسها للمسرح نور الدين آيت سليمان، وقد جذبت  اهتمام الجمهور الحاضر بالفرجة التي صنعتها ،والإثارة التي احتوتها  أحداثها ،حيث ساهمت الموسيقى المستوحاة من أعمال جعفر آيت منقلات في تفسير الكثير من الأحداث  للأشخاص الذين لا يجيدون اللغة الأمازيغية.
المسرحية تطرقت للحياة الصعبة التي عاشتها  صوفونيسبا، في ظل الصراع بين نوميديا و قرطاج  لتؤرخ بشكل مسرحي للعديد من نقاط الظل التي كانت مجهولة في الحكاية التاريخية،  و تنقل معاناة امرأة وقعت بين خيارين أحلاهما مر، لينتصر الحب في الأخير ويسعى ماسينسا إلى توحيد نوميديا من خلال حب امرأة. المسرحية تبدأ بعرض راقص بأحد قصور قرطاج، أين تعلم صوفونيسبا خادمتها الوفية رقصات تعبيرية أمازيغية، وتلمح لها عن الحب الذي يأسر قلبها بعد أن أرسلت رسالة إلى ماسينيسا لتطلب منه  العدول عن قتل ملك قرطاج الذي سيلتقيه في معركة بين مملكة  قرطاج ومملكة نوميديا  والتي ستكون بعد أيام قليلة.
ماسينيسا يعد الفتاة الحسناء بعدم قتل ملك قرطاج، شريطة أن تتزوج منه من أجل توحيد مملكة نوميديا والقضاء على التواجد الروماني في المنطقة،  فتتشابك الأحداث ،خاصة بعد التدخل القوي لروما في المنطقة بجيش كبير، فتقدم البطلة الجميلة على الانتحار ،وذلك من أجل أن لا تكون أسيرة في يد الرومان، حينها يصرخ ماسينيسا بوعده المشهور بأن إفريقيا ستكون للإفريقيين، ولن يبقى روماني في هذه المنطقة وهو حي يرزق.
وقد استطاع الممثلون الستة الذين أدوا أدوار هذه المسرحية جلب اهتمام الجمهور منذ المشهد الأول و وفقوا في الأداء الدرامي و العاطفي لهذا العمل.
المسرحية ركزت على الجانب الإنساني والنضالي في حياة ماسينيسا وصورت جوانب خفية من حياته ،فكان البطل الذي يملك رؤية سياسية ناضجة ،وفي نفس الوقت هو المحب  الذي يحترم المرأة ويقدس مكانتها في المجتمع الأمازيغي. بعد نهاية العرض، أعرب الممثلون للنصر عن سعادتهم بأداء مسرحية باللغة الأمازيغية تدور أحداثها حول القائد  ماسينيسا في مدينة الجسور المعلقة ،هذه المدينة التي عشقها البطل التاريخي للأمازيغ وناضل من أجلها حتى الموت.                       

حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى