“قصفبوكيات” هو الجزء الأول من سلسلة تتشكل من ستة أجزاء تتضمن منشورات ذات طابع فكري فني وأدبي، دأب على نشرها الكاتب والإعلامي والشاعر توفيق عوني على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها في الجزائر، وربما في العالم العربي، وقد حضر الجزء الأول بتقديم راق للمفكر الأستاذ أحمد دلباني.    يقول المؤلف في مقدمته: “ستجدونني  اعتديت ، مع سبق النيّة والقصد، على كل  القوالب  والمناهج  والأنساق والأنماط  التقليدية  الجاهزة ، ستبحثون عن رابط  يربط الصفحة  بالتالية ،أو الفكرة بالأخرى فلن تجدوا  تماما مثلما لم  تعد هناك روابط  تربط  شارعا بآخر أو مدينة بأخرى أو صباحا بمساء ، ستجدونني أشبه لحظاتكم المرتبكة المنهكة الغامضة المتشابكة..  إن منتوجات الآيفون  والغلاكسي  والآيرباص والهامر ...... هي  نصوص  وعلامات  إبداعية تكنولوجية  إنسانية رائعة  تحوز على قدر غير محدود  من الجمالية والفنية والبهاء ، لا تختلف كثيرا عن نصوصنا الإبداعية  لكنها  تتميز بتجدد قوالبها  وتقنياتها  وفنياتها وتطورها لحظة بلحظة  ، إنها تقمع القوالب الجاهزة  وتتمرد عليها كلما تعقدت الحياة وأوغلت في المعرفة والتكنولوجيا  والإبداع ، لذلك  كان لابد من هذا  الاصطدام  بكل  هذا العنف والاختلاف  على هذا الجدار الفايسبوكي  الحر في محاولة  لتجاوز النص التقليدي  الذي  ظل يشبه   مصنع  السيارة  بنسختها البدائية  الأولى   في حضرة  آخر الابتكارات  والإبداعات في سوق السيارات” ...
ويضيف عوني: “ لا وقت لديكم .. ولا وقت لدي أيضا ، العمر قصير وزمنكم مكتظ  ، لذلك  اختصرت فكرتي في بضع حروف وكلمات ، أعتقد أنها تغني  عن شتى أنواع وأشكال عمليات التنكيل والتعذيب ،  التي  تحظى بها  الفكرة في  منظور  التناول  التقليدي  الذي ما فتئ يطنب في الشرح والتفسير والاستعلاء والاستغراق في أجواء الأكاديمية والانتلجنسيا ، التي لا تجد طريقها إليكم  فتظل حكرا على أصحابها  ، وتظل أنت رهينة الخطابات التراثية الميّتة  المتعفنة المتناقضة والمجنونة
النقاد و النخب ،قوالبكم  ... صارت قديمة جدا  إن غاية اشتغال العقل واجتهاده  هي  قهر الطبيعة  وتسخير مواردها من أجل رفاهية الإنسان  وسعادته واستقراره ،  فلا تقمع عقلك ودعه يعانق روحك بحب   وحرّضه على كره الغباء  ومقت السذاجة  ورفض الاستسلام ، دعه فقط يشتغل ولا تعره لغيرك.. دعه يقرأ ما كتبت بلا خوف ولا تحفظ   و لا  تترك فرصة لشياطين الوهم والخرافة  والدجل لتمنعك  من الاستمتاع بالنّور، إن كان ما كتبته يشبه النّور” ..
  الأديب أحمد دلباني استهل مقدمته للكتاب   بقوله:”هل أستطيعُ أن أقول إنني شديدُ الاحتفاء ببعض مزايا مواقع التواصل الاجتماعيّ وأنا أقرأ كتابات الصَّديق توفيق عوني؟ هل أستطيعُ أن أحتفيَ ببعض ملامح الكتابة التي تُتيحها عولمة الاتصال زمنَ انفصاله عن الرقابة التي كانت تمثلها الدولة الوطنية وتضربُ بها سياجا إيديولوجيا منيعا يمنعُ تسرّبَ الصعلكة البهية فكرًا وسلوكا؟ هذا ما دفع بي إلى تقديم هذه الشذرات التي تكسرُ القاعدة المعروفة في النشر، و تدشنُ عهدَ انفلاتِ الكلمة من سرايا التقاليد الأدبية الملكيَّة. لم تعُد الكتابة مُستعدّة للظهور أمام المُجتمع برود نجوت السَّهراتِ التنكرية والمساحيق التي يطلبها القراء. ليس للرَّعد هذه المزايا التي تفنَّنَ القدماءُ في جعلها شرطا للكتابة. إنَّ الشذرة التي يكتبها توفيق – وكثيرٌ مثله عبر امتداد عالمنا العربيّ – رعدٌ ووعدُ زلزال صغير. إنها نظرة الطفل من ثقب الباب المُغلق على كوميديا الحياة اليومية في أبعادها الاجتماعية والثقافية والسياسيَّة. ومن هنا خطرها”.            ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى