دشن المنتخب الوطني لفئة أقل من 23 سنة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالسنغال بالتعادل مع نظيره المصري بنتيجة (1 / 1)، في «ديربي» عربي لم يرق إلى المستوى المطلوب من الناحية الفنية، لكن «الخضر» ضيعوا فوزا كان في المتناول، بالنظر إلى «فيزيونومية» اللقاء، على إعتبار أن السيطرة كانت جزائرية، خاصة على مستوى منطقة وسط الميدان، إلا أن الإفتقار للجرأة الهجومية فوت على رفقاء المتألق فرحات فرصة تدشين هذه المنافسة بإنتصار قد يعبد لهم الطريق نحو المربع الذهبي، و يرفع من معنوياتهم تحسبا للمواجهتين المتبقيتين من المجموعة الثانية ضد كل من مالي و نيجيريا. المقابلة شهدت بداية جد حذرة من الجانبين، مع سعي كل طرف إلى فرض إيقاع لعبه إنطلاقا من حدود الدائرة المركزية، فضلا عن التخوف الشديد من المنافس، الأمر الذي إنعكس بصورة مباشرة على آداء المنتخبين، في غياب فرص سانحة للتهديف، في ظل عدم مغامرة المدربين كثيرا في الهجوم، و لو أن التفوق كان طفيفا لصالح النخبة الوطنية، و الفرصة الوحيد التي تستحق الذكر طيلة المرحلة الأولى كانت في الدقيقة 19، لما قاد صانع الألعاب فرحات عملا هجوميا منسقا، ختمه بكرة ذكية إلى فرحاني، غير أن هذا الأخير لم يحسن إستغلال الوضعية المناسبة التي كان يتواجد فيها، و فوت على «الخضر» فرصة هز الشباك.
ريتم اللعب إرتفع قليلا في الشوط الثاني، لأن المعطيات تغيرت، و كاد فرحات أن يصل إلى المبتغي في الدقيقة 50، بعد قيامه بعمل فردي ممتاز على الجهة اليمنى، ختمه بقذفة من زاوية شبه ميتة، أجبرت الحارس مسعد عوض على إظهار رشاقة كبيرة لإخراج الكرة إلى الركنية. النجاعة كانت حاضرة من الجانب المصري، بدليل أن «الفراعنة» تمكنوا من إفتتاح باب التسجيل من أول فرصة أتيحت لهم، و كان ذلك في الدقيقة 54، لما نفذ محمد أشرف كرة ثابتة على الجهة اليسرى، و إستغل على إثرها محمود سليمان كهربة سوء تموقع محور الدفاع الجزائري ليسكن الكرة برأسية محكمة في شباك الحارس صالحي. هذا الهدف و الذي جاء عكس مجرى اللعب حرك مشاعر العناصر الوطنية التي لم تفقد تركيزها، و سعت للعودة في النتيجة، فكان لها ما أرادت بحلول الدقيقة 67، حيث إستعمل فرحات مهاراته الفردية، و توغل وسط الدفاع المصري، قبل أن يصوب كرة أرضية من على بعد 22 مترا، إستقرت في الركن الأيمن لمرمى الحارس مسعد عوض. التفوق الجزائري في صنع اللعب و التحكم في منطقة وسط الميدان كان جليا، لكن عدم المغامرة كثيرا في الهجوم حرم النخبة الوطنية من فوز كان بالإمكان تحقيقه، لأن المنتخب المصري بدت عليه آثار نقص التحضير، و تأثر لاعبيه بنقص المنافسة، و هي عوامل لم يحسن إستغلالها الناخب الوطني بيار شورمان، لأن طريقة اللعب التي إنتهجها بينت بأنه مقتنع بنقطة التعادل، رغم أن «الفراعنة» فقدوا هيبة ربع نهائي مونديال كولومبيا 2013، و قد ضيع مزيان كرة الفوز في الدقيقة 84، لما توغل على الجهة اليسرى، إلا أن قذفته جانبت القائم الأيسر للمرمى، في الوقت الذي كاد فيه المنتخب المصري أن يخطف الفوز في الأنفاس الأخيرة لولا براعة الحارس صالحي، الذي تصدى لكرتين ساخنتين، لينتهي «الديربي» العربي لهذه المنافسة بتعادل يبقي حظوظ كل منتخب في بلوغ ربع النهائي قائمة، مع التمسك بأمل الظفر بإحدى تأشيرات المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو.
  ص / فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى