اكتشـــاف أنفـــاق وفحــــم وقطع نقديـــة بالضريـــح النوميـــدي إمدغــــاسن
أعلن أمس، باحثون وخبراء في الاثار عن اكتشافات عدة تم العثور عليها مؤخرا أثناء أشغال تنقيب بالموقع الأثري لضريح الملك النوميدي إمدغاسن المتواجد بإقليم بلدية بومية شمال غربي ولاية باتنة، منها أنفاق عبر بوابته الوهمية مشيدة بخشب أشجار الأرز، وحفرية عمود قاعدتها من مادة السيراميك محفور عليها السنة التي أنجزت فيها وهي تحديدا 540 قبل ميلاد المسيح عيسى.
كما تم العثور على مادة الفحم وعظام يرجح أنها لطفل صغير وهي المواد التي أشار الباحث فروخي عن مكتب دراسات فرنسي في علم الاثار إلى إخضاعها للتحاليل، خلال فعاليات ملتقى عقد أمس بباتنة حول الموضوع. و رجح الباحثون أن الفحم والعظام التي عثر عليها تعكس الطقوس التي كانت تتبع في حرق جثث الموتى داخل الضريح آنذاك.
الباحث في علم الاثار ممثل مكتب الدراسات المكلف بإعادة تأهيل والحفاظ على ضريح الملك النوميدي إمدغاسن، أوضح بأن أعمال التنقيب والأبحاث متواصلة وبإشراك طلبة جامعة باتنة، مثمنا ما تم اكتشافه في موقع الضريح، الذي أكد بأنه لا يزال يكتنز أسرارا كثيرة من المنتظر أن تكشفها أشغال تنقيب أخرى. وفي نفس السياق ثمن رئيس جمعية أصدقاء إمدغاسن عزالدين قرفي المجهودات المبذولة لتثمين وحماية ضريح إمدغاسن ضمن برنامج حماية التراث بدعم من الاتحاد الأوروبي الذي خصص 21.5 مليون أورو لترميم وحماية الضريح بالإضافة لـ2.1  مليون أورو من الجزائر، غير أن رئيس الجمعية خلال الملتقى رفع مطالب مستعجلة لحماية الضريح النوميدي. رئيس جمعية أصدقاء إمدغاسن طالب بالتعجيل في العمل الميداني، معتبرا بأن دراسة حماية الضريح تأخرت وأخذت حيزا كبيرا من الوقت، في حين أن الغلاف المالي المرصود سيسحب و يحول في حال عدم انتهاء الدراسة، كما رفع رئيس جمعية أصدقاء إمدغاسن مطلبا مستعجلا يتمثل في ضرورة إقامة حزام حول الضريح مكون من مواد يستعملها خبراء الآثار لحماية الضريح، مستندا في ذلك لتحذيرات خبراء في الزلازل من احتمال تعرض الضريح لخطر في حال تسجيل هزة تفوق أربع درجات على سلم ريشتر، وهو ما من شأنه حسب ذات المتحدث أن يضيع المجهودات المبذولة حاليا لحمايته.  ورفع رئيس جمعية أصدقاء إمدغاسن مطلبا ثالثا يتمثل في ضرورة توسيع الأبحاث واستمرارها على مدار السنة بموقع الضريح خاصة بعد الاكتشافات الأخيرة.
من جهة أخرى أكد كل من مدير برنامج حماية ضريح إمدغاسن وممثلة الاتحاد الأوربي بأن مطالب جمعية أصدقاء إمدغاسن باعتبارها جزء من المجتمع المدني ستأخذ بعين الاعتبار، و قال مدير البرنامج بأنه من المتوقع انتهاء الدراسة الخاصة بحماية وترميم ضريح الملك النوميدي إمدغاسن قبل الثلاثي الأول من سنة 2016 على أن تنطلق أشغال الترميم والحماية من طرف الخبراء بعد ذلك مباشرة. للإشارة فإن ضريح الملك النوميدي إمدغاسن كان يرجح تاريخ تشييده من طرف النوميديين قبل ثلاثة قرون من الميلاد، إلا أنه وبعد الاكتشافات الجديدة وتحديدا لوحة السيراميك التي عليها تاريخ 540 قبل الميلاد ، التي تعتبر معطى لتاريخ تشييده تجعل المعلم الأثري يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد.
ويذكر أيضا، أن ضريح إمدغاسن وبعد صموده لقرون خلت إلا أنه تعرض للتخريب بعد تدخل مقاولة أشغال بناء غير مختصة قبل نحو ثماني سنوات، لإعادة حجارته المتساقطة إلى مكانها فزادت الوضع سوء بتغيير شكله الذي يأخذ هندسة معمارية تعكس صورة حضارة مرت.
و قد أثار الاعتداء استياء السكان وحركات جمعوية طالبت بإعادة الاعتبار لهذا الضريح الذي يعد الأقدم على مستوى منطقة الحوض المتوسط.
يـاسين عبوبو          

الرجوع إلى الأعلى