أشرف والي عنابة يوسف شرفة، أمس، على تحويل نشاط الحافلات وسيارات الأجرة من محطة سيدي إبراهيم إلى المحطة البرية الجديدة بحي أول ماي، لتدخل هذه المنشأة حيز الخدمة بصفة رسمية بعد أن دشنها وزير النقل بوجمعة طلعي في آخر زيارة له لولاية عنابة قبل أسبوعين.  
وستسمح المحطة البرية الجديدة باستقبال نحو 2 مليون مسافر سنويا مع توفير كامل الظروف الجيدة سواء بالنسبة للمغادرين أو القادمين من ولايات أخرى إلى عنابة، فيما يتعلق بقاعات الانتظار وحجز الأماكن وخدمات أخرى كالإطعام ومصلى، وكذا تجنيد أعوان في كل الأوقات للسهر على أمن وسلامة المسافرين داخل المحطة، في ظل النشاط المكثف للمنحرفين بمحطات المسافرين لاستهدافهم الركاب وسرقة أغراضهم.
وحسب مصادر النصر، فمع دخول المحطة الجديدة الخدمة سيتم تحويل حافلات نقل الشبه الحضري المتواجدة بمحطة «شون دو مارس» إلى محطة سيدي إبراهيم الخاصة بالحافلات، من أجل تخفيف عبء حركة المرور التي تعاني منها عنابة وسط، خاصة مع النشاط الكبير للحافلات التي تشتغل ما بين الولايات، والتي تتسبب في خلق ازدحام مروري بمدخل سيدي إبراهيم .
وترجع مصادرنا سبب تأخر تسليم مشروع المحطة البرية إلى جملة من المشاكل أبرزها تخلي الشركة الأولى التي فازت بالصفقة على عملية الانجاز، ما أضطر مديرية النقل لإعادة إسنادها إلى المؤسسة الوطنية «جيسي بات « بالإضافة إلى العراقيل التقنية المتمثلة في طبيعة الأرضية وتسرب مياه إلى موقع الأشغال.
و ذكرت ذات المصادر بأن المحطة البرية الجديدة ستخصص للحافلات العاملة على الخطوط الطويلة، ومن شأنها استقبال مليوني مسافر سنويا وبطاقة استيعاب تفوق 500 حافلة يوميا، بتكلفة مالية تناهز 80 مليار سنتيم.
في الجهة المقابلة عبر عديد المواطنين بعنابة، عن عدم ارتياحهم من تحويل محطة النقل البري إلى حي أول ماي، معتبرينها بعيدة جدا عن وسط المدينة وتوجد في منطقة معزولة يكثر فيها نشاط العصابات الإجرامية، كما ستكلفهم مصاريف إضافية بالبحث عن وسيلة نقل أخرى توصلهم إلى الأماكن التي يقصدونها، عكس الحالية المتواجد بقرب وسط المدينة.
وأضافت ذات المصادر أنه يجري التفكير في تحويل محطة سويداني بوجمعة للنقل الحضري الواقعة بمحور الحطاب إلى خارج محيط وسط المدينة، لإنهاء نشاط الحافلات بالنقاط السوداء، التي تعرف ازدحاما مروريا كبيرا، وأشار محدثنا إلى سعي السلطات المحلية استغلال الوعاء العقاري لهذه المحطات في انجاز حظائر لسيارات ذات طوابق لخلق أماكن بديلة لركن السيارات التي تجوب وسط المدينة يوميا، حيث تقدرها مصادر رسمية بأكثر من 10 آلاف سيارة ومركبة، تٌسبب حركة مرور خانقة، لضيق المسالك الحضرية وعدم وجود منافذ بشكل كاف لجعل حركة المرور أكثر انسيابية.
من جهة أخرى ينتظر أن تقوم مصالح مديرية النقل لولاية عنابة قريبا،  بمنع سير الحافلات القديمة التي يزيد عمرها عن العشر سنوات في العديد من الخطوط، خاصة الحضرية منها لما تسببه بشكل مباشر من حوادث المرور.   
و بالموازاة مع ذلك تتهيأ السلطات المحلية لدخول مخطط النقل الجديد حيز الخدمة، مع تدشين مشروع المحطة البرية الجديدة الواقعة بحي أول ماي، في إطار إعادة تنظيم جميع محطات النقل البري العاملة داخل أو خارج عاصمة الولاية، وذلك بهدف تحسين ظروف استقبال المسافرين في جميع الاتجاهات.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى