سلطت عشية أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم المسمى (خ.ع.ك) ، والمتابع بارتكاب جرم القتل العمدي مع سبق الإصرار وعن طريق ارتكاب أعمال وحشية، وجنحة الاعتداء على عون للقوة العمومية أثناء تأدية مهامه، وقضت المحكمة بتعويض الأطراف المدنية بمبلغ 300 مليون سنتيم، والتمست النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام.
القضية ترجع إلى 2 أوت من السنة الماضية، عندما وردت عناصر الشرطة القضائية بأمن دائرة عين البيضاء بأم البواقي مكالمة هاتفية يكشف فيها صاحبها عن وقوع جريمة قتل داخل سكن المسمى (خ.ي) بحي الكاهنة 1 والتي راح ضحيتها الكهل الذي يعمل دهانا والمدعو (خ.م) 62 سنة الأب لـ6 أبناء، لتتنقل عناصر الأمن لمسرح الحادث أين اكتشفت بأن الجاني هو ابن صاحب السكن، الذي طعن ابن عمه الكهل حتى الموت، ليتم القبض عليه بعد فراره ثم عودته لسكن العائلة أين اعتدى على الشرطي (ب.أ.م) بالضرب و طعنه بواسطة خنجر.تحقيقات عناصر الأمن بتوقيفها للجاني الذي كان في حالة هيستيريا كشفت بأن المتهم توجه مباشرة للطابق الأول لسكن والده، أين اعتدى بخنجر على الضحية الذي كلفه صاحب السكن بدهن غرف الطابق الأول، ليسقط أرضا بعد أن اتضح بأن الطعنة أصابته بجرح على عمق 2 سم، ليتجه الجاني ناحية المطبخ بعد أن رمى بالخنجر الأول الذي يبلغ طول شفرته 18 سم ليسحب خنجرا ثانيا شفرته طولها 13 سم، و بقي ينتظر الضحية الذي نزل بصعوبة درج السكن في محاولة منه لمغادرة المنزل خارجا بحثا عمن يقدم له الإسعافات، غير أن الجاني أغلق الباب بإحكام من الداخل و توجه للضحية وواصل طعنه بأربع طعنات في الصدر والفخذ والرقبة، وقام بذبح من خلالها الضحية من الوريد إلى الوريد، ليقوم بعدها برميه في حوض مائي أسفل درج السكن ويفر نحو جهة مجهولة، ثم يعود أدراجه ويعتدي على شرطي أنقذ فتاة كان الجاني قد استهدفها.
وكشف الخبرة الطبية بعد تشريح الجثة من طرف الطبيب الشرعي، بأن جثة الضحية عليها جروح في الرقبة أدت إلى قطع الشرايين وجلد الرقبة والحنجرة وعضلات الرقبة والمريء، كما أن عليها جروح في الصدر والفخذ الأيمن، ليستخلص بأن الوفاة عنيفة وسببها نزيف حاد على مستوى الرقبة. أثناء المحاكمة حاول دفاع المتهم ووالده التأكيد بأن الجاني يعاني اضطرابات نفسية، غير أن الجاني نفسه عاود سرد تفاصيل فعلته بكل برودة دم، في الوقت الذي واجه قاضي الجلسة أطراف القضية بالقول أنه تم عرض المتهم على 3 خبرات طبية، الأولى بباتنة ذهبت إلى أنه لا يتحمل المسؤولية والثانية بجبل الوحش بينت بأنه غير قادر على الإجابة، و خلصت خبرة ثالثة ترجيحية بأم البواقي إلى أن الجاني يعاني اضطرابات مرضية عشوائية و لكنه كان يوم الوقائع واعيا ومتحملا المسؤولية.
المتهم اعترف بتفاصيل فعلته مشيرا بأنه لم يكن في وعيه يوم الوقائع رافضا الإفصاح عن السبب الحقيقي لفعلته، مؤكدا بأنه لم يكن يدرك ما يفعله يوم الحادثة، فيما أكد والده بأن حاول ولعدة مرات صد ابنه عن إزهاق روح ابن عمه، غير أنه لم يسمع لكلامه، وأكدت زوجة الضحية وابنته بأن أهل الضحية المتوفي لم يجدوا لغاية اليوم إجابة مقنعة عن سبب قتل وإزهاق روح والدهم المسن.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى