تسجل  مراكز التكوين المهني و العديد من مدارس التكوين الخاصة، إقبالا كبيرا في الآونة الأخيرة على تخصص "مربية أطفال"، في حراك جديد في مجال التكوين، حمل أسماء موظفات و طالبات جامعيات ينافسن من هن أدنى مستوى تعليمي منهن، لمواجهة البطالة، أو تحضيرا لمشروع ما بعد التقاعد لنساء يعتبرن التقاعد شبحا مرعبا .
بعد أن كانت تخصصات الطبخ و الخياطة الأبرز و الأكثر استقطابا للسيدات خاصة العاملات منهن و حتى الطالبات الجامعيات، بمراكز التكوين المهني و المدارس الخاصة أصبح في الفترة الأخيرة الإقبال على تخصص "مربية أطفال"، يشهد تزايدا ملحوظا، حيث كشف مسؤول عن التسجيلات بمركز التكوين المهني لبرج منايل بولاية بومرداس، عن ارتفاع أعداد المسجلات بهذا التخصص، مضيفا بأن الفوج الواحد المكون من 12 متربصة، يضم ما بين 5 إلى 7 طالبات جامعيات.
و اعتبر المسؤول هذا العدد كبير، مقارنة بالسنوات الفارطة التي كانت فيها ذوات مستوى الثالثة من التعليم الثانوي يشكلن الأغلبية،و عن الأسباب كشفت الطالبة بشرى التي تخرجت من الجامعة قبل سنتين، بأن البطالة سبب اختيارها التكوين في تخصص آخر، لعله يضمن لها فرصة عمل و إن كانت أدنى مستوى من شهادتها الجامعية، مؤكدة في ذات السياق بأنه السبب الرئيسي لباقي زميلاتها في الفوج.
من جانب آخر، تسجل المدارس و المعاهد الخاصة أيضا ارتفاعا في أعداد المسجلات بهذا التخصص، حيث كشفت المتحدثة باسم المدرسة الحرة بالرغاية بالجزائر العاصمة، بأن أغلب المسجلات بالفوج الواحد طالبات جامعيات، اخترن التخصص بسبب البطالة أيضا،كما قالت إحداهن،  بالإضافة لكون المهنة أسهل من مهن أخرى، خاصة و أن التعامل فيها يكون بشكل دائم مع الأطفال، و لهذا تقول بأنها اختارت التكوين في تربية الأطفال لمدة 6 أشهر، للعمل بإحدى دور الحضانة.
الوضع ذاته، تعيشه "إيكول آفمود" بباب الواد بالعاصمة، المتخصصة في تربية الأطفال فقط، حيث كشفت مسيرة المدرسة للنصر، بأن السنوات الأخيرة عرفت اقبالا كبيرا لطالبات أنهين دراستهن الجامعية، حيث أصبحن  يشكلن في كل دورة الغالبية ضمن المسجلات من أصل 19 إلى 20 مسجلة بالفوج الواحد، اللائي يحظين بتكوين في تخصص "مربية في روضة" لأجل الفوز بفرصة عمل.
نوع آخر من التكوين و هو تقني سام في تربية الأطفال، تضيف المسؤولة بأنه يستقطب نوعا آخر من النساء، حيث تؤكد بأنه و بالإضافة إلى مربيات قديمات ينشطن في المجال قصدنه لأجل رفع المستوى و الحصول على شهادة أعلى، يعرف إقبالا كبيرا من قبل موظفات في مؤسسات كثيرة، من بينهم مديرات بالمدارس و كذا طبيبات، قالت بأنهن اخترن هذا التكوين الذي يستغرق 3 سنوات، لأجل الحصول على شهادة تسمح لهن بفتح روضتهن الخاصة.
و بينما رفضت مديرة مدرسة ابتدائية تتكون بالمدرسة تقديم توضيحات عن أسباب التحاقها لنا، أكدت المسيرة أن السبب يكمن في التحضير لمشروع ما بعد التقاعد بالنسبة للغالبية، حيث تخشى الكثيرات من المكوث  في البيت دون عمل، و بهذا تحضرن لمرحلة انتقالية تأملن في أن تعيشنها على طريقتهن، كما قالت سعدة أم لطفلين و موظفة، مشيرة إلى أنها اختارت التكوين لفتح روضتها الخاصة، على اعتبار أنه عمل مربح في السنوات الأخيرة، كما يضمن بقاء ولديها تحت رقابتها الشخصية يوميا.
و في انتظار أن يجد كل حامل لشهادة جامعية وظيفة، حسب تخصصه، تبقى مراكز التكوين المهني و المدارس الخاصة قبلة الآلاف ممن يرون فيها البوابة البديلة لولوج عالم الشغل.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى