رحل أول أمس الثلاثاء 5 جانفي، الفنان  المصري الكبير ممدوح عبد العليم، عن عمر يناهر 60 عاما، إثر أزمة قلبية مفاجئة، أثناء ممارسته رياضة الجري بإحدى الصالات الرياضية بالجيزة، وتم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى الأنجلو في القاهرة، لكن فرصة الحياة خانته ووافته المنية على الفور.اشتهر الرّاحل، بأدواره الرومانسية، وكان أحد أبرز الوجوه الفنية المعروفة والمحبوبة في مصر والعالم العربي، ومن بين أهم رواد التلفزيون، والسينما المصرية، لمع وسطع نجمه في الدراما التلفزيونية كما في السينما.  ملاك الرومانسية، لم يكتفِ بالأدوار الناعمة في أعماله، ولم يحجز نفسه في شخصيات وحالات مغلقة على نوع معين من الأداء، فمثلما برع في أداء أدوار الرومانسية الحالمة على الشاشة والسينما، برع أيضا في أداء الأدوار المركبة، المتناقضة، الحادة، المتوترة، الشريرة. كان متجددا في الكوميديا كما في التراجيدي، لكن الكاريزما الرومانسية كانت الأوفر والأكثر حضورا في أدواره، وهذا ما أكسبه جماهيرية كبيرة عند المشاهد العربي. أدى أكثر من 80 عملا فنيا، بين التلفزيون والمسرح والسينما. كان حاضرا بقوة بأدواره الكبيرة في أشهر وأنجح المسلسلات، منها: «صيام صيام»، «أخو البنات»، «دعوة ‏للحب، «حب في الخريف»، «القاهرة والناس»، «زينب»، «ليلة القبض على فاطمة»، ومسلسل «ليالي الحلمية» الذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا. وكان الفنان يستعد للمشاركة في الجزء السادس منه. حيث اجتمع مع المنتج محمود شميس، من أجل الاتفاق على بعض التفاصيل الخاصة بمشاركته في المسلسل، الذي كتبه كل من المؤلف أيمن بهجت قمر وعمرو ياسين، ويخرجه مجدي أبو عميرة. لكن القدر اختار أن يُغيب عبد العليم عن «الليالي» في فصلها السادس المنتظر. عبد العليم الذي تألق كثيرا في رائعة «ليالي الحلمية» بأجزائها الخمسة التي ألفها الرّاحل أسامة أنور عكاشة، وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ، كان أيضا أحد أبرز الفنانين المشاركين الذين ساهموا في نجاح المسلسل واكتسابه قاعدة مشاهدة جماهيرية كبيرة، وهذا بدوره المحترف جدا، وأدائه المتميز، في تجسيد شخصية على البدري.  بدأ الفنان مشواره الفني عام 1969 في التليفزيون والإذاعة من خلال برامج الأطفال مع المخرج إبراهيم عبد الجليل، في فرق للأطفال التي كانت تقدم الموسيقى والرقص والغناء والتمثيل، وتتلمذ على يد المخرجة “إنعام محمد على» ثم المخرج «نور الدمرداش» الذي قدمه وهو لا يزال طفلا في مسلسل «الجنة والعذراء».  عبد العليم الذي كان مدهشا في مسلسل «الحب وأشياء أخرى»، في دور «سامح»، مع الفنانة آثار الحكيم، قدم أيضا على خشبة المسرح بعض المسرحيات، منها «بداية ونهاية»، كما قدم أعمالا كثيرة للفن السابع، وكانت بدايته السينمائية عام 1983 من خلال فيلم «العذراء والشعر الأبيض»، الذي حقق به نجاحاً كبيراً، جعل أنظار الكثير من المخرجين والمنتجين تلتفت نحوه وترشحه لأدوار البطولة في أفلامهم، فتوالت أعماله السينمائية ولمع أيضا وتألق في أفلام كثيرة، كان من أبرزها: «قهوة المواردي»، «الحرافيش»، «بطل من ورق»، «كتيبة الإعدام»، «تحت التهديد»، «وداعاً يا ولدي». وكان آخر ما قدمه للسينما فيلم «فل الفل» عام 2000، ثم أعلن بعدها اعتزال السينما، مصرحاً: «اعتزلتُ سينما البهلوانات». وكان بقوله هذا ينتقد الوضع الذي آلت إليه السينما المصرية. في حين كان مسلسل «السيدة الأولى» الذي عُرض في رمضان 2014، آخر أعماله على الشاشة الصغيرة. والذي عاد من خلاله إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب طويل.ممدوح عبد العليم، (10 جوان 1956/5 جانفي 2016)، فنان مثقف، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، تزوج في بداية حياته من «نبيلة كرم» ولكنهما انفصلا ليتزوج بعد ذلك من الإعلامية «شافكى المنيرى». وبرحيل، ملاك وفتى الرومانسية، يفقد ويخسر الفن المصري والعربي فنانا كبيرا قدم الكثير للفن، وبصدق مدهش وبتميز واحترافية نادرة.            
نوّارة/ ل

الرجوع إلى الأعلى