تقدم اليوم تعاونية بسكرة فنون بالمسرح الجهوي لقسنطينة ، مسرحية للأطفال تحت عنوان «أشكر صاحبة المنديل» تنتقد من خلالها الربح السريع و حالات الطمع و الشجع التي أصبحت تميز الكثير من الأفراد في مجتمعنا ، حسبما أعلن عنه مخرجها أحميدة خيذر أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بهذه المؤسسة.
المسرحية التي تنتقد المجتمع في أحداثها تحاول أن تزرع لدى الأطفال قيمة العمل، من خلال نبذ الأفكار التي أضحت سائدة في وقتنا الحالي، مثل تمجيد الربح السريع و الاتكال على الآخر و محاولة نهب أمواله، حيث تسلط الضوء على  حياة شخصين وهما صهيب وشعيب، من خلال تتبع النزاع الذي حدث بينهما حول محل تجاري، فتأتي سيدة و هي صاحبة المنديل و تفك النزاع بينهما بحكمتها مبرزة دور القيم في المجتمع وكيف يمكننا التحلي بها.اعتبر المخرج المسرحي أحيمدة خيذر بأن مسرح الطفل، هو مسرح التحدي، عبر مخاطبة عقول فطنة وذكية، إذ من الصعب بمكان، استعمال نفس الأساليب التقليدية التي خوطب بها الطفل الجزائري طيلة عقود، حيث يتجنب في مسرحيته المذكورة ، الاستعانة بالحيوانات التي لم تعد ،حسبه، لديها القدرة على مخاطبة الطفل الذي يستعمل الأجهزة الالكترونية الذكية، كما أنه تجنب الاستعانة بحركات المهرجين التي اعتبر بأنها لا تخدم المسرحية التي تتضمن  تصورا خاصا حول مخاطبة طفل يفكر و يستنتج.
حسب المخرج، فإن مسرحية «أشكر صاحبة المنديل» تعتمد على نوعية الألوان وكثرة الديكور لجذب الانتباه، حيث ينتقل الطفل ما بين ثلاثة أبعاد مختلفة فوق الركح وهو ما يسمح بالفرجة والمتعة، مضيفا بأن النص تجنب الفلسفة والتعقيد و ذكر  الأسماء بمسمياتها وهو ما يعتبره إشراكا للطفل في صناعة المسرحية من خلال التساؤل والبحث عن إجابات.
مدة المسرحية 45 دقيقة،و تستعين بالأشعار التي كتبتها كاتبة النص محفوف إلهام للطفل ولحنها الملحن المعروف عمي قادة ،حيث تتماشى الأغاني مع رسائل المسرحية المتعددة.و يشارك في العمل ممثلون شباب، على غرار عبد القادر هادي وفارس زكري ونور الهدى داود،حسب المخرج فإن الممثلين تم اختيارهم لقدراتهم الفنية الكبيرة، كما أنهم يدرسون المسرح في المعهد الموجود في بسكرة و هذه المشاركة ،حسبه، بمثابة فك العزلة عن المعاهد الجامعية، من خلال دعوتها للمساهمة والمشاركة في أعمال مسرحية فوق الركح.
حمزة د

الرجوع إلى الأعلى