تعميم تدريس الأمازيغية على الأقسام التحضيرية بداية من السنة المقبلة
أعلن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أمس السبت، عن الشروع بداية من العام الدراسي المقبل في إدراج اللغة الأمازيغية في التعليم التحضيري، على أن يتم تعميمها بقوة القانون في كافة المراحل التعليمية تدريجيا، كاشفا عن إعداد ملف ستتقدم به الجزائر إلى هيئة اليونسكو لتصنيف عيد يناير ضمن التراث العالمي للإنسانية.
واعتبر الهاشمي عصاد في ندوة صحفية نشطها على هامش الاحتفال الرسمي بافتتاح السنة الأمازيغية يناير 2966 بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، بأن دسترة اللغة الأمازيغية هو بمثابة الإنطلاقة الفعلية لترقية هذه اللغة وتعميم استعمالها في مختلف المجالات، مركزا بصفة أساسية على تعميمها أولا في مختلف البرامج التعليمية. و قال أن ما جاء في مشروع تعديل الدستور وضع حدا لمرحلة التدريس الاختياري للغة الأمازيغية، الذي يعد حسبه من بين أسباب العزوف عنها، كما أنهى أيضا مرحلة ربط توسيع تدريسها بالطلب الاجتماعي، ملمحا إلى إمكانية استصدار نص قانوني واضح يفرض تدريس الأمازيغية في كل الأطوار التعليمية، بداية بالأقسام التحضيرية خلال العام الدراسي 2016/ 2017، وستليها الأقسام الابتدائية، ثم المتوسط والثانوي، لكنه أكد بأن هذا الإجراء سيتم تطبيقه بصفة تدريجية، بإقحام هيئات مختلفة إلى جانب وزارة التربية الوطنية التي أبدت حسبه، استعدادا كبيرا للمضي في تنفيذ هذا البرنامج، الذي ستشرف عليه المحافظة السامية للأمازيغية، فضلا عن وسائل الإعلام.
ودعا سي الهاشمي عصاد إلى تخصيص المناصب المالية الكافية لتعميم الأمازيغية في المدارس، من خلال تمكين الحاصلين على شهادة الليسانس والماستر للالتحاق بالقطاع. كما حثّ على أهمية مراجعة القانون التوجيهي للتربية، بإقحام مصطلح «الجزائرية» ضمن مواده، ويقصد إضفاء البعد الأمازيغي على البرامج الدراسية، وتجاوز مرحلة منح الاختيار للتلاميذ لتعلم الأمازيغية، بما يسمح بمنحها الطابع الوطني، معلنا عن تنصيب لجنة مشتركة مع وزارة التربية الوطنية لتحقيق هذه الأهداف.
وكشف المصدر عن توجيه مراسلة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، تتضمن المطالبة بفتح فرع للغة الأمازيغية في المدرسة العليا للأساتذة، معتقدا بأننا دخلنا في مرحلة جديدة وهي التعميم التدريجي لهذه اللغة، عن طريق وضع برنامج وطني توافقي. و أوضح قائلا في هذا الخصوص» نريد تجاوز مرحلة الارتجال»، متوقعا بأن يكون مقر أكاديمية اللغة الأمازيغية تابعا لمقر المحافظة السامية للأمازيغية التي يرأسها، وسينضم إليها مختصون في اللسانيات وباحثون سيعملون على ترقية هذه اللغة، إلى جانب إطلاق استشارات واسعة قبل تنصيب الأكاديمية، وذلك تزامنا مع الشروع في ترجمة بعض النصوص، من بينها المستعملة لدى شركات النقل، إلى جانب بعض النصوص القانونية. و لفت إلى أن المحافظة السامية ستواكب الحدث، من خلال تنظيم ملتقيين هامين يتعلقان بتصنيف عيد يناير ضمن التراث العالمي للإنسانية، وتشرف على المبادرة وزيرة التربية نورية بن غبريط، التي ترأس لجنة اليونسكو بالجزائر، وملتقى آخر حول المفردات بالأمازيغية.
و جدّد التذكير بمطلب إدراج مناسبة يناير ضمن الأعياد الوطنية، من خلال مراجعة النص القانوني الذي يعود إلى سنة 63 من القرض الماضي، معتقدا بأن القوانين ينبغي أن تواكب التطورات الحاصلة في المجتمعات.
وكشف من جهته الأمين العام لوزارة التربية في كلمة ألقاها نيابة عن الوزيرة نورية بن غبريط، بأن توسيع تدريس الأمازيغية مكن من تعميمها على مستوى 21 ولاية بدلا من 11 ولاية، آخرها غليزان، وأن المغزى الأساسي من ذلك هو تعزيز الوحدة الوطنية، متوقعا بأن تشهد هذه اللغة انتشارا أكثر في السنوات القليلة المقبلة، غير أن ذلك سيتطلب الكثير من الجهد، خصوصا على مستوى الأكاديمية التي سيتم استحداثها، والتي ستسهر على ترقية الأمازيغية، موضحا بأن الإشكالية ليست في الترسيم وإنما فيما بعد الترسيم.
وقال من جهته وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بأن الأمازيغية هي جزء من الثقافة الوطنية، ودعمها يتطلب وضع برامج وأعمال كبيرة.
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى