تلميذ يتسبب في إغماء زملائه بثانوية الأخوين لكحل بالزيادية
حُول، صباح أمس، 7 تلاميذ و أستاذة إلى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، جراء تعرضهم للإغماء و لضيق في التنفس بعد استنشاق غازات منبعثة من مادة غريبة، وضعت داخل حجرتهم الدراسية بثانوية الأخوين لكحل بحي الزيادية، فيما أكد مدير التربية أن التحقيقات الأولية بينت أن الفاعل تلميذ من نفس القسم سيتم فصله نهائيا.
الحادثة وقعت بعد الساعة العاشرة صباحا داخل قسم السنة الأولى جذع مشترك آداب، عندما كان التلاميذ يدرسون مادة العلوم الشرعية، و قد التقينا أمس بالضحايا و هم على وشك مغادرة المصلحة الطبية الاستعجالية «صامي»، بعد تلقيهم العلاج اللازم، حيث أكدوا لنا و آثار الصدمة بادية على وجوههم، بأن الحادثة وقعت بين الساعة العاشرة و الحادية عشرة صباحا، بعد أن درسوا في قاعتين مغايرتين بين الثامنة و العاشرة، إذ تفاجأوا برائحة قوية جدا بمجرد الدخول إلى الحجرة الدراسية، كما وجدوا سائلا غريبا يشبه الغاسول على الطاولات و مكتب الأستاذ، إضافة إلى قارورتين فارغتين، بحيث حاولوا الخروج من القسم بسبب قوة الرائحة، غير أن إدارية طلبت منهم البقاء و إجراء الحصة بشكل عادي.
و هو نفس الكلام الذي أكدته أستاذة العلوم الشرعية التي وجدناها في المستشفى، حيث ذكرت بأنها لم تشرع في الدرس إلا بعد تدخل تلك الإدارية، مؤكدة بأنها شعرت بدوار شديد بعد دقائق قليلة من بداية الحصة، فحاولت الجلوس، غير أنها تفاجأت بإغماء إحدى التلميذات، فأمرت الجميع بالخروج من الحجرة، غير أن العديد منهم تعرض للإغماء و صعوبة في الحركة، بمجرد الخروج من القسم، مؤكدة بأن أعوان الحماية المدنية لم يتمكنوا من استنشاق الرائحة التي بقيت أثارها على ملابس التلاميذ عند نقلهم إلى المستشفى.
أولياء التلاميذ الذين التقيناهم بالمستشفى و الذين كانوا في حالة هلع خوفا على أبنائهم، عبروا عن استيائهم الشديد لما حدث، لأنهم كانوا يعتقدون بأن أبناءهم يدرسون في مكان آمن، متسائلين عن سبب الإبقاء على التلاميذ داخل الحجرة دون التأكد من مدى خطورة الأمر، رغم أنهم اشتموا تلك الرائحة الغريبة منذ دخول القاعة.
مصدر طبي بالمستشفى الجامعي أوضح لنا بأن التلاميذ السبعة إضافة إلى الأستاذة وصلوا إلى المصلحة الطبية الاستعجالية في حالة إغماء و ضيق في التنفس، حيث تم إخضاعهم للعلاج المناسب و وضعهم تحت رقابة طبية لمدة ساعتين، قبل أن يغادروا إلى بيوتهم، و قد تنقلنا إلى الثانوية بعد الظهيرة، و وجدنا جميع التلاميذ في الساحة الخارجية، كما علمنا بأن الأساتذة دخلوا في إضراب احتجاجا على الحادثة.
مدير التربية أكد في اتصال بـ «النصر» بأن مصالحه فتحت تحقيقا في الحادثة، مضيفا بأنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الفاعل، الذي تبين أنه تلميذ يدرس في القسم ذاته، حيث أظهرت المعاينات الأولية أنه وضع فوق الطاولات مادة قام بتذويبها و لم يتم التأكد بعد من طبيعتها، لكنها تشبه روح الملح و غراء «باتيكس»، حيث ستجري مصالح الأمن التي فتحت بدورها تحقيقا في القضية، تحليلات على المادة لمعرفة تركيبتها.
و بشأن مصير التلميذ أوضح مدير التربية بأن المعني سيُحال على مجلس التأديب قبل فصله نهائيا، بالنظر لخطورة الفعل الذي قد يُعرضه للمتابعة الجزائية، مع مراعاة أنه لا يزال قاصرا، و عبر مدير التربية في تعليقه على الحادثة، عن استهجانه لظاهرة العنف بين التلاميذ التي يرى أنها تفاقمت داخل المؤسسات التربوية.
عبد الرزاق.م/ ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى