50 بالمــائة مـن مـلفـــات مرضــى السرطان لا تحمل معلومات صحيحة
قالت الطبيبة الأخصائية نايت بهلول، من مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران، أنه من بين 2500 ملف سلمت للقائمين على سجل السرطان بوهران ما بين 2013 و2014، تم إلغاء 1520 ملف كونها لا تحمل إحصائيات صحيحة وصادقة عن الحالات المصابة، وهذا العمل لا يتم فقط من طرف المعالجين للسرطان حسب الدكتورة، بل من طرف عدة أطراف مما يتطلب القيام بعمل تنسيقي وتقديم المعطيات بدقة.
وأضافت الأخصائية نايت بهلول، أول أمس خلال مداخلة في إطار إحياء اليوم العالمي للسرطان والتي جرت فعالياتها بمستشفى بن زرجب بوهران، أنه قبل تقنين سجل السرطان، عرفت الجزائر 13 سجلا على مستوى عدة ولايات، وكان أقدمها سجلات العاصمة وهران وسطيف، وهي الولايات التي ستكوّن الشبكة الوطنية لسجل السرطان في الجزائر، حيث ستصبح هذه الولايات ـ كما قالت ـ أقطابا جهوية تعمل على تحضير وضبط سجلات حقيقية للمرض وكل المعطيات الخاصة بالمرضى بهدف السعي لإنجاز سجل وطني، وهي الخطوة التي يتم التحضير لها منذ صدور المرسوم التنفيذي سنة 2014.  من جهته، أفاد البروفيسورأحمد فواتيح في مداخلته، أن  سجل السرطان هو آلية من آليات جمع وضبط المعطيات الخاصة بالمرضى المصابين بالسرطان، يرتكز على توفير المعلومات الدقيقة والإحصائيات المناسبة التي تسمح للطاقم الطبي وللإدارة كذلك بالتدخل الإيجابي أثناء تعاملها مع الحالات ومختلف الوضعيات. وقال الدكتور أن مخابر التحاليل الخاصة تشكل أكبر مصدر للمعطيات حول تسجيل حالات السرطان، تليها مصالح العلاج الإشعاعي بالمستشفيات ومصالح علاج مرضى السرطان وغيرها من المصادر التي تصب في السجل، مثل سجل وهران الذي ضم في ظرف 18 سنة 19180 حالة، شكل فيها سرطان الرئة لدى الرجال 16,7 بالمائة، بينما يشكل سرطان الثدي والقولون نسبة 50 بالمائة من إجمالي السرطانات التي تصيب النساء، و هو ما يترجم حسب نفس المتحدث، أهمية الكشف المبكر والوقاية التي يمكن أن تجنب الإصابة بهذا المرض، وبالتالي تجنيب الدولة الأموال الضخمة التي تصرف لعلاج المرضى. وتبقى الإحصائيات غير مضبوطة وبعضها غير حقيقي بسبب عدم جمع المعلومات المناسبة لتحديد الحالات بدقة، فبعض الحالات مثلا تبدأ العلاج في مستشفى ولايتها وتسجل هناك حالة جديدة  ثم تواصل العلاج في مستشفيات أخرى وتسجل أيضا كحالة جديدة مما يجعل أن حالة واحدة فقط يمكن أن تسجل عدة مرات، وذلك لعدم ضبط كل المعطيات الخاصة بها. وهناك من طالب كذلك بضرورة إرفاق معطيات المريض بتفاصيل حتى عن وضعية السكن الذي يقيم به والنمط الإستهلاكي له وتفاصيل أدق، بما يسمح لهيئات الدولة بأن تكون لها نظرة واضحة ودقيقة عن أسباب إرتفاع الإصابات وتنوع مصادرها ومصابيها.
و أجمعت كل المداخلات على أن سرطان الرئة هو أول سبب في وفيات الرجال، حيث أن 90 بالمائة من هذا السرطان تخص المدخنين فبالنسبة للرجال يعد أول نوع سرطاني قاتل، أما بالنسبة للنساء فيأتي سرطان الرئة الناجم عن التدخين في المرتبة 11، فيما أكدت الإحصائيات التي أوردتها الدكتورة لكحل من مصلحة أمراض الصدرية، أن التدخين يقتل 15 ألف شخص سنويا في الجزائر ومن ضمن هذه المعطيات توجد 4 آلاف وفاة سببها سرطان الرئة.
 وحسب دراسة اعتمدت عليها الدكتورة لكحل، فإن 20 بالمائة من النساء المدخنات هنّ جامعيات، و80 بالمائة من المدخنين أعمارهم أقل من 18 سنة لأن بعض الإحصائيات أوضحت أن التدخين في الجزائر يبدأ في 9 سنوات، وفي هذا الصدد أكدت الدكتورة بشكات شريفة من مصلحة العلاج الإشعاعي أنه خلال السنوات الأخيرة تمت ملاحظة نسبة كبيرة من المصابين بالسرطان والذين يفدون للمصلحة تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة، مما يعكس البداية المبكرة للتدخين والإقبال على الشيشة والمخدرات لدى المراهقين، موضحة أنه يجب تكثيف الحملات التحسيسية ضد هذه الآفة التي تنخر أجساد الشباب.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى