الحكومـة بحاجـة إلـى استحـداث وزارة للاقتصـاد للتعامـل مـع الأزمـة الراهنـة
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور، عبد الرحمان مبتول ، أن الجزائر في حاجة إلى حكومة قوية تضم وزارت كبرى ، تجمع عدة قطاعات، من أجل تفادي أي تناقضات محتملة على مستوى الجهاز التنفيذي في التعامل مع الأزمة الاقتصادية الراهنة، داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة استحداث وزارة للاقتصاد باعتبار أن الأوضاع الحالية تفرض ذلك في ظل استمرار تهاوي أسعار النفط في السوق الدولية .
ودعا الخبير الاقتصادي ، إلى ضرورة الذهاب إلى إصلاحات حقيقية لمواجهة الأزمة النفطية الحالية ، وتوقع مبتول استمرار انخفاض أسعار البترول في السوق الدولية ، وهو ما يتطلب - كما قال – اعتماد الاصلاحات الضرورية في الوقت الحالي من طرف الحكومة وأضاف مبتول في تصريح للنصر ، أن الحكومة يجب أن تكون قوية بحيث لا تلجأ إلى صندوق النقد الدولي . ويرى الخبير الاقتصادي، أن استمرار الوضعية الاقتصادية الحالية في البلاد سينجر، عنها نفاد رصيد صندوق ضبط الإيرادات في العام المقبل ، بالإضافة إلى زوال احتياطات الصرف في عام 2018 ، موضحا أن عدم تطبيق الإصلاحات الحكومية الواجب انتهاجها  سيؤدي بنا إلى الاستدانة من صندوق النقد الدولي .
 ويعتقد مبتول في ظل الأوضاع الحالية ، أن البلاد في حاجة إلى حكومة تضم وزارات كبرى ، حيث يتم جمع بعض الوزارات، لكي لا يكون هناك أي تناقضات في التعامل مع الظروف المستجدة، مؤكدا في هذا الخصوص، على ضرورة استحداث وزارة للاقتصاد ، والاعتماد في المستقبل على الكفاءة والحكم الراشد .
ويرى الخبير أن أسعار النفط ستواصل انهيارها، في الأعوام المقبلة وذكر بأنه من المستبعد، أن تعود الأسعار إلى الارتفاع إلى معدلاتها السابقة نظرا لعدة أسباب ، مشيرا إلى دخول الولايات المتحدة الأمريكية، إلى السوق الأوروبية في 2017، بعد رفع مجلس النواب والشيوخ الحظر على تصدير الخام الأمريكي، بالإضافة إلى دخول إيران إلى السوق الدولية، بحوالي 3 ملايين برميل يوميا بعد رفع الحظر على النفط الإيراني . وأوضح في السياق ذاته، أن الأسعار ستنخفض أكثر، إذا ما كان هناك استقرار في ليبيا وأيضا العراق وتوقع مبتول، أن تتراوح أسعار النفط بين 30 و40 دولار للبرميل. وأضاف أنه في حالة  انهيار الاقتصاد العالمي وحدوث أزمة مالية عالمية في العام المقبل ، مثل تلك التي وقعت في 2008 ، من المرجح أن تنخفض أسعار النفط إلى حدود 10 دولارات للبرميل ، مشيرا إلى تراجع الاستهلاك العالمي للنفط في الوقت الحالي ، و احتمال الاعتماد مستقبلا على الطاقة المتجددة أو الطاقة النووية، موضحا أن التوجه في المستقبل سيكون نحو الاستهلاك الطاقوي المتنوع.
من جانب آخر، تحدث مبتول عن وضعية القطاع الخاص و اعتماده ، حسبه على النفقات العمومية وقال، أن هناك حوالي 10 متعاملين فقط ينشطون في القطاع الخاص لديهم الكفاءة اللازمة ، وقال أن رأس المال لا يخلق الثروة وإنما العمل والكفاءة هما من يخلق
 الثروة.                                 

مراد ح

الرجوع إلى الأعلى