يحصي معهد باستور بالعاصمة أزيد من 20 حالة وفاة بداء الكلب سنويا عبر مختلف ولايات الوطن، أغلبهم أطفال نتيجة تعرضهم لعضات حيوانية وعدم إدراكهم للمخاطر التي يحملها الفيروس القاتل. ويصنف "فيروس" داء الكلب حسب تقرير معهد باستور بالعاصمة من بين أكثر الفيروسات فتكا بحياة الإنسان الذي ينتقل من الحيوانات سواء عن طريق العض و الخدش و اللحس وعلى الخصوص من الحيوانات الأليفة كالقطط  والكلاب إذ يحصي أزيد من 20 حالة وفاة بالجزائر سنويا نظرا لتأخر الضحايا في إجراء التلقيح الذي يشتمل على أربعة عشرة حقنة يضاف إليها تلقيح تكميلي فيما بعد لتفادي أي خطر محتمل للفيروس، داعيا إلى عدم التهاون مع أخذ كافة الإجراءات للتدخل لحماية المصاب وطرق و آليات التخلص من الحيوان.
 وينصح الأطباء إذا وقعت حالة عض أو خدش أو لحس من طرف حيوانات أليفة كالقط و الكلاب من الضروري اتخاذ الإجراءات الضرورية من بينها تطهير الموضع المصاب بمواد مطهرة ،والإسراع في نقل الضحية إلى أقرب عيادة أو مركز صحي لتلقي التلقيح ضد داء الكلب، و استنادا إلى المفتش البيطري بولاية عين الدفلى بوعلام مداني فإن أهم إجراء يتعيّن التبليغ، وعلى مالك الحيوان عدم قتله مع وضعه تحت الرقابة البيطرية، لمدة أسبوع للتأكد من سلامته أو إصابته بالداء، و في حال تبيّن أنه مريض لابد من قتله ودفنه في مكان بعيد مع وضع مادة "الكلس  ".  الداء يعد من الأمراض التي تثير مخاوف العائلات القاطنة بالمناطق النائية أين يقطع الأطفال مسافات بعيدة للوصول إلى المدارس، و كثيرا ما تعترض طريقهم كلاب ضالة أو حيوانات مفترسة أمام قلة الإمكانيات المادية لتوفير وسيلة نقل لهذه الفئة، كما أن تقنين إجراءات استعمال بنادق الصيد للقضاء على الحيوانات الضالة زاد من خطورة الوضع، بل أضحت على مرمى من المدن و الشوارع الرئيسية بالمدن الكبرى. و للإشارة يعد فيروس داء الكلب من بين الفيروسات الأكثر خطرا على حياة البشر، إذ يقتل حوالي 55 ألف شخص عبر العالم، 97 بالمائة حسب تقارير طبية يموتون بعضات الكلاب، ينتقل هذا الأخير إلى الدماغ بواسطة الأعصاب، وقد يستغرق عدة أسابيع لتظهر أعراض المرض كحمى الشديدة، صداع إلى جانب سلوكات غريبة كالتهييج، صعوبة في البلع و الخوف من الماء إلى جانب  القلق و الهلوسة ثم الشلل لينتقل بعد ذلك إلى الغدد المسؤولة على إفراز اللعاب مما يعني أن المصاب بإمكانه نقل داء الكلب إلى إنسان آخر ،وعادة ما يتوفى المصاب بعد أسبوع من عزله عن العالم الخارجي.
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى