المسرح الجزائري يعيش حظر التجوال رغم انتهاء العشرية السوداء
أكد الممثل المسرحي ابن مدينة سطيف توفيق مزعاش بأن المسرح الجزائري لا زال يعاني القطيعة رغم انتهاء العشرية السوداء و فك حظر التجوال، مشيرا أن القائمين على الثقافة في الولايات فضلا عن الجمهور يواجهون مشكلة حقيقة سببها الهاجس الأمني ، تنعكس دوما على برمجة النشاطات التي من شأنها أن تعيد الوصل بين الركح و عشاقه، فالمسرح حسبه، يحيى ليلا و التوقيت المبكر لعرض الأعمال لا يسمح بإعادة بعث الحياة في جدرانه.و أضاف صاحب، مونولوج « الجنرال» و « استراحة مجنون»، بأن الثقافة لا تعترف بالحواجز و إلا تحكمها الهواجس، و التعامل معها كأي قطاع إداري آخر يحتكم لساعات دوام رسمية، يخرجها من قالبها المتحرر و ينعكس على نوعية الإنتاج، لذلك يتعين على مسؤوليها انتهاج سياسة جديدة تكون أكثر انفتاحا خصوصا ما تعلق بالمسرح، الذي تضخ الدولة لصالح ترقيته ملايير الدينارات سنويا، إلا أن منظومة  التسيير الحالية، برأيه لا تساير حجم هذه الإمكانيات ولا تنسجم مع طموحات الجمهور المتعطش والذواق للفن الراقي، معتبرا في ذات الوقت أن الدفاع عن الحياة  الثقافية والفنان بشكل عام لا يحتاج إلى نقابة على غرار ما يطالب به البعض، بقدر ما يحتاج إلى العمل الجاد والإنتاج المتواصل على مدار السنة لفنانين حقيقيين سلاحهم العمل والإنتاج بدل الركض وراء أهداف شخصية ضيقة، داعيا في ذات الوقت إلى ترك ثقافة المناسبات التي أساءت كثيرا لسمعة الجزائر والفنان الجزائري بصفة خاصة.
الفنان الذي قدم عرضا مميزا مؤخرا على ركح قسنطينة الجهوي، قال بأن التعامل بالأرقام مع المادة الثقافية و طغيان سلطة المال عليها، خلف اختلالا في توازن القطاع و أنتج أشباه فنانين و ممثلين تماما كما أنتج أعمالا رديئة لا ترقى لذوق الجمهور الجزائري، معلقا بأن غربلة القطاع لن تفرز أزيد من 10 في المائة من الفنانين الحقيقيين، بينما البقية دخلاء على المهنة، كما أضاف المتحدث بأن النهوض بالقطاع يتطلب بداية الاعتراف بوجود خطب، و من  ثم الشروع في إعادة النظر في كامل المنظومة التي تنتهجها بلادنا في الثقافة وذلك من خلال تنظيم أيام دراسية أو ندوات فكرية مهمتها التفكير في حلول جدية  باستشارة أهل الاختصاص. توفيق مزعاش الذي استطاع البروز كأحد أهم الأسماء الجزائرية التي ساهمت في إعادة الجمهور الى الركح من خلال فن الـ « وان مان شو»، أوضح بأن هذا اللون المسرحي أصبح أكثر طلبا من العروض التقليدية، و ذلك لكونه فنا جديدا يتبنى لغة قريبة الى المواطن و يجيد تصوير الواقع المعاش بتفاصيله الدقيقة من خلال التحكم في الألفاظ، سواء تعلق الأمر بكوميديا فكاهية أو مونودراما، مشيرا إلى أن ركح سطيف قدم تجربة جد ناجحة من خلال مهرجان « فوارة شو» للضحك، أبرزت بأننا قادرون في الجزائر على إنجاح فعالية مسرحة ضخمة بمستوى مهرجان « مراكش للضحك» خصوصا، في ظل وجود عدد معتبر من المواهب الجزائرية التي أبدعت في هذا اللون و صنعت لنفسها اسما وصل صيته الى تونس و المغرب.و يبقى إنجاح مثل هكذا مشروع ثقافي ببعده الجماهيري، مرهونا حسب المتحدث، بوجود إرادة حقيقية و دعم فعلي من قبل وزارة الثقافة التي قال بأنها ستفتح أبواب المسرح الجزائري على مصراعيها في حال تبنت مشروعا مماثلا، من شأنه تحقيق فائدة ثقافية فضلا عن مردود اقتصادي معتبر كون هكذا نشاط سيسهم بطريقة مباشرة في تنشيط السياحة الداخلية و لما لا استقطاب سياح من دول الجوار.
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى