خبراء يدعــون إلى إعـــلان الحرب على البعوض لمنع انتشــار فيروس زيكـــا
يجب رفع حالة التأهب دون إثارة الرعب في أوساط السكان
دعا خبراء في الصحة أمس من الجزائر العاصمة إلى ضرورة رفع حالة التأهب للوقاية من الإصابة بفيروس " زيكا" والقيام بحملات واسعة للتنظيف والقضاء على البعوض (الناموس) سيما وأن ثمة تأكيدات بأن البعوض من نوع " الزاعجة " الناقل للفيروس ينتشر في الكثير من البلدان ولا يستبعد أن يكون منتشرا في الجزائر، إلى جانب تكثيف الإجراءات الوقائية عبر النقاط الحدودية، وصولا إلى رش الحاويات القادمة عبر البواخر والطائرات بواسطة المواد المبيدة للحشرات.
وفي هذا الصدد شدد الدكتور يحيى مكي، الأخصائي في علم الفيروسات بالمستشفى الجامعي كلود بيرنار بمدينة ليون الفرنسية على ضرورة إعلان الحرب على البعوض وعلى كل أماكن تجمعه والتخلص من جميع المستنقعات الراكدة والقمامة التي تؤدي الى تكاثر وانتشار البعوض، سيما أطر العجلات بمختلف أحجامها والحد من تعرض الناس للسعات البعوض، للقضاء على العوامل المساعدة على انتشار فيروس زيكا من شخص إلى شخص وغيره من الفيروسات الخطيرة الأخرى، من باب الوقاية رغم أنه لا يوجد كما قال ما يستدعي القلق حاليا على الأقل. وبعد أن أشار إلى أن فيروس زيكا ظهر لأول مرة عام 1947 في أوغندا، قبل أن ينتقل إلى بلدان أخرى فيما بعد ويعود للظهور بقوة في 2015 بأمريكا الجنوبية والبرازيل وكولومبيا، أشار مكي إلى أن البعوضة الناقلة للفيروس المعروفة باسم " البعوضة النمر " بعوض الزاعجة المصرية، تسبب أيضا حمى الضنك أو الدنج والحمى الصفراء و فيروس التشيكونغونيا.
من جهة أخرى حذر الدكتور مكي الذي كان يتحدث في منتدى يومية المجاهد، من خطر الممارسات الجنسية غير المحمية، بعد أن تم التأكد كما قال من انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى شخص آخر عن طريق الاتصال الجنسي مشيرا في هذا الصدد إلى أن مسؤولي صحة بريطانيون أكدوا العثور على فيروس " زيكا " في السائل المنوي لرجل بعد شهرين من التقاط العدوى إلى جانب التأكد من انتقال الإصابة إلى امرأة من زوجها المصاب من خلال الاتصال الجنسي بينهما مشيرا في ذات السياق إلى أن ذات الفيروس ينتقل عن طريق نقل الدم من شخص مصاب إلى آخر. و أكد المتحدث على ضرورة الحرص على اتخاذ تدابير الحماية الشخصية لمنع لدغات البعوض، سيما النساء الحوامل من خلال المحافظة على أنفسهم والوقاية من لدغ البعوض وأخذ اللقاحات المطلوبة ومن بينها – كما ذكر -  التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، وذلك بعد تسجيل زيادة حادة غير طبيعية في ولادة لأطفال ذوي رؤوس صغيرة الحجم ومتلازمات عصبية، خاصة في البرازيل.
وبعد أن أشار إلى أن الوقت الأكثر خطورة للإصابة بزيكا بالنسبة لأجنة النساء الحوامل هو خلال الأشهر الثلاثة الأولى، من الحمل لفت إلى أنه يمكن لعامة الناس حماية أنفسهم وذويهم من خلال استخدام طوارد الحشرات، وارتداء الملابس التي تغطي أكبر قدر من الجسم. من جهته دعا البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي (فورام) إلى ضرورة إنشاء لجنة متعددة القطاعات من أجل القيام بعمل مشترك للوقاية وحماية البلاد من هذا الفيروس معلنا بأن الهيئة التي يشرف عليها تشرع ابتداء من اليوم في إطلاق حملة تحسيس وتوعية للوقاية من خطر هذا الفيروس، مشيرا إلى أنه سيلتقي ابتداء من اليوم مع مصالح الشرطة من أجل الدفع نحو تعزيز التدابير الوقائية على مستوى شرطة الحدود بالتنسيق مع مصالح قطاعي الصحة والتجارة لتشمل هذه التدابير رش الحاويات بالمواد المبيدة باعتبار أن الحاويات يمكن أن يختبئ بداخلها بعوض ناقل للعدوى.
و دعا خياطي إلى تعزيز المراقبة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس زيكا في المطارات والموانئ ونقاط المراقبة الحدودية للمسافرين برا، وخاصة بين المسافرين العائدين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس حاليا أو تلك التي انتقلت إليها العدوى من بين 22 دولة في العالم.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى