ارتفاع أسعار تغذية الأنعام يضع الموالين في ورطة
تشهد أسعار تغذية الأنعام من أعلاف و حزم التبن و الكلأ بولاية برج بوعريريج، إرتفاعا يصفه الفلاحون و الموالون بالجنوني في وقت قفزت فيه أسعار حزمة التبن الواحدة إلى الضعف خلال الأيام الأخيرة حيث بلغ سعر الحزمة الواحدة أزيد من 800 دينار، في حين كانت لا تتجاوز في أقصى الأحوال سعر 400 دينار، فيما بلغ سعر الحزمة الواحدة من الكلأ أزيد من 1200 دينار، و هو ما وضع العديد من الفلاحين في ورطة حقيقية في ظل صعوبة الاختيار بين دفع تكاليف شراء أغذية الأنعام و الاحتفاظ بقطعان مواشيهم و أبقارهم رغم الخسائر التي يتكبدونها، أو المغامرة ببيع قطعانهم بأسعار زهيدة.
و تبدو علامات الحيرة على وجوه الفلاحين بسوق المواشي، أمام الارتفاع المسجل في مصاريف التغذية و التراجع في أسعار الأبقار و المواشي، و ما زاد من تخوفهم هو عدم استقرار الأسعار و ارتفاعها من يوم إلى آخر، أمام الندرة المسجلة في مادتي التبن و الكلأ من جهة، و زيادة الطلب عليها بعد نفاذ مخزون أغلب الفلاحين من الأعلاف بالنظر إلى شح محاصيل مزارعهم و كذا تراجع محاصيل حقول القمح و الشعير خلال الصائفة الفارطة، بفعل الجفاف، ما أدى إلى تسجيل نقص كبير في محصول المزارع و الحقول من مادتي التبن و الكلأ بإقليم الولاية و لجوء بعض الفلاحين إلى شراء كميات منها من الولايات الغربية لتغطية الاحتياج خلال فصل الشتاء.
و كما هو معلوم فإن تربية الأبقار و المواشي تتطلب رعاية خاصة من قبل الفلاحين خلال فصل الشتاء و فترات التساقط، أين تتزايد تكاليف و مصاريف التغذية، لبقاء رؤوس الأبقار و المواشي داخل المستودعات و الزرائب طيلة فصل الشتاء و قد يستمر الوضع خلال سنوات الجفاف و تأخر نمو الحشائش، إلى مدة تقارب الستة أشهر، ما يضاعف من المصاريف في شراء حزم التبن أو الكلأ لتغذية قطعان الأبقار و المواشي، بانتظار موسم الربيع. و أشار فلاحون بمناطق واد صياد و المشرع و بونشادة ببلدية مجانة أن الارتفاع في الأسعار جعل تفكيرهم يقتصر على كيفية توفير التغذية لقطعان مواشيهم و الأبقار أكثر من أي شيء آخر، حيث أدى الارتفاع الكبير في الأسعار إلى اهمالهم لجميع انشغالاتهم و عائلاتهم و التفكير في توفير حزم من التبن و الكلأ، خصوصا في فترات تساقط الأمطار و الثلوج التي يستحيل فيها الاعتماد على الرعي في الجبال و الغابات بالنسبة لقطعان المواشي في حال نفاذ المخزون.
صغار الفلاحين الذين يجدون صعوبة كبيرة في دفع المصاريف و زيادة احتمالات الخسارة، كانوا الضحايا الأوائل لغلاء الأعلاف، حيث و بعملية حسابية بسيطة قد تصل كلفة تغذية بقرة واحدة حوالي ألف دينار في اليوم، منها 800 دينار حزمة تبن و 200 دينار المتبقية مصاريف العلف، ما يكلف حوالي 03 ملايين سنتيم في الشهر للبقرة الواحدة، في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي قد تكلف الموال مصاريف كبيرة قبل بداية موسم الرعي.
في حين يكافح بعض الفلاحين لمواجهة الأزمة و هذه الصعوبات من خلال الاعتماد على طرق بدائية في تغذية قطعانهم و التوجه إلى الغابات يوميا لإحضار حزم الديس لاستعمالها في تغذية الأبقار مع كميات من مادة العلف و النخالة، التي تشهد أسعارها استقرارا في حدود 2800 دينار للقنطار الواحد، فيما يلجأ مربو المواشي إلى الغابات أين تجد رؤوس الماشية و الماعز ظالتها في التقوت على أوراق الأشجار و الديس، و اعتماد الموالين على بقايا الخبز اليابس لتغذية مواشيهم لتجاوز مشكل نفاذ مخزونهم من التبن و الأعلاف
 و كذا ارتفاع أسعار تغذية الأنعام و المواشي بصفة عامة .
ع.بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى