قالمــــة متحـــف أثــــري مفتـــوح يتعـــرض للنهـــب  
تواصل عصابات الآثار استهداف المواقع الأثرية بولاية قالمة و  نهب المزيد من القطع الثمينة و تهريبها إلى الخارج، بالرغم من الحصار المفروض عليها من طرف القوات الأمنية التي نجحت عدة مرات في الإطاحة بعناصر من هذه العصابات التي يعتقد بأن نشاطها يمتد إلى دول مجاورة ،و منها إلى أوروبا التي تعد سوقا رائجا للقطع الأثرية ذات القيمة الكبيرة.  
و تنشط عصابات الآثار بمناطق محددة بولاية قالمة أين توجد كنوز أثرية هامة بعضها ظاهر للعيان في مواقع محروسة و البعض مازال مدفونا تحت الأرض يتم اكتشافه بالصدفة عند بداية حفريات مشاريع الإعمار، و يبلغ المواطنون و شركات الإنجاز باستمرار عن قطع أثرية أخرجتها آليات الحفر من تحت الأرض و في كل مرة تشكل لجنة مختصة تضم الدرك الوطني و الشرطة و مديرية الثقافة و خبراء الآثار لمعاينة القطع و نقلها إلى مواقع آمنة لتصنيفها و تحديد مصدرها و تاريخها و تتحول هذه القطع بعد ذلك إلى ملك للمجموعة الوطنية و إرث تاريخي و حضاري ذو قيمة كبيرة.  
و يعتقد بأن عصابات الآثار تمتلك خارطة للمواقع التي توجد بها آثار بقالمة و تقوم بالتنقيب عنها بطرق مختلفة و تخرجها من تحت الأرض و تخفيها مدة زمنية حتى تضع خطة لنقلها و تهريبها في صفقة توقع مع شبكات دولية متخصصة.  
و تشير المصادر المحلية المهتمة بمكافحة تهريب الآثار بقالمة بأن القطع المسترجعة عبارة عن تماثيل فخارية و نحاسية و قطع نقدية من الفضة و البرونز و حتى الذهب و المزهريات و الحجارة المصقولة و غيرها من القطع الثمينة التي يعود تاريخها إلى الحقب الرومانية و البيزنطية والفينيقية الحضارات التي عمرت المنطقة و تركت فيها آثارا قيمة بعضها تم اكتشافها و البعض مازال خفيا بمدن مدفونة تحت الأرض أهمها مدينة تبيليس الرومانية بسلاوة عنونة التي تعد ثاني أكبر موقع أثري بالمنطقة بعد مدينة قالمة التي تعاقبت عليها حضارات عديدة تحولت آثارها إلى عملة نادرة تثير اهتمام و أطماع الشبكات المتخصصة التي وقع الكثير من أفرادها بين أيدي القوات الأمنية التي تواصل معركتها المضنية مع هذه العصابات رغم صعوبة المهمة.  
و تعد ولاية قالمة متحفا أثريا مفتوحا على الطبيعة توجد به عدة مواقع أثرية هامة بينها مغارات جبل طاية، المسبح الروماني بمدينة هليوبوليس، المسرح الروماني و حمامات و حدائق رومانية بمدينة قالمة، مدينة تيبليس الرومانية قرب سلاوة عنونة، مناصب حجرية بعين العربي، موقع عين نشمة ببلدية بن جراح، مقابر حجرية بالركنية قلعة بوعطفان ببلدية بوحشانة و سور الثكنة العسكرية بمدينة قالمة و غيرها من المواقع المصنفة و مواقع أخرى بعضها لم يصنف و البعض لم يكتشف لحد الآن لكن عصابات الآثار تعرف جيدا هذه المواقع غير المحروسة و تنقب فيها باستمرار لاستخراج قطع نادرة تدر أموالا قد تتعدى ما تدره المخدرات.  
و تقول بعض المصادر التاريخية أن أكبر عملية استهدفت الآثار بقالمة، كانت منتصف التسعينات عندما كانت القوى الأمنية منشغلة بمحاربة الإرهاب ،حيث قطعت العصابات رؤوس تماثيل «هركول»، «الإمبراطورة»، «القاضي» و رأسين لتمثال «جوبيتر».  
و تضيف المصادر أن القطع المسروقة من قالمة منتصف التسعينات، لا تقدر بثمن حيث يعد أحد التماثيل المسروقة النسخة الوحيدة المتبقية في العالم.  
و توجد بقالمة فرق درك متخصصة في الآثار تعمل منذ سنوات على التصدي للعصابات التي تستنزف الآثار النادرة بالمنطقة و تهربها إلى ما وراء الحدود، لكن المهمة تبقى صعبة للغاية بالنظر إلى عزلة المواقع الأثرية و انعدام شرطة آثار تحرس هذه المواقع على مدار الساعة.   
فريد.غ                      

الرجوع إلى الأعلى