تزاحم و ملاسنـات لعبور جسر عمره قرن بقرية الناظور
ما زال سكان قرية الناظور بقالمة يعبرون جسرا حديديا ضيقا عرضه متران و لا يتسع لمرور أكثر من سيارة واحدة في الاتجاه الواحد، على نهر سيبوس، يربط بين قريتهم و الطريق الوطني 20 عصب الحركة الاقتصادية
و التجارية بالولاية.
الجسر أنجز منذ أكثر من قرن وما زال صامدا إلى اليوم، لكنه لم يعد قادرا على استيعاب حركة السير المكثفة بعد أن كبرت قرية الناظور التاريخية و صارت بحجم بلدية، لكنها مثقلة بالهموم و مشاكل التنمية الاجتماعية و الاقتصادية.  
على مدار الساعة تتشكل طوابير من السيارات على طرفي الجسر تنتظر العبور و في أوقات الذروة يتمدد الطابور على مسافة طويلة، و يصاب المواطنون بنوبات قلق تصل أحيانا إلى حد العراك و الملاسنات، عندما يرفض الداخلون إلى الناظور التوقف والسماح للخارجين بالعبور.
و يتكرر المشهد كل يوم ولا حلول في الأفق، كما يقول سكان الناظور الذين يستعملون الطريق المؤدي إلى الوطني 20 بكثافة رغم وجود محور آخر نحو بلدية بني مزلين و بومهرة أحمد، و يعد الجسر الحديدي الضيق أقصر مسافة إلى  الطريق الوطني 20 الذي يبعد بكيلومتر واحد عن القرية، ولذا فإن السكان يفضلون عبور الجسر باستمرار للتوجه إلى قالمة و بوشقوف رغم المعاناة مع طوابير الانتظار الطويلة على ضفتي النهر الكبير. و لم يتوقف سكان القرية عن المطالبة ببناء جسر بديل بمسارين و وضع حد لمعاناة استمرت لعقود طويلة، و تفاقمت في السنوات الأخيرة بعد ارتفاع عدد المركبات التي تعبر إلى الناظور و تخرج منها كل يوم.   و في اتصال مع مديرية الأشغال العمومية بقالمة قال مصدر مسؤول بأن عمر جسر الناظور يتجاوز القرن، لكن هذه المنشأة الفنية الجميلة ما زالت قادرة على الصمود لقرن آخر من الزمن، حيث أثبتت الخبرة التقنية بأن الهيكل المعدني مازال قادرا على التحمل و لم يطرأ عليه أي تغير، ورغم ذلك يضيف المصدر  فقد سجلت الجهات المعنية عملية لدعم الجسر و حمايته و سيبقى خاضعا للصيانة كلما دعت الضرورة إلى ذلك، و ذكر بأن تسجيل مشروع جسر جديد غير وارد في الوقت الحالي.  
و لا يعتبر الجسر المنشأة الوحيدة التي عمرت طويلا و لا تزال مستعملة، حيث توجد بالناظور أقدم محطة قطار لكنها مهجورة بعد توقف خط السكة الحديدية قالمة – بوشقوف و مازالت مباني المحطة صامدة إلى اليوم بهندسة أوروبية جميلة، إلى جانب مخزن للحبوب لم يعد قادرا على استقبال شحنات القمح، و مرافق أخرى من المعمار القديم حاصرته الأحياء السكنية الجديدة و طوقته من كل الجهات.  
و في الناظور أيضا زاوية شهيرة و مرافق خدماتية أخرى بينها فرع بلدي و مركز صحي و هياكل تعليمية منها متوسطة ظلت من المطالب الرئيسية للسكان، الذين استفادوا من مشروع للغاز الطبيعي و آخر لتجديد شبكة مياه الشرب والحماية من الفيضانات.
و تحولت الناظور إلى ورشة كبيرة لكنها مازالت محاصرة بجسر تجاوزه الزمن و نفايات في كل مكان و طرقات موحلة تنتظر مشاريع جديدة بعد تشغيل شبكات الغاز و المياه.  
  فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى