المجــاهـدة لويــزة إيغيــل أحريــز
هزمت "بيجار" و"ماسو" وترفض المساس برموز  الثورة
تسترجع المجاهدة لويزة إيغيل أحريز تفاصيل القبض عليها ومحاولات استنطاقها بأبشع صور التعذيب لشهرين متتاليين، وتقول أن المجاهدات كانت لديهن استماتة وصبر وكن يكتمن ألمهن حتى لا تحبط المعنويات داخل السجون. قاهرة السفاحين «ماسو» و «بيجار» التي تفتخر بتعيينها  ضمن الثلث الرئاسي في مجلس الأمة  كشفت بأنها تعكف على إعداد كتاب حول الثورة و انتقدت استهداف رموزها  معتبرة  أن من يقفون وراء تلك التصريحات أشخاص أصابهم الخرف.
رغم تقدمها في السن ما تزال المجاهدة إيغيل أحريز التي عينت مؤخرا عضوا في مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، تحمل محفظتها المثقلة بالكتب وتتجه إلى مبنى الغرفة العليا للبرلمان، لتحضر اجتماعا للجنة الثقافية، التي اختارتها لأنها تناسب ميلها إلى التاريخ، صادفناها على هامش افتتاح الدورة الربيعية للغرفتين، وهي تهم بمغادرة قاعة الاجتماعات بخطوات بطيئة، وتحدثنا إليها عن أهم محطاتها في الثورة.  وكانت البداية بأول أيامها في الكفاح المسلح، قائلة «إن أبي هو من لقنني معنى الكفاح من أجل الوطن، وعائلتي هي من دفعت بي إلى حمل السلاح، لأننا كنّا عائلة ثورية، فنحن مجاهدون من الجد إلى الجد، ووالديّ لم يرفضا أبدا انضمامي إلى الثورة فور اندلاعها، وأتذكر أنه يوم 1 نوفمبر عندما انطلقت الرصاصة الأولى، جمعنا ابي في البيت أنا وإخوتي قبيل صعودنا إلى الجبل، وخاطبنا قائلا: «اليوم انتهى زمن الإهانة، وأنا لا أريدكم أن تعودوا إلي أحياء»، وفعلا انضم كامل أعضاء الأسرة، وأخبرنا نحن البنات بأنه وهبنا إلى الثورة المجيدة.
وتضيف المجاهدة بصوت قوي وبنرات حادة لم تتأثر بثقل السنّ، «إن والدي ربانا على الشجاعة التي رضعناها مع حليب الأم، وقد كان والدي جد متمسك بالعادات والتقاليد، وأتذكر أنه حذرني أنا وأخواتي البنات من الانحراف أو المساس بشرف العائلة، أو أن نتراجع أو نعود أحياء دون أن نحقق أهداف الثورة، وكان يقول لنا بالحرف الواحد،  إذا كانت الشاة تذبح من مقدمة الرقبة، فأنا سأذبحكن من خلفها إذا سمعت عنكن أشياء تسيئ للعائلة، ...لقد علمنا معنى الإقدام والشجاعة، وأمرنا مسبقا وعند صعودنا الجبل بأن لا نحاول العودة إلى البيت خوفا أو خشية من المستعمر، تضيف عضو مجلس الأمة. وعن ذكرياتها بخصوص الشباب والشابات الذين رافقوها في السلاح، تقول إيغيل أحريز والدموع تسبق كلماتها « لقد كان معي مجاهدون شباب، وأتذكرهم جميعا، جلهم توفوا خلال الثورة، وأنا مازلت أذرف دموعا إلى يومنا هذا كلما تذكرتهم، لأنهم للأسف ماتوا قبل أن ينعموا بالاستقلال، ويحيوا على أرض جزائر حرة ومستقلة.
  وتستهجن المجاهدة بعض التصريحات التي استهدفت رموز الثورة مؤخرا، وهي تعتقد أن بعض من يقفون وراءها أصابهم الخرف، وأن فرنسا ما تزال تتربص بنا، وهي لم تغفل عنا أبدا، مضيفة، «المؤكد أن فرنسا لها أتباعها من الحركى، وأبناؤها الذين يريدون إذكاء نار الفتنة بين أبناء الشعب، لأنهم لا يريدوننا متحدين، ولو كان هذا الجدل فيما بيننا فقط فإن الأمر لا يطرح أي مشكل، لأنه من غير المعقول أن يهاجم كل طرف الآخر، لذلك علينا أن نتجاوز هذه المحنة». وتسترجع لويزة إيغيل أحريز المعركة القضائية التي فازت فيها ضد السفاحين الذين تفننوا في استعمال أبشع وسائل التعذيب ضد أفراد الشعب، وكيف تمكنت من رفع التحدي بفضل الدعم الذي تلقته من السلطات، وكذا من قبل رجال أوفياء كرسوا أموالهم لنصرة هذه القضية العادلة. وتستذكر أسماء الجنرالين «جاك ماسو» « وبيجار»، اللذين تعرضت للتعذيب تحت أعينهما وبأمر منهما... ومع ذلك هي تواصل عملها اليوم بإعادة فتح ملفات عدة ما تزال تصنف ضمن الطابوهات، منها ملف المجاهدين المزيفين، حيث تسعى لغربلة الدخلاء على الثورة، بمساعدة من إحدى الجمعيات التي تنشط في المجال.
 وترى السيدة أحريز بأن جيل اليوم يمكنه رفع التحدي، ويحيا أحسن عيشة، معتقدة بأنها شخصيا حققت كل شيء، حيث اختارت أن تكمل حياتها العادية بعد الاستقلال، فقامت باجتياز شهادة البكالوريا واتمام دراستها الجامعية، وأنجبت أطفالا بالجزائر، أتموا مشوارهم الدراسي بها، معبرة عن سعادتها بتعيينها عضوا بمجلس الأمة عن الثلث الرئاسي من قبل رئيس الجمهورية، معلقة على هذا الحدث بأنه كان غير منتظر منها، و قالت بهذا الخصوص « كنت انتظر أن أنتقل إلى الحياة الآخرة»، « أو «الدار الدايمة» كما يقال بالعامية، معلقة على دعائنا لها بطول العمر، بأن البركة في جيل الشباب.
وتنشط أحريز ضمن لجنة الثقافة بمجلس الأمة، من منطلق اهتمامها بالتاريخ، وهي تعكف على تأليف كتاب حول الثورة، لتوضيح تفاصيل عدة، متأسفة لكون صحتها لم تعد تسمح لها ببذل مجهود كبير. وبعد مرور أزيد من 50 سنة على الاستقلال لم يبرح ألم التعذيب جسد هذه المجاهدة، فهي ما تزال تتذكر تلك الأيام لحظة بلحظة. كما لم تتوقف عن البكاء على أرواح من كانوا برفقتها في الكفاح المسلح، واستشهدوا قبل أن يروا  نور الاستقلال، واصفة أيامها بالسجون بأنها الأصعب والأمر على الإطلاق، لكنها لم تقلّل من ثباتها وصمودها رغم أبشع أنواع التعذيب، موضحة بأن المجاهدات كنّ يبكين من حرقة الألم، دون أن تشتكي كل واحدة منهن للأخرى مما حدث معها، بغرض الحفاظ على معنوياتهن. ورغم تقدمها في السنّ، تتذكر بطلة الثورة بالتدقيق تاريخ القبض عليها من قبل جنود الاحتلال.. كان ذلك يوم 28 سبتمبر بمنطقة الشبلي بالبليدة، وهي ترتدي الزي العسكري وتحمل سلاحا.
وعن تلك الفترة تقول أحريز: « تعرضت لتعذيب شديد و وحشي  من نهاية سبتمبر إلى نهاية ديسمبر، وكان الغرض من ذلك إرغامي على الاعتراف، لكنني بقيت متماسكة وصامدة، ثم نقلوني إلى سجن سركاجي وبعدها إلى سجن الحراش، ثم نقلت إلى فرنسا، وحولت على عدة سجون هناك، وحينها خضعت لعملية جراحية، ونقلت إلى سجن بوردو ثم تولوز.  وتحتفظ أحريز اليوم ببطاقة انخراطها في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني، وهي ترفض التعليق على الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إيمانا منها بأن الشعب الجزائري قادر على رفع التحدي، مثلما تحدى الاحتلال الفرنسي، و قام بالثورة وفاز فيها على المستعمر.                             
لطيفة/ب

المجــاهدة غنيمــة خالــدي المكلفـة بالحراســة فـي الولايــة التـاريخيــة الثالثــة
كنت أتنقل ليلا في الأدغال و الجلادون فشلوا في استنطاقي
تتمتع المجاهدة والمناضلة في صفوف جبهة التحرير الوطني غنيمة خالدي، البالغة من العمر 83 عاما ، بمكانة كبيرة لدى كل من يعرفها في منطقة القبائل، لأنها  إحدى بطلات الجزائر و لعبت دورا رياديا من خلال مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية ،أدت واجبها الوطني إلى جانب زوجها الذي وقفت معه جنبا إلى جنب لمحاربة العدو الفرنسي، فكانت سندا قويا له و للمجاهدين، حملت السلاح وحاربت في سبيل استقلال الجزائر و رفع الظلم عن الوطن وعن الجزائريين، وساهمت في أكثر من معركة أثبتت من خلالها شجاعة نادرة. تعرضت للاعتقال بعد الوشاية بها وذاقت كل أشكال التعذيب، ولم يثن ذلك من عزيمتها الثورية، فظلت صامدة و تحدت جلاديها بكل شموخ.
«نا غنيمة» كما يحلو للجميع أن يناديها احتراما و تقديرا لها، حظيت في اليوم العالمي للمرأة بتكريم خاص بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو من طرف جمعية أبناء و أرامل الشهداء بالولاية، فاقتربت منها النصر لتروي لنا تفاصيل خاطفة عن قصتها مع حمل السلاح وعملها في ساحة الفداء، فقالت محدثتنا أنها تحملت أصعب المسؤوليات،  دورها تمثل في حراسة المجاهدين ورصد تحركات جنود فرنسا وأيضا نقل الأموال من منطقة لأخرى، التحقت بالثورة التحريرية المظفرة منذ الفاتح من نوفمبر 1954، رفقة زوجها و سنها لم يكن يتجاوز آنذاك  19 عاما، واصلت كفاحها دون تردد إلى غاية نيل الجزائر لاستقلالها يوم 5 جويلية 1962.
 كانت مستعدة للتضحية من أجل وطنها، فعلى درب لالة فاطمة نسومر ناضلت المجاهدة غنيمة خالدي، رفقة نساء أخريات أغلبهنّ سقطن في ميدان الشرف، فحتى زوجها المجاهد الذي كانت تناضل إلى جانبه وساعدها  على الالتحاق بالثوار، استشهد سنة 1959، إلا أنها لم تستسلم لبطش الاستعمار، بل واصلت التحدي و التصدي له بكل عزم و شجاعة. تقول «نا غنيمة «كنت أجاهد مثل الرجال، أتنقل ليلا في الظلام الدامس من قرية إلى قرية ومن منطقة إلى أخرى في الولاية التاريخية الثالثة، عيني لا تنام أحمل سلاحي بين يدي و أقود أفواجا من المجاهدين أكون دائما في المقدمة لأضمن لهم الأمن» .
بعد سنوات قليلة من التحاقها بصفوف الثورة، تم إلقاء القبض عليها بعد الوشاية بها بناء على معلومات حول نشاطها الثوري ، وتقول محدثتنا أن جنود فرنسا اعتقلوها وهي  تحفر مخبئا للمجاهدين وكانت حينها رفقة نساء أخريات من قريتها «آث صدقة»، الكائنة بمرتفعات دائرة آث واسيف التي قدمت قوافل من الشهداء تجاوز 600 شهيد، وتروي  المجاهدة بأن فرنسا قامت في يوم واحد بقتل 45 مدنيا، بعدما سكبت الزيت الحارق فوق رؤوسهم وأضرمت النار بأجسادهم، قبل أن تقوم بإحراق القرية بأكملها وقضت على الأخضر و اليابس.
وخلال الفترة التي قضتها في سجن آث واسيف في منتصف الخمسينيات، ذاقت كل أنواع التعذيب و قد حاول جلادوها استنطاقها بماء الصابون والكي بالنار و الكهرباء و كانت تفقد وعيها من شدة التعذيب وروحها تفيض، لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة حول مكان تواجد إخوانها المجاهدين وحقيقة نشاطها بل أنكرت علاقتها بالثورة، وبعد ستة أشهر من السجن والتعذيب، تمكنت من الهروب ليلا بمساعدة أحد الحراس الجزائريين لينقلها المجاهدون إلى قرية تيقمونين .
ورغم ما ذاقته من أشكال التعذيب الجهنمي، إلا أنها عاودت الصعود للجبل، لتلتحق من جديد بصفوف الثورة، تاركة ابنها الوحيد البالغ من العمر عامين عند أقاربها إلى غاية الاستقلال.
 جرحها لم يندمل بعد، فالثورة أخذت منها زوجها و العديد من أفراد عائلتها لتضيف إلى القائمة الطويلة بعد الاستقلال فلذة كبدها الوحيد الذي عاشت لأجله. شاءت الأقدار أن يحصد إرهاب الطرقات روحه ليترك لها أربعة أيتام تتكفل برعايتهم ، ورغم آلامها إلا أنها أبدت فرحتها بنيل الجزائر للاستقلال الذي انتزعه المجاهدون والشهداء من فرنسا الاستعمارية بعد سبع سنوات و نصف من الحرب التي كلفتها أغلى ما لديها، ولم تندم يوما على ما قدمته من تضحيات في سبيل الحرية ، بل واصلت نضالها بعد الاستقلال في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني و لا تزال وفية له ومناضلة في صفوفه رغم تقدمها في السن.                                  

سامية إخليف

مصورة رويترز الجزائرية زهرة بن سمرة للنصر
صورت 400 جثة في مجزرة رايس وأنا أبكي  و  المهنة  أنستني أنني إمرأة
سلاحها آلة التصوير وثقت من خلالها معظم الحروب و الأزمات الأمنية التي شهدتها المعمورة في العشرين سنة الأخيرة، فاقتنصت صورا فوق العادة تروي آلام و آمال شعوب العالم، ما جعلها تصنف ضمن أحسن 100 مصور في القرن العشرين.. هي المصورة الصحفية في وكالة "رويترز" زهرة بن سمرة ابنة الجزائر  التي كانت أول من  وثق أحداث العشرية السوداء، تروي لـ"النصر" فصولا تكشفها لأول مرة عن حياتها المهنية ومواكبتها لأحداث قلبت موازين العالم.
حاورتها  : ياسمين بوالجدري
أخبرينا في البداية كيف اقتحمت مجال التصوير الصحفي؟
دخلت مجال التصوير و عمري 20 سنة، و قد عملت في البداية بالمتحف الوطني للفنون و التقاليد الشعبية بالقصبة، و قد كان ذلك في أواخر الثمانينات و بداية التسعينات، لكن بعد الانفتاح الإعلامي قررت العمل في الصحف المستقلة التي صدرت و كان أولها "لوبسيرفاتوار" التي كانت تصدر في تلك الفترة، ثم انتقلت إلى "لوجون أنديبوندون" و بعدها في الوطن الناطقة باللغة الفرنسية، و كل ذلك كان بين سنتي 1992 و 1997، قبل أن التحق بوكالة الأنباء العالمية "رويترز".
تزامن عملك في الصحف الجزائرية مع العشرية الدامية التي عاشتها الجزائر، كيف استطعت كامرأة الصمود أمام التهديدات و الاغتيالات التي طالت الصحفيين في تلك الفترة؟
في الواقع لم تكن هناك أية مشكلة أمام الصحفية و المرأة في العمل بالجزائر، لكن الأمور تغيرت في سنوات الإرهاب، حيث حاول المتطرفون الغلق على النساء و إجبارهن على ارتداء الحجاب، و قد كانت ردة فعل المرأة تعتمد على مدى قوة شخصيتها، فإن قبلت يتم السيطرة عليها.. بالنسبة لي فرضت نفسي كامرأة صحفية مصورة مثل الكثير من الصحفيات في تلك الفترة و أذكر من بينهن الصحفية سليمة تلمساني بجريدة "الوطن".

كنت أول عربية صورت الحفرة التي إحتمى بها  صدام

لقد كانت التهديدات تطال الجميع في تلك الفترة، لكننا اتكلنا  على الله الذي سترنا، و قد كنت أول مصورة صحفية في الصحافة المستقلة، تغطي الأحداث التي دارت خلال سنوات الإرهاب.
ما هي الصورة التي التقطتها في العشرية السوداء و لا تزال عالقة في ذهنك؟
التجربة الأولى كان لها أثر كبير علي، فقد كنت لا أزال شابة في بداية العشرينات عندما صورت لأول مرة قرابة 400 جثة لمدنيين الكثير منهم أطفال و نساء ذبحوا بوحشية في مجزرة "رايس" سنة 1997.. لقد كان المشهد مريعا و صادما.. لا أخفيك لم يكن ذلك سهلا و أحسست أني تزعزت في داخلي.. التغطية الثانية التي أثرت في كثيرا هي عند تصوير ضحايا تفجير سيارة مفخخة بشارع عميروش قرب مركز أمن بالجزائر العاصمة.
في تلك اللحظات المؤلمة، هل منعتك مشاعرك كإنسانة من اداء عملك؟
صحيح أني بكيت و تأثرت كثيرا لما شاهدته، لكن مشاعري الإنسانية لم تمنعن من أداء عملي كصحفية مصورة، فقد كنت واعية بأن علي أن أكون شاهدة على التاريخ و العمل لتوثيق ذاكرة الجزائر لكي يعلم العالم ما الذي يفعله الإرهاب في الشعوب.. مع مرور السنوات و اكتساب الخبرة تعلمت أن أنسى أني امرأة أثناء ممارسة مهنتي.
كيف فتحت لك الأبواب للعمل في وكالة "رويترز" العالمية؟
في الحقيقة، لاحظت الوكالة تغطيتي لأحداث السنوات الأولى للإرهاب التي شهدتها الجزائر، و طلبت مني أن أعمل معها بالقطعة فوافقت و كان ذلك سنة 1997، حيث استمريت في تغطيتها، و مع استتباب الأمن في البلاد منذ سنة 2000، قررت "رويترز" توظيفي للعمل في خارج الجزائر، و بدأت في تغطية الحروب الدائرة في العالم.
ما هي الحروب التي قمت بتغطيتها عبر بؤر التوتر في العالم؟
على اعتبار أني اكتسبت خبرة خلال الأزمة الأمنية بالجزائر، اعتمدت علي وكالة "رويترز" في تغطية حروب و نزاعات كثيرة عبر العالم لا يمكنني أن أعدها كلها ، لكن أهمها النزاع المسلح في كوسوفو، و حرب لبنان سنة 2006 بين اسرائيل وحزب الله ، غطيت أيضا قضية الصحراء الغربية، و الاضطرابات الأمنية بباكستان و كذا القتال بين الجيش و الميليشيات في الكونغو و أزمة دارفور بالسودان، إضافة إلى الصراع بين طالبان والأمريكان بأفغانستان، و كذا إسقاط  نظام صدام بالعراق،  التي دخلتها أسبوعا فقط بعد سقوط بغداد قبل إعدام صدام حسين، و قد صورت حينها الحفرة التي وُجد مختبئا بداخلها بتكريت، بعد القبض عليه بساعات و كنت العربية الوحيدة التي قامت بذلك، كما عملت في الثورة التونسية و غطيت الاقتتال الدائر في ليبيا، دون أن أنسى سوريا.

غادرت سوريا بعد أسبوع من دخولها لأن حياتي كانت مهددة

تجربتك في سوريا كانت مختلفة كثيرا عن كل ما غطيته و قد اضطررت للخروج منها بعد أيام إثر محاولة قتلك.. لماذا كانت سوريا الاستثناء؟
في الحقيقة خلال جميع تغطياتي للحروب، كان هناك دائما جهة تضمن لنا الحماية و كنا نعمل ببدلات واقية من الرصاص و بسيارات مصفحة، كما كان مصدر الخطر معروفا بالنسبة لنا، لكن في سوريا التي دخلناها سنة 2011 كل شيئ اختلف، هناك لم نستطع أن نثق في أي جهة و أن نعمل تحت حمايتها، و قد كانت جميع أطراف النزاع مسلحة و خطيرة، إلى درجة أننا دخلنا قرية صغيرة أهلها منقسمون و يتقاتلون فيما بينهم، و الأخطر أني و فريق العمل دخلنا بطريقة سرية، بما يعني أن النظام السوري أيضا قد يستهدفنا.
كنا بين نارين و اضطررنا للخروج بعد أسبوع، بعد أن أصبحت حياتنا مهددة فعلا، فالموت يتتبعك هناك جوا و برا، حتى في ليبيا لاقينا مشاكل في العمل لكن ليس بهذه الخطورة.

تخفيضات مغرية و عروض تجارية خاصة
محلات تجارية و وكالات خدماتية تنفتح على التسويق المناسباتي في عيد المرأة
ضبطت العديد من المجمعات التجارية و المحلات الكبرى، بالإضافة إلى الوكالات الخدماتية  بالعديد من المدن الجزائرية، برنامجا خاصا بعيد المرأة، حيث أعلنت عن تخفيضات هامة في أسعار المنتجات و تحفيزات خدماتية مغرية، لفائدة شريحة النساء تحديدا، و ذلك لمواكبة الاحتفال بعيد المرأة، الذي عكس هذه السنة انفتاحا ملموسا للتجار الجزائريين على الاستثمار المناسباتي. عيد المرأة، المناسبة التي طالما ارتبطت في مدننا بالتكريمات و الحفلات الراقصة، جاءت هذه السنة بحلة مغايرة نوعا ما، حيث تم تخصيص حيز تجاري و خدماتي هام للنساء، على مستوى مختلف نقاط التسوق، خصوصا بالمدن الكبرى، على غرار قسنطينة، العاصمة وهران، سطيف و غيرها، خلافا للعادة، وهو ما استحسنته الزبونات اللائي اعتبرن هذه الخطوة ترويجا لصورة حضارية عن فكر تجاري متجدد، يعكس تحسنا في نوعية المعاملات مع الزبائن.
 المجمعات التجارية الكبرى هي الأكثر مشاركة، حيث عرضت مختلف محلاتها تخفيضات على أسعار المنتجات الخاصة بالنساء، من ملابس و أحذية و عطور و مستحضرات تجميل و غيرها، وصلت الى نسبة 50 في المائة من السعر الأصلي للمنتجات، بينما أعلنت مؤسسات النقل عن طريق الترامواي، عن مجانية استخدام الوسيلة بالنسبة للنساء، في حين أعلنت بدورها مختلف الوكالات الخدماتية عن عروض مغرية، فالفنادق  خصصت جلسات استرخاء و تجميل و علاج للبشرة لفائدة النساء، مقابل أسعار جد مغرية، بينما راسلت شركات الاتصالات زبوناتها مهنئة إياهن بعيدهن.  معاملة خاصة حظيت بها مختلف زبونات المراكز و المحلات التجارية بقسنطينة، خصوصا على مستوى نقاط البيع التابعة لكبريات الماركات العالمية، التي أعلنت بدورها عن تخفيضات مغرية، بينما قدمت محلات العطور و التجميل، التابعة لإحدى الماركات التركية هدايا صغيرة خاصة، لكل زبونة تقتني شيئا من رفوفها، كما أعلنت عن برمجة جلسات تجميل و حلاقة مجانية، يشرف عليها خبراء تجميل تابعين لها،  للراغبات في خوض التجربة.
ن/ط     

حفلات متنوعة لإحياء لليوم العالمي  للمرأة بقسنطينة
تم تنظيم حفلات غنائية بجميع المؤسسات الثقافية لولاية قسنطينة، احتفالا باليوم العالمي للمرأة، و قد تنوعت الحفلات بين طابع العيساوة و المالوف و الأغنية العصرية، و الدخول مجاني أو بدفع مبلغ رمزي يتراوح ما بين 100 دينار و 500 دينار.
في قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة نشط الفنان خالد وليد، والشاب ديدين و الشاب العربي شوشان  حفلا من تنظيم مديرية الثقافة للولاية ، أما في المركز الثقافي ابن باديس، فقد نشط كل من الشاب ماسي، الشاب لحسن، و الشاب سامي والشاب جليل، حفلا عصريا من تنظيم الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية.
و في قصر الشيخ أحمد باي تم الاحتفاء بالمرأة ضمن حفل مجاني من طابع العيساوة من إحياء فرقة غزلاوي فاتح، حيث استرجعت الفرقة طقوس الطرق الصوفية العيساوية في المدينة في أجواء بهيجة.   أما الفنان حمد بن خلاف، فقام بإحياء حفل فني في دار الثقافة مالك حداد من تنظيم دار الثقافة. و في قاعة العروض الكبرى أحمد باي نظم حفل كبير من إحياء الشاب خلاص، و الشاب غزال، إلى جانب الشاب بابو ، من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام.                      

ح.د   

مشاركة نسائية واسعة في الصالون الوطني السادس لإبداعات الشباب بقسنطينة
افتتح، أمس بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة الصالون الوطني السادس لإبداعات الشباب ، والذي سيدوم إلى غاية الـ12 من الشهر الجاري، بمشاركة عارضين من مختلف البلدان العربية والولايات الداخلية، كما تم تكريم نساء موظفات في مختلف القطاعات بالولاية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس. الصالون الذي أشرف على افتتاحه والي الولاية مرفوقا بالسلطات المحلية، ينشطه نحو 60 عارضا من مختلف ولايات الوطن و من بعض البلدان العربية والإفريقية كتونس فلسطين والسنغال، و تميز بمشاركة واسعة للعنصر النسوي في شتى المجالات، حتى تلك التي تعد حكرا على الرجل كالزخرفة والنقش على الرخام وفن الهندسة الإسلامية، حيث تم عرض إبداعات الشباب التي تبرز الموروث الثقافي الذي تتميز به كل ولاية في مجال الطبخ من أطباق وحلويات تقليدية، إلى جانب الألبسة، الحلي، الأفرشة، الأواني الفخارية، و اللوحات الفنية، وغيرها من المنتوجات المصنوعة بأنامل شباب مبدع، كما لم يقتصر الصالون على عرض إبداعات الشباب في الحرف التقليدية فحسب وإنما حتى المنتوجات العصرية وفي مختلف المجالات.
وقد تم تكريم على هامش افتتاح الصالون وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس موظفات في سلك الأمن، الصحة والتربية وكذا منتخبات بولاية قسنطينة.
أسماء بوقرن

بعد أن كانت حكرا على مطلقات ومسنات
شابات يكسرن حاجز الشعور بالنقص في مهنة عاملة نظافة
لم تعد مهنة عاملة نظافة ، مقترنة بالنساء المسنات، بعد تهافت شابات لا ينقصهن شيء من الجمال و الأناقة و المستوى الاجتماعي و حتى العلمي، على هذا النشاط الذي باتت الكثير من الفتيات لا يشعرن بحرج في ممارسته، كما لا يجدن دافعا لإخفاء طبيعة عملهن عن الجيران و الأقارب، مثلما كان عليه الأمر سابقا، حيث كانت المهنة تدخل في نطاق "العيب" و المهنة المنحطة التي تحيطها صاحبتها بالكثير من السرية، في حال اضطرتها الظروف إلى اللجوء لامتهانها.
المهنة التي كانت مقرونة إلى وقت قريب  بمسنات، عادة ما يكن من الأرامل أو مطلقات لا يملكن أي مؤهلات، باتت اليوم تستقطب الشابات، هذا على الأقل ما لمسناه من خلال تحدثنا مع عاملات في مقتبل العمر، أكدن اختيارهن لهذه المهنة عن اقتناع، خاصة بالمؤسسات التربوية و الجامعات و الشركات العمومية، لأنها تضمن حقوقهن أكثر من القطاع الخاص أو الخدمة في البيوت و تمنحهن راتبا منتظما يحفظ كرامتهن و كرامة عائلاتهن، على حد تعبير بعضهن.
بداية استطلاعنا كانت من جامعة قسنطينة 3، أين التقينا بعيّنات لم تتجاوزن العقد الرابع، و نساء من مختلف الفئات منهن المطلقة و الأرملة و المتزوجة و العازبة، اخترن جميعهن عن اقتناع، عملا لا يجدن فيه ما يبعث على الخجل، طالما يكسبن قوتهن من عرق جبيهن، و يحفظ لهن كرامتهن، كما تفاجأنا بعاملات تتمتعن بالأناقة و الثقة في النفس، مما جعلنا ندرك بأن المهنة لم تعد قرينة الفاقة والحاجة والظروف القاهرة، بل تحوّلت إلى وظيفة كغيرها من الوظائف التي تفضل الكثيرات امتهانها، بدل البقاء دون عمل أو مصدر دخل محترم، مثلما علّقت إحدى العاملات اللائي التقينا بهن بمكتب المسؤولة عنهن، و التي اعتبرت بأن المؤسسات باتت تشترط مستوى معيّنا و مقاييس محددة، على رأسها حسن المعاملة و روح المسؤولية و الأمانة، كما يتم تعيينهن و ترسيمهن في الوظيفة، بعد امتحان شفوي، جعلهن يشعرن بثقة أكبر في أنفسهن، لأنهن تمكن من الفوز بمنصب عمل، فشلت أخريات في الحصول عليه من جهة، و ضمان مرتب شهري و اشتراك منتظم بصندوق الضمان الاجتماعي كأي وظيفة أخرى، من جهة ثانية.
الصورة السلبية عن عاملات النظافة تغيّرت، حسب من تحدثنا إليهن، مما شجعهن على خوض هذا المجال الذي كان في ما مضى بمثابة وصمة عار بالنسبة لأفراد العائلة، الشيء الذي كان يجعل الأم أو الزوجة أو الأرملة الممتهنة لها، تكره ما تقوم به و تتمنى إخفاء طبيعة عملها عن الجميع، غير أن نظرة المجتمع تغيّرت و بات ينظر لهذه المهنة، كأي مهنة أخرى تضمن مصدر رزق حلال و حقوقا أخرى عديدة.
أم هيثم في عقدها الرابع، قالت أن العمل مهما كان نوعه لا يعيب صاحبه، وخير له أن يشقى من أن يتسوّل أو يرتكب أعمالا إجرامية أو لا أخلاقية، و ذكرت بأن مهنة عاملات النظافة، أصبحت منظمة و مقننة أكثر ببلادنا، و هو ما حفزها على ممارستها و الافتخار باستقلاليتها المادية و إسهامها في تلبية متطلبات أفراد أسرتها، دون اللجوء إلى اقتراض المال من أحد أو انتظار صدقات المحسنين لإعالة أسرتها.
زميلتها المطلقة أم لأبناء ثلاثة، قالت بأنهم يفتخرون بها، لأنها أم حنون و امرأة مكافحة، عملت ما في وسعها لتجنيبهم الفقر و العوز، مضيفة بأنها جرّبت العمل بشركة خاصة، لكنها اختارت الانتقال للعمل بالجامعة، بمجرّد ما سنحت لها الفرصة، لتأكدها منذ البداية من توّفر الاحترام و تقدير الزملاء لها، و هو ما وجدته فعلا، مثلما أكدت، في إشارة إلى ارتياحها في عملها.
صعوبة أخذ القرار و بكاء في اليوم الأول
رغم إجماع عاملات النظافة اللائي التقينا بهن على تغيّر نظرة الكثيرين لهذه المهنة، إلا أنهن لم ينفين شعورهن بشيء من الأسى و الحزن خلال اليوم الأول من العمل، و كان رد فعل أغلبهن متشابها تقريبا، من حيث نوبة البكاء التي انتابتهن في ذلك اليوم و خجلهن من الظهور أمام الناس و هن تحملن بين أيديهن مكنسة أو منشفة تنظيف الأرضيات، حيث ذكرت إحدى العاملات، بأنها لم تكن تظن بأنها ستمارس هذا العمل في حياتها، غير أن ظروفها القاسية حملتها إلى قبول عرض العمل الذي لم تتحصل عليه بسهولة، مردفة بأنها بكت كثيرا في أول موعد لها بمهنتها الجديدة، لكنها مع مرور الوقت تعوّدت عليها، و قد ساعدها في ذلك، طيبة و تفهم زميلاتها في العمل، و إدراكها لأهمية منصبها الذي ضمنت من خلاله، الكثير من الحقوق التي لم تكن تتوّفر عليها عند الخواص، و بشكل خاص الاشتراك في صندوق الضمان الاجتماعي، عكس ما عانته في تجربتها مع الخواص، أين صدمت بعد مدة من الزمن قضتها في العمل طيلة أيام الأسبوع تقريبا،  بعدم تصريح رب العمل بها كموظفة بشركته، لدى صندوق الضمان الاجتماعي.
زميلتها الأرملة قالت من جهتها، بأنها لم تكن تتوّقع هي الأخرى اتباع نفس مسار والدتها التي سبقتها إلى هذه المهنة، لكنها على عكس رفيقتها في العمل، لم تكن تجد في ذلك عيبا، بل كانت منذ صغرها، تعتبر وظيفة والدتها مهنة شريفة، لأن كسبها حلال، و أنها تشعر براحة عند قبض راتبها بداية كل شهر، لأنها استحقته بعد جهد و تعب.
توقيت العمل يناسب ربات البيوت
رغم رفض بعضهن لهذه المهنة في البداية، إلا أنهن بمرور الوقت، يتعوّدن عليها و يرفضن التخلي عنها لخوض تجربة مهنية أخرى، كالعمل في الإدارة مثلا، مثلما حدث مع بعضهن، بسبب أوقات العمل التي اعترفن بأنها مناسبة جدا و تساعدهن كربات بيوت، و تمنحهن فرصة التواجد بالبيت مع أبنائهن و تجسيد واجباتهن على أحسن وجه و بارتياح أكبر، مع ضمان دخل مادي منتظم.
و قالت إحدى العاملات بأنها شعرت بالخجل في البداية، و كانت تحاول العمل في الخفاء، و تتستر حتى لا يراها المترددون على المكان، خشية أن يكون من بينهم أحد معارفها أو جيرانها، غير أن عامل الزمن و احتكاكها بزميلات كثيرات لها في هذا المجال، منحاها الثقة و جعلها تتصرّف بتلقائية أكبر، كما تخلصت من عقدة النقص، خاصة  بعد انتشار شركات توظيف عاملات النظافة و تهافت الراغبات في الحصول على عمل عليها، فباتت بمثابة حلم بالنسبة للمعوزين، و معدومي الدخل.
و قالت موظفة أخرى بأن راتب زوجها لا يكفي لسد متطلبات الأسرة، الشيء الذي دفعها للخروج للعمل بموافقة زوجها الذي لم يجد مانعا في ممارستها لهذه المهنة. نفس الشيء بالنسبة لأبنائها الذين يفرحون بما توّفره لهم، كما باتت تشعر براحة و بقيمة أكبر و هي تساهم في مصروف البيت و تتمكن من تجاوز المشاكل المادية الخانقة التي كانت عائلتها تتخبط فيها من قبل.
و عبّرت الموظفات عن ارتياحهن عند رؤية أبنائهن يرتدون ملابس جديدة و أنيقة كأترابهم، و لا يشعرون بالنقص أمام زملائهم بالمدرسة، مؤكدات بأن أبناءهن لا يجدون حرجا، و لا مشكلة في الحديث عن عملهن أمام الجيران و الأصدقاء.
أناقة و هواتف نقالة آخر صيحة
وجهتنا الثانية،  كانت نحو مقر شركة عمومية  بوسط المدينة، أين تحدثنا مع عونتي نظافة لم يتجاوز عمرهما 35 سنة، حيث أكدت إحداهما بأنها متحصلة على شهادة تكوينية في مجال الميكانيك و تسعى اليوم لاجتياز امتحان البكالوريا، كمترشحة حرة ، لأنها تحلم بدخول الجامعة و متابعة ما حرمتها ظروف سابقة من تحقيقه، قائلة بأن ذلك لم يمنعها من طلب العمل لتوفير تكاليف الدراسة و مصدر رزق لها و لابنتها. و تحدثت عن المعاناة التي تسبب فيها شقيقها الأكبر الذي أجبرها على الزواج و هي في الطور الثانوي، بعد وفاة والدها و انصياع والدتها لأوامر شقيقها الذي اختار الهجرة إلى الخارج، تاركا إياها تعاني كل أنواع الإهانة و المشاكل مع زوج متسلّط و بطال لا يترّدد في تعنيفها، كلما احتاج إلى المال. الشيء، الذي دفعها على مواجهة عائلتها و طلب الطلاق و الخروج للعمل لإعالة ابنتها الوحيدة، و كلها طموح في تحسين وضعها المادي و المهني مستقبلا، مؤكدة بأنها تستمد ثقتها من شخصيات ناجحة سبقتها لهذا العمل، و تحدت الصعاب و تحوّلت إلى شخصيات مشهورة تفتخر بماضيها، لأنها صنعت نفسها و اسمها بقوة عزيمتها. هذا ما تحاول إظهاره من خلال محافظتها على أناقتها، كلما انتهت من عملها، حيث لا يكاد يعرفها حتى الزملاء بذات الشركة، و الذين لم يتمكنوا مثلها من امتلاك أشياء و أغراض غالية، مشيرة إلى هاتفها النقال الذي قالت بأنها دفعت ثمنه بالتقسيط، حتى لا تشعر بالنقص، على حد تعبيرها.
نفس الشيء أكدته عاملة نظافة  في مؤسسة عمومية أخرى في عقدها الثلاثين،  قائلة بأنها تحرص على أناقتها مثلما كانت تفعل قبل أن تمارس هذه المهنة، التي اختارتها، كما قالت، عن اقتناع، و هي غير مستعدة لتغييرها، لأنها تعمل في مكان تحظى فيه باحترام الزملاء من  نساء و رجال ، مردفة بأن مهنتها لم تمنعها من أن تكون أنيقة كباقي النساء الموظفات و الإطارات و تشعر بالراحة، كلما رأت غيرها من النساء يتسولن  أو يقمن بأعمال مشينة لأجل الحصول على المال، في حين تكافح هي لأجل كسب لقمة عيش حلال، تحفظ كرامتها و كرامة شقيقتها.
استطلاع مريم/ب

صالون وطني للفنانات التشكيليات بقسنطينة
افتتح أمس  بدار الثقافة مالك حداد الصالون الوطني الأول للفنانات التشكيليات بقسنطينة، تحت شعار "أنامل هن"  بعرض أعمال فنية لرسامات و فنانات تشكيليات ينحدرن من المدينة ، تعبر عن الاهتمامات المختلفة للمرأة القسنطينة والجزائرية، خاصة ما تعلق برؤيتهن للحياة وآمالهن في مجتمع يسوده العدل والأخوة.
و جمع المعرض أعمالا لـ17 فنانة قسنطينية من مدارس  و أجيال مختلفة، حيث نجد الفنانات المعروفات على غرار ميمية ليشاني، بن دالي حسين شفيقة، بالإضافة لأعمال فنانات شابات مثل سهام صالحي و سامية فيلالي. وحملت اللوحات الفنية المعروضة، عناوين شعرية جميلة بينت  قدرة التشكيليات  القسنطينيات على الإبداع في مختلف المدارس الفنية،  على غرار التعبيرية والسريالية والتصويرية والتكعيبية والتجريدية، وقد استلهمت العديد من المواضيع من  البيئة والتراث والطبيعة، إلى جانب لوحات عبرت عن معاناة المرأة في العصر الحاضر، من خلال الاستعانة باللون الأسود الذي اعتبر خلفية لعديد اللوحات المعروضة.
وركزت الرسامات القسنطينيات على إبراز الزي القسنطيني، باعتباره هوية تميز المرأة القسنطينية فظهرت الملاية و لباس وسط الدار في البورتريهات المعروضة.
ح.د
الباحثات يحتفلن بعيد المرأة بمناقشات علمية
 التقت أمس الباحثات الجزائريات في ميدان الإعلام الآلي في يوم علمي نسوي يدرس البحوث و المستجدات في الإعلام الآلي و يتطرق لتجارب  النساء الجزائريات المطورات للبرمجيات و لتقنيات الإعلام الآلي في بلادنا.
خلال الملتقى الدولي الذي نظم أمس بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، تطرقت الباحثات العربيات والجزائريات لمدى التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في ميدان الإعلام الآلي، و عرضن تلك التجارب و شرحنها للمطورات الجزائريات.
هؤلاء المطورات الجزائريات اللائي قدمن رسائل دكتوراه في ميدان الإعلام الآلي و فروعه المختلفة، التقين بباحثات عربيات معروفات على غرار شيراز لعتيري من جامعة منوبة بتونس، التي قدمت آخر المستجدات المعلوماتية في العالم ، و زبير سهام من المغرب التي تطرقت في مداخلتها إلى  حقول المعلومات و أسرارها.
و أبرزت المشاركات أهم ما توصلن إليه من نتائج في أبحاثهن، خاصة في ما تعلق بجانب الأمن المعلوماتي والتخزين وحفظ الملفات عن طريق تقنية " معلوماتية  السحاب" و طريقة البحث عن المعلومات عبر الانترنت بالطريق الحديثة.
أستاذة الإعلام الآلي  بقسنطينة سامية شيخي، اعتبرت بأن تنظيم الملتقى العلمي بمناسبة عيد المرأة، هو تكريم للمرأة الباحثة، بعيدا عن صخب الغناء و إبراز قدرة المرأة الجزائرية على البحث ومساهمتها في التطور التكنولوجي، حيث أكدت لنا بأن هذا الملتقى ينظم دوريا بمناسبة عيد المرأة و قد بلغ طبعته الخامسة في السنة الجارية.
ح.د

شاعرات سيرتا في أمسية نسائية
ألقت أول أمس  ثلاث شاعرات قسنطينيات قصائدهن الشعرية أمام حضور نسوي و تطرقن من خلالها إلى حياة المرأة في المجتمع الجزائري وذلك خلال أمسية شعرية نظمتها دار الثقافة مالك حداد، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. في إطار  نشاطات نادي سها للقراءة، ألقت كل من الشاعرة ليلى لعوير، والكاتبة هاجر شويط، والشاعرة آسيا كودي قصائد شعرية جميلة صفقت لها النساء الحاضرات.
الشابة هاجر شويط في كلمتها بالمناسبة ، شكرت كل نساء العالم على الإضافات الجميلة التي أضفينها على الحياة، واعتبرتهن مناضلات يكرمهن عملهم كل يوم، ولا يحتجن ليوم واحد للاعتراف بالجهود التي يبذلنها، فذكرت الأصناف والمهن التي نجحت فيها المرأة الجزائرية و قدرتها و حسها المهني الكبير. الشاعرات القسنطينيات قدمن قصائد حاولت بدورها الاحتفاء بحواء و تمجيد ما تقوم به في الحياة اليومية، باعتبارها السند الحقيقي الذي تقوم عليه أسس الحضارة والرقين وسط تصفيقات الجمهور النسوي الذي حيى الشاعرات وأثنى على قصائدهن.
ح.د

                                                                                                                        

الرجوع إلى الأعلى