كشف المدير العام لمجمع «إميتال» المختص في التعدين والبناء والصلب كمال جودي، بعنابة أمس الأربعاء، عن مفاوضات مع شركتي «رونو» و «بيجو» الفرنسيتين لصناعة السيارات، من أجل إمدادهما بقطع الغيار الثقيلة، مشيرا إلى قيام وفد من شركة «رونو الجزائر» بزيارة إلى مركب الحجار مؤخرا، للتباحث حول الموضوع مع المسؤولين، وتفاصيل توفير الطلبيات مستقبلا، وتلبية احتياجات مصنع «رونو» بوهران، و كذا مصنع «بيجو» المنتظر إنشاؤه بغرب البلاد في إطار الشراكة.
وأوضح جودي لدى تنشيطه لقاء صحفيا بمركب الحجار أمس، بأن الاتفاقيات التي ستوقع مع عملاقي صناعة المركبات في العالم، هدفها إدماج الصناعة الوطنية للحديد والصلب مع نسيج الصناعات الثقيلة، تنفيذا لاستراتيجية الدولة الرامية الى تحويل وحدات تركيب السيارات والمركبات نحو الصناعة المحلية ومساهمتها في توفير احتياجات الشركات المصنعة.
وأعلن المدير العام لمجمع «إميتال» عن ضخ وزارة الصناعة خلال الأسبوع الجاري بموافقة من الحكومة، لمبلغ 600 مليار سنتيم بمركب الحجار، لجلب المواد نصف المصنعة من الخارج و إعادة إنتاجها محليا، بهدف تشغيل وحدات المركب غير المرتبطة بالمنطقة الساخنة والمتوقفة عن النشاط، وتغطية أجور العمال وإعادتهم للنشاط، بعد أشهر من البطالة التقنية.وتحدث جودي عن برنامج لإعادة تأهيل وتجديد شبه كامل لوحدات مركب الحجار، الذي سيدخل مرحلة التجارب نهاية شهر ماي المقبل «كمركب جديد»، و أورد بأن المجمع «إميتال» استغل بعض شركاته في عملية التجديد لتسريع الأشغال من جهة، منها شركات «بروماك»، «فوندال»و «ميبيلد» من أصل 20 شركة مختصة في مجال الحديد والصلب والبناء، و لتحقيق أرباح من جهة أخرى، مؤكدا بأن الدولة التزمت بضخ نحو 600 مليون دولار لتجديد جميع الوحدات، و ليس الفرن العالي فقط. وطمأن المتحدث بأن الغلاف المالي المرصود لبرنامج الاستثمار كاف في الوقت الحالي، و أرجع تأخر إنهاء أشغال التجديد إلى صعوبات اعترضت الشركات الأجنبية المتخصصة في تأهيل المناطق الساخنة ومركبات الحديد والصلب، منها الاصطدام بوجود 1300 طن من الحديد الجامد بالفرن العالي استغرقت عملية إزالته 45 يوما، محملا الشريك الأجنبي مسؤولية عدم الصيانة واستهلاك جميع طاقة الوحدات طيلة 7 سنوات إضافية دون استثمار.
وذكر المدير العام للمجمع بأن وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب طلب من مجلس مساهمات الدولة تخصيص حيز في اجتماعها المقبل لمركب الحجار، لتقييم الوضعية الحالية مقارنة بالأهداف المسطرة.
وفي رده على سؤال يتعلق بتأخر عملية إنهاء تحويل الأسهم من الشريك الأجنبي إلى الطرف الجزائري من أجل المرور لمرحلة إعادة الهيكلة، قال جودي «نحن نقوم بتقييم وضعيات الشركات الثلاث التي أممت، من أجل تحديد قيمتها الحقيقية في السوق، خاصة وأن هناك شركات استلمناها في وضعية كارثية» و فند إشاعات مطالبة الشريك الأجنبي للحكومة الجزائرية بمستحقاته عن الطريق العدالة.    وشدد جودي على التزامه بمتابعة سير مخطط الاستثمار بمركب الحجار، من خلال زيارته دوريا، وعقد لقاءات مع المسؤولين والشركات المكلفة بالإنجاز، لتجاوز العراقيل الموجودة وايجاد حلول سريعة. و في سؤال للنصر حول توفير المواد الأولية للمصانع الثلاثة المختصة في الحديد والصلب (الحجار، بلارة بجيجل، وبطيوة بوهران) أوضح بأن التكنولوجيات الجديدة للأفران الكهربائية تعتمد على مواد خام نظيفة تتمثل في « الحبيبات الحديدية» التي يتم استيرادها من الخارج في انتظار استغلال منجم غار جبيلات، التي تتميز نوعية الحديد الخام فيه بجودة عالية، عكس منجمي الونزة و بوخضرة بتبسة، اللذين يكون الحديد الخام فيهما ممزوجا بالتراب، موضحا بأن الدولة لم تتخل عن المنجمين و قامت بضخ غلاف مالي لتأهيل عتادهما، بهدف الحفاظ على مناصب الشغل.           حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى