تسببت الأمطار المتساقطة ليلة أول أمس على مختلف مناطق ولاية بسكرة، في إلحاق أضرار مادية كبيرة بالعديد من السكنات  كما أثرت على وضعية الطرقات، و كشفت عن عيوب التهيئة الحضرية عبر المدن، التي شهدت سيولا جارفة. فقد أدت الأمطار إلى تصدع عشرات السكنات الهشة على مستوى بعض البلديات خاصة بسيدي عقبة الحوش والفيض، أين غمرت المياه معظم السكنات، كما عرقلت حركة سير المركبات عبر بعض المحاور الرئيسة، منها الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين بسكرة وزريبة الوادي.
و حاصرت السيول أصحاب المركبات بفعل تجمع المياه بكميات معتبرة لعدم فعالية البالوعات وانعدامها في الكثير من الطرقات والشوارع،  كما تفاقمت الوضعية بالمناطق التي تعرف تدهور وضعية شبكة الطرق الداخلية،  والتي تحولت إلى وديان ملأتها سيول و برك.و أدى انجراف التربة إلى توحل الشوارع والطرقات الأمر الذي فرض عزلة على السكان.
كميات الأمطار التي تساقطت بولاية بسكرة بلغت 37 ملم حسب مصالح الأرصاد الجوية، و منعت التحاق الفلاحين بمزارعهم  حسبما أكده بعضهم بمناطق كل من فيض السلة، الحمراء، الخفج والإخوة حرزلي بالجهة الشرقية للولاية.  التقلبات الجوية تسببت أيضا في وقوع خلل كهربائي بعاصمة الولاية ومدن طولقة و ليشانة وغيرها، بعد أن أدى سقوط صاعقة رعدية ببسكرة إلى  نشوب حريق بالمحول الكهربائي الكائن بطريق باتنة، إلى جانب سقوط عدد من الكوابل الكهربائية، ما دفع بأعوان مؤسسة سونلغاز إلى التدخل لإصلاح الأعطاب التي كانت سببا في انقطاع التيار شمل عدة مدن.
و قد سجلت مصالح الحماية المدنية 24 تدخلا منها ما تعلق بامتصاص المياه من السكنات التي غمرتها مياه السيول، و أفادت نفس المصالح أنها أنقذت 08 سائقين من مستعملي الطرقات، حاصرتهم مياه الأودية بكل من القنطرة و طولقة، كما تدخل أعوان الحماية المدنية لإطفاء حريق شب في حافلتي نقل جماعي بحي سيدي غزال بعاصمة الولاية.
و قد أكد المواطنون القاطنون بالسكنات الهشة الطينية في كل من عين الناقة و زريبة الوادي و الحوش تسرب المياه إلى سكناتهم خاصة عبر الأسقف المصنوعة من أشجار النخيل، كما حدثت التسربات بالأحياء السكنية المنجزة حديثا، خاصة في شقق الطوابق العلوية ومداخل العمارات بسبب عدم صلاحية الكتامة.
 تساقط الأمطار بقدر ما أثار مخاوف الآلاف من أصحاب السكنات الهشة و المهددة بالانهيار عبر معظم بلديات و قرى الولاية، فقد أعاد الارتياح للفلاحين ومربي الماشية، لكونها ستساهم في الرفع من منسوب المياه الجوفية وتحسن الوعاء الرعوي بعد مرحلة من الجفاف جعلت الثروة الحيوانية مهددة خاصة بمنطقتي الفيض و أولاد جلال حسب تأكيدات المربين.  
ع/بوسنة                   

الرجوع إلى الأعلى