المشاريـع التنمويـة تُعيق تجسيـد مخطـط المرور  بقسنطينــة
أكد وزير النقل بوجمعة طلعي، بأن تزايد وتيرة المشاريع التنموية بقسنطينة أدى لتفاقم مشكلة «الاحتباس المروري»، و أعاق السلطات المحلية في تجسيد المخطط المروري للمدينة، الذي أعدّه مكتب دراسات مختص في النقل الحضري، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة مستعملي طرقات الولاية.
و ذكر وزير النقل في رده على سؤال كتابي للنائبة البرلمانية عن جبهة العدالة و التنمية بولاية قسنطينة، مريم دراحي، حول استفحال ظاهرة الإختناق المروري و مصير خطي الترامواي نحو علي منجلي و الخروب، بأن المدينة تعتبر من أكبر المناطق الجزائرية التي تتميز بازدحام و حركية مرورية كبيرتين، نظرا لتميزها بكثافة سكانية عالية و وقوعها في منطقة تتميز بتضاريس صعبة، كما أوضح بأن المشاريع الكبرى التي استفادت منها قسنطينة خلال السنوات الأخيرة، على غرار الترامواي و الجسر العملاق و ملاحقه، و مشاريع إعادة الإعتبار للبنايات و الطرقات في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كان لها الأثر الأكبر في عرقلة السيولة المرورية، مما أثر سلبا على السلطات المحلية، بحسب تأكيد الوزير، في تجسيد مخطط المرور الذي أعده مكتب الدراسات «باتير» المختص في النقل الحضري و التابع لدائرته الوزارية.
و تابع طلعي بأن السلطات الولائية لقسنطينة و من أجل استدراك الوضع، سارعت إلى اتخاذ تدابير استعجالية، تمثلت في فتح الطريق الإجتنابي و غلق مفترق الطرق بحي زواغي سليمان، لإضفاء مرونة على السير عبر معبر ماسينيسا و المحور الرابط بمطار محمد بوضياف و المدينة الجديدة علي منجلي، كما تم فتح جسر صالح باي أمام حركة المركبات المتجهة من الجهة الشمالية للمدينة، نحو المناطق الغربية و الجنوبية لتفادي المرور على وسط المدينة، و غيرها من الإجراءات الأخرى، بحسب ما جاء في نص الرد.
و تطرق عضو الحكومة إلى استراتيجية الدولة في مجال الإعتماد على النقل المكثف عبر الترامواي و الحافلات و التيليفيريك، حيث ذكر بأن هذه الوسائل تعتبر من أهم الحلول التي أثبتت نجاعتها في القضاء على الازدحام المروري بالمدينة، لافتا إلى أن الترامواي لوحده ينقل أزيد من 30 ألف مسافر يوميا، كما أن عربات التيليفيريك الثلاثة و الثلاثون تنقل ما يقل عن 7 آلاف مسافر، في حين أن حافلات النقل العمومية تنقل أزيد من 15 ألف شخص، بحسب تأكيده.
و أضاف الوزير بأن مشروع تمديد خط الترامواي نحو المدينة الجديدة على مسافة تزيد عن 10 كيلومترات، انطلق في 25 جويلية من السنة الماضية، حيث يشرف على إنجازه مجمع مكون من مؤسسات أجنبية و وطنية، مشيرا إلى أن الدراسات الأولية أعدّت بالتنسيق مع السلطات العمومية المحلية، من أجل تمديد الخط نحو المطار الدولي محمد بوضياف و مدينتي الخروب و ماسينيسا، على أن يشرع في التجسيد الفعلي للمشروع حين توفر الموارد المالية لمثل هذه المشاريع الهامة، بحسب ما جاء في نص الرسالة.
و تعاني قسنطينة من اختناق مروري مزمن، تزداد حدته في ساعات الذروة، بجل مداخل و مخارج المدينة حيث تشير إحصائيات رسمية، إلى أن أزيد من 70 ألف مركبة تعبر طرقاتها يوميا، عبر محاور بوصوف و شارع الصومام و الطريق الوطني رقم 79 المؤدي إلى باتنة، مرورا بمطار محمد بوضياف الذي تمر به لوحده 45 ألف سيارة، كما أن عمليات إنجاز و وضع  غالبية محاور الدوران تمت بطريقة عشوائية، و لم يراع فيها عنصر التخطيط لتسارع النمو الديمغرافي، و قد زادها حدة غلق جسر سيدي راشد مؤخرا و انتشار الركن العشوائي للباعة الفوضويين.                     لقمان.ق

الرجوع إلى الأعلى