تطمح لتكون قاعدة استراتيجية لتصدير السيارات نحو إفريقيا: "جيتور" الصينية ستصنع سياراتها في الجزائر نهاية 2025
أكد الرئيس المدير العام للشركة ذات المسؤولية المحدودة ريفولفا، الممثل الرسمي للعلامة الصينية جيتور في...
الرئيس تبون يؤكد أمام الطلبة بمناسبة 19 ماي: الجزائــر قطعــت خطــــوات عملاقــــة في مختلــف المجــــالات
* الدولة ستتكفّل بشكل تام بالطلبة * إعادة النظر في الخدمات الجامعيةأكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن الجزائر حققت خطوات عملاقة وقطعت أشواطا...
ايران : تعرض مروحية تقل الرئيس رئيسي لحادث "هبوط اضطراري" شمال غربي البلاد
تعرضت طائرة مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث "هبوط اضطراري" في محافظة أذربيجان...
وزير النقل من جيجل: مسؤولو الموانئ مطالبون بتجسيد المعايير الدولية
• تسليم المرحلة الأولى من نهائي الحاويات بميناء جن جن في جوانأكد، أمس، وزير النقل، محمد الحبيب...
الجزائر
أخبار العالم
الرياضة
محليات
كراس الثقافة
أعمدة
نــدرة
- التفاصيل
- الزيارات: 1017
باتت الأحزاب التي توصف بالفاعلة تتأخر في إبداء المواقف السياسية عن تنظيمات غير سياسية كالمركزية النقابية ومنتدى رؤساء المؤسسات، في وضع يحيل إلى انكفاء في ممارسة النشاط السياسي والانصراف إلى “صراعات” أصبحت السمة البارزة في العمل الحزبي.
وليس خافيا أن النشاط السياسي تراجع في الجزائر بعد أزمة التسعينيات، حيث لم يعد المواطنون يضعون ثقتهم العمياء في الأحزاب، فضلا عن اعتماد السلطات على التقنوقراطيين في مختلف المناصب وبالتالي ابتعاد الإطارات الحزبية عن مواقع صناعة القرار ما تسبب في اهتزاز صورة الكوادر السياسية. لكن ذلك لا يبرّر تقاعس “المؤسسات السياسية” ولا تراجع أدائها ولا ابتعادها عن المجتمع إلى الحد الذي يجعل صوتها غير مسموع، إلى درجة أن الكثير من المتابعين لا يترددون في التأكيد على أن دور الأحزاب خلال الحركة الوطنية ثم في مرحلة الأحادية أهم من دورها الآن.
صحيح أن الأحزاب السياسية تراجعت في العالم أجمع، بفعل متغيرات جديدة أهمها صعود المجتمع المدني وتحوله إلى لاعب أساسي في إدارة الحياة العامة، إلى جانب الحظوة التي أتاحتها فضاءات التواصل الاجتماعي لعموم المواطنين الذين أصبحوا “يمارسون” السياسة من بيوتهم دون الحاجة إلى بطاقات الانخراط في الأحزاب، لكن ذلك لم يثن الأحزاب عن النشاط وجعلها تسارع إلى الاستثمار في فضاءات التواصل وتعمل على استقطاب النشطاء في مختلف الحقول، أما عندنا فموسم النشاط لا يبدأ إلا عشية الاستحقاقات وبعدها يتفرغ الجميع للتصحيحيات والتصحيحيات المضادة والانشقاقات و الفصل والإبعاد وغيرها من المصطلحات التي أثرت المعجم السياسي الوطني في السنوات الأخيرة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن المتنافسيين سياسيا استعاروا أدبيات الشارع العنيفة لوصف خصومهم أو انتقادهم أو الرد عليهم، فتحولت الساحة السياسية إلى فضاء عراك وشتائم عوض أن تكون فضاء أفكار يستقطب النخب ويطلق المبادرات الخلاقة ويجيب على مختلف الانشغالات المطروحة، يقدم الحجة ولا يطلق التهديد، يفحم المتحدث خصمه ولا يشتمه، يتيح فرص الاستحقاق ويمكن الشباب من البروز، عوض أن يحيي القبليات و العشائريات ويعيد المجد للعشيرة على حساب الكفاءة والاقتدار. خصوصا وأن المجتمع الجزائري الذي شُحن بالعنف ممارسة لم يعد قادرا على تحمّل خطاب العنف، ولم يعد قادرا على تحمّل المغامرات، في ظرف إقليمي متفجر، وفي ظرف دولي يتميز بتكالب القوى الاستعمارية التي دفعتها الأزمات الاقتصادية إلى الصيد مجددا في مستعمراتها القديمة، وأصبح استهداف الجزائر يحمل رمزية كبيرة على اعتبار أن هذا البلد من البلدان التي تقدس مبدأ الاستقلال الوطني الذي لم يعد مبدأ مرغوبا فيه في عصرنا.
ولا يمكن إيجاد وصف إيجابي لهذه الحال، كيف لا والطبقة السياسية لم تعد قادرة على تزويد المجتمع بكوادر لإدارة شؤونه، وقبل ذلك قادرة على إقناعه وكسب ثقته، لأنها أصبحت في قطيعة مع الأجيال الجديدة من الجزائريين، الأجيال التي تنظر بريبة إلى الأحزاب ورجالها.
هذا الوضع المخيف يستدعي التفكير وطرح الأسئلة والمبادرات، لأن مسعى التجديد الوطني سيواجه إشكالية اسمها ندرة رجال السياسة.
النصر