أطلقت بلدية بلخير شرقي قالمة مشروعا كبيرا لإنجاز متنزه طبيعي داخل غابة الكاليتوس الواقعة بمنطقة بريحان بمحاذاة الطريق الوطني 20 بالتنسيق مع محافظة الغابات.   و قد انطلقت الأشغال بالشطر الأول من المشروع على مساحة 7 هكتارات ستحتضن مواقف للسيارات و فضاءات ألعاب و أروقة للمشي و التنزه و مواقع لبيع المأكولات الخفيفة و المشروبات، و ستسلم تلك المرافق و المحلات إلى أصحاب مؤسسات «أنساج» الراغبين في الاستثمار بالمتنزه الجديد، المتربع على مساحة تفوق 20 هكتارا سيتم دمجها في المشروع على مراحل حتى يكتمل إنجاز أكبر فضاء أخضر للتسلية و الاستجمام بحوض سيبوس حسب المسؤولين المحليين.       
و قال رئيس بلدية بلخير درار عبد الحميد الذي رافقنا إلى موقع الفضاء الأخضر أمس أنه و بالرغم من صعوبة تمويل المشروع ضمن المخطط المحلي للتنمية، فإن جهودا حثيثة تبذل حاليا للبحث عن مصادر أخرى للتمويل من  بينها الإمكانات المالية الذاتية للبلدية.  
و تقدر تكلفة المشروع بنحو 2 مليار سنتيم ستخصص لبناء مواقف للسيارات و فضاء ألعاب للأطفال الصغار و موقع لبيع المأكولات و المشروبات و أروقة بين أشجار الكاليتوس و مقاعد و طاولات تكون مندمجة مع طبيعة المتنزه.   و قد وضعت محافظة الغابات شروطا صارمة قبل الموافقة على بناء الفضاء الأخضر و حثت شركة الإنجاز على بناء أروقة التنزه بالحجارة الطبيعية و جلب طاولات و كراسي خشبية و تقليص نسب المواد المصنعة إلى أدنى درجة ممكنة، حتى يكون المتنزه ملائما لطبيعة المنطقة و لا تكون له آثار بيئية سلبية على الوسط الطبيعي في المستقبل.  
و يتوقع رئيس بلدية بلخير استلام المشروع قبل شهر رمضان ودخوله مرحلة الاستغلال و فتحه أمام العائلات الراغبة في قضاء سهرات رمضانية و صيفية بالوسط الطبيعي المفتوح.  
و أبدى الكثير من أصحاب منصات الألعاب و محلات «الفاست فود» المتنقلة رغبة في العمل بالمتنزه عندما يدخل مرحلة النشاط خلال الأيام القليلة القادمة.  و كانت سلطات ولاية قالمة قد أعلنت منذ سنتين تقريبا عن مشروع كبير لإنجاز متنزهات غابية بعدة بلديات، لتشجيع السياحة و تحريك التنمية المحلية و حث السكان على زيارة المواقع الطبيعة المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية و المساهمة في بعث تقاليد سياحية جديدة، غير مكلفة و مندمجة مع الوسط الطبيعي و ذات فوائد صحية و اجتماعية كبيرة.  
و عاد سكان ولاية قالمة إلى أحضان الطبيعة من جديد في السنوات الأخيرة بعد قطيعة استمرت طويلا، و تخرج أعداد كبيرة منهم كل نهاية أسبوع إلى الفضاءات الخضراء و الغابات و المواقع الأثرية للتنزه و الهروب من فوضى المدن المزدحمة، التي أصبح العيش فيها صعبا و لا يخلو من الآثار الصحية و الاجتماعية.   و توجد بقالمة مواقع سياحية طبيعية جميلة لكنها غير مهيأة و غير متصلة بشبكة طرقات معبدة، تساعد السياح في الوصول إليها بسهولة، و هو ما دفع بمحافظة الغابات و قطاع السياحة و البلديات إلى إطلاق مشاريع لبناء متنزهات طبيعية ستكون دعما للسياحة المحلية المقتصرة حاليا على الفندقة و الحمامات المعدنية.                                                                                                              
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى