قررت سلطات ولاية قالمة التوجه إلى منطقة حجر منقوب الواقعة ببلدية بلخير للتغلب على أزمة العقار الخانقة، ببناء مدينة جديدة تتسع لأكثر من 28 ألف ساكن، من أجل فك الطوق عن مدن و قرى سهل سيبوس الكبير التي تشكو نقص العقار من كل الجهات، و يمثل مشروع المدينة الجديدة تحديا كبيرا للمشرفين على قطاعات الإسكان و المنشآت القاعدية و هياكل التعليم و الصحة و الخدمات في أحد أكبر الأحواض السكانية كثافة بسهل سيبوس.
و قال رئيس بلدية بلخير عبد الحميد درار للنصر بأن السلطات الولائية أبدت اهتمامها بالمنطقة الريفية حجر منقوب و تعتزم إطلاق مشروع ضخم لبناء مدينة جديدة، تتسع لأكثر من 28 ألف نسمة و تتوفر على مرافق خدماتية و هياكل للصحة و التعليم، مضيفا بأن منطقة حجر منقوب تتربع على مساحة تقارب 2000 هكتار عبارة عن أحراش، غير صالحة للزراعة،و لا توجد أية صعوبات لتحويلها إلى قطب عمراني جديد يفك الخناق عن مدن بلخير، قالمة و بومهرة أحمد و غيرها من التجمعات السكانية الكبرى التي تعرف أزمة عقار خانقة، حالت دون توسعها عمرانيا و استقبال المزيد من برامج الإعمار.
 و أكد «المير» بأن مكتب دراسات متخصص عاين المنطقة و أعد خارطة إعمار ستكون بمثابة مخطط توجيهي يضبط المشاريع المستقبلية بالمنطقة و ينظمها. و تقع حجر منقوب على بعد 7 كلم فقط من الطريق الوطني 80 الرابط بين قالمة و ولايتي سكيكدة و سوق أهراس و تخترقها عدة طرقات فرعية، من  بينها طريق ولائي يربط بين قالمة و بلدية عين العربي الواقعة جنوبي الولاية.  
و يعد القطب العمراني الجديد بحجر منقوب بمثابة الحل المستقبلي لمشاكل العقار بالمنطقة، حيث  يتوقع أن يستقطب أعدادا كبيرة من السكان على المديين المتوسط و البعيد. و تعمل بلدية بلخير على منع البناء غير المرخص بالمنطقة و تعتزم إطلاق مشاريع لتعبيد الطرقات المؤدية إلى حجر منقوب و التنقيب عن المياه بالتنسيق مع قطاعات الري و الأشغال العمومية و مديرية التعمير.   و تعد مدينة قالمة الأكثر تضررا من أزمة نقص العقار التي دفعتها إلى التوسع باتجاه جبل ماونة و ضاحية وادي المعيز، أين توجد أراض زراعية و غابات تتعرض للتدمير المتواصل لإقامة أقطاب عمرانية عند سفح جبل ماونة.   و لم يتوقف أعضاء المجلس الشعبي الولائي بقالمة  منذ أمد عن المطالبة بإيجاد حل لمشكل العقار الذي يخنق أغلب مدن و قرى الولاية و خاصة الواقعة وسط سهل سيبوس، أين يوجد محيط سقي شاسع و أراض زراعية خصبة، زحف عليها العمران خلال السنوات الماضية، قبل أن تتدخل الحكومة لمنع البناء داخل المحيطات الزراعية المجاورة للمدن و القرى، مما أدى إلى تفاقم أزمة العقار المخصص للبناء و تعطل الكثير من مشاريع البناء و التجهيزات العمومية.
و لا تقتصر أزمة العقار الموجه للبناء و الصناعة بولاية قالمة، على حوض سيبوس وحده بل تمتد أيضا إلى سهل الجنوب الكبير و إقليم بوشقوف الواقع شرقا و المدن السياحية الواقعة إلى الشمال و الغرب، و قد تمكن المشرفون على برامج الإسكان و الاستثمار من إيجاد احتياطات عقارية ضخمة، بعيدا عن الأحواض السكانية الكثيفة. و زيادة على حجر منقوب، تعد المدينة الجديدة عبد الحميد مهري بمنطقة جبل العنصل بين وادي الزناتي و عين مخلوف، واحدة من بين الحلول المستقبلية لأزمة الإسكان بالمنطقة، في حين تم تخصيص منطقة حجر مركب ببلدية عين رقادة لبناء منطقة صناعية جهوية، تتربع على مساحة تصل إلى نحو ألف هكتار. و من شأن قرار إنشاء قطب عمراني جديد بحجر منقوب القريبة من حوض سيبوس أن يرفع عن ولاية قالمة متاعب كبيرة، و يجعلها تقترب من إيجاد حل جذري لأزمة العقار الصناعي، التي ظلت تشكل تحديا كبيرا أمام الولاة المتعاقبين على قالمة في السنوات الأخيرة.                       

فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى