أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، بأن الجزائر لن تغيّر سياستها الخارجية، ولم تتدخل في أي نزاع في المنطقة، مشددا على أن الجزائر لن تشارك في أي عمل عسكري، نافيا وجود أزمة دبلوماسية مع السعودية، وقال بأن العلاقات مع المملكة والولايات المتحدة إستراتيجية، مؤكدا بأن الجزائر ليست في صراع جيو-استراتيجي مع أي دولة أخرى ولا ترغب في ذلك.
أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أمس خلال حصة «ضيف التحرير» الإذاعية، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو من يصنع التوجه الخارجي
و الدبلوماسية الجزائرية بنصائحه اليومية، وقال مساهل بأن الرئيس بوتفليقة يتابع يوميا تطورات الوضع على الصعيد الدولي ويعطي توجيهاته بهذا الخصوص. موضحا بأن الدبلوماسية الجزائرية كانت دائما في حركية وقال أن بعض مبادراتها تدار بعيدة عن الإعلام.
وأبرز مساهل، بأن الجزائر حريصة على سيادة قرارها ولن تتخلى عن هذا المبدأ، وقال بأن الجزائر «لا تتخوف من أي شيء ما دامت الجبهة الداخلية موحدة وشؤون البلاد تدار بحكمة من قبل الرئيس بوتفليقة»، مشددا على أن الجزائر لن تغيّر موقفها و إستراتيجيتها في التعامل مع الأزمات والنزاعات التي تعرفها المنطقة العربية ودول الجوار، مضيفا بأن الجزائر لن ترسل جنودها ولن تتدخل في أي عمل عسكري خارج حدودها.
ونفى مساهل وجود أزمة دبلوماسية بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، وقال بأن «ما يثار إعلاميا حول مخططات تحاك ضد الجزائر لا تعنيه»، موضحا بأن العلاقات بين الجزائر والسعودية وكذا الولايات المتحدة الأمريكية جيدة، واصفا البلدين بـ«الشريكين المهمين للجزائر»، مضيفا بأن الجزائر حريصة على إقامة علاقات مع الجميع مع الحفاظ على استقلالية قرارها الدبلوماسي.
 الجزائر لا تضطلع بدور الوسيط في الأزمة السورية
كما رد مساهل على بعض المصادر التي تحدثت عن دور وسيط للجزائر في الأزمة السورية، وقال عبد القادر مساهل، بأن الجزائر لا تضطلع بهذا الدور، مضيفا بأن زيارته إلى سوريا جاءت بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ70 لاستقلال سوريا، وكانت بغرض شرح وتقديم تجربة الجزائر في مواجهة التطرف والمصالحة الوطنية، موضحا بأن تجربة الجزائر أثارت اهتمام الجانب السوري. ورد على الأطراف التي انتقدت تلك الزيارة قائلا « نقول لتلك الأحزاب التي قالت أننا أخطأنا أجيبوا على هذا السؤال.. هل أنتم مع الإرهاب أم ضده ؟..» قبل أن يضيف «لا يوجد أي أحد في سوريا أبدى استياءه من زيارتنا لدمشق إلا تلك الأحزاب». وأكد أن «زيارته لدمشق كانت من أجل إدانة الإرهاب في سوريا» وأضاف ردا على موقف البعض من بشار الأسد قائلا: «الجزائر لها علاقات مع الدولة السورية
و الشعب السوري و هي تجسد في أجندتها الخارجية بطريقة عادية».
كما أعلن الوزير من جانب أخر، إعادة فتح السفارة الجزائرية في ليبيا، بعد انتهاء أشغال ترميم مقر البعثة الدبلوماسية، موضحا بأن الجزائر ستواصل مساعيها لإيجاد حل سياسي يجمع كل الأطراف الليبية، وقال بأن الدول التي كانت تقف إلى خيار التدخل العسكري اقتنعت في النهاية بالطرح الذي دافعت عنه الجزائر وهو تمكين الليبيين من تسوية خلافاتهم عبر الحوار. وأعلن عن إعادة بعث الاتفاقيات التي كانت قائمة لتكوين الجيش وأفراد الأمن الليبي على مواجهة الإرهاب، وتنفيذ اتفاقية لتنمية المناطق الحدودية. وجدد مساهل موقف الجزائر بخصوص ملف الصحراء الغربية، وقال بأن تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره هو الحل الوحيد للنزاع، مثمنا القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يسمح بعودة بعثة «المينورسو» لممارسة مهامها. وتحدث مساهل عن مساعي الجزائر المتواصلة في مكافحة الإرهاب وتجريم تقديم الفدية للإرهابيين عبر العالم، وشدد على وجوب تحرك وتنسيق دولي لمكافحة الظاهرة التي أصبحت تهدد كيان واستقرار العديد من الدول.
 تصرف فالس استفزازي مدان وغير مقبول
اعتبر عبد القادر مساهل، أن ما قام به مانويل فالس، بنشره صورة للرئيس بوتفليقة عقب زيارته الأخيرة إلى الجزائر، بمثابة «تعدي على رمز للدولة»، وقال مساهل خلال حصة إذاعية، بأن كل إساءة وتعدي على رمز من رموز الدولة أو على مؤسسة الرئاسة والرئيس، هو بالنسبة للجزائريين «مدان ومرفض وغير مقبول» مهما كانت تلك الإساءة ومصدرها.
أنيس-ن                                                         

الرجوع إلى الأعلى