تخوض فرق النظافة بمدن و قرى ولاية قالمة معركة مضنية من أجل إزالة الحشائش الكثيفة، التي تنمو بسرعة هذه الأيام متأثرة بالحرارة و الأمطار المتساقطة على المنطقة بين حين و آخر منذ دخول فصل الربيع.  
و تواجه فرق عمال النظافة التابعة للبلديات و عناصر ورشات الجزائر البيضاء غابات من الحشائش التي غطت جوانب العمارات و اكتسحت الطرقات و الأرصفة و المساحات الخضراء، التي تحولت إلى ما يشبه الحقول بعد أن نمت فيها الحشائش و الأشواك و الأزهار البرية المختلفة.  
و تعمل الفرق المكلفة بعملية تنقية المحيط العمراني من الحشائش على مدار ساعات النهار تقريبا في محاولة للتغلب على النباتات  التي تنمو بسرعة هذه الأيام، حتى أن المواقع التي مرت عليها فرق النظافة في وقت سابق، عادت و اكتسحتها الحشائش التي نمت من جديد.  
 و لمواجهة المشكلة في وقتها، يفكر بعض رؤساء البلديات في استخدام الجرافات الصغيرة لاقتلاع الغطاء النباتي الكثيف من جذوره خاصة في الأماكن التي تتوسط الأحياء السكنية و على جوانب الطرقات و الفضاءات العامة.  
و تستعمل فرق مكافحة الحشائش بالوسط الحضري وسائل يدوية تقليدية غير مجدية، و نادرا ما يستعمل عمال النظافة ببلديات قالمة تجهيزات كهروميكانيكة فعالة لقطع الحشائش بسرعة و تنظيف أكبر مساحة ممكنة كل يوم.  و يخشى سكان المدن الذين تجاور بيوتهم مواقع نمو الحشائش البرية من تعثر عملية التنظيف مع اقتراب فصل الصيف الذي يساعد على انتشار النفايات و الحشرات و الزواحف وسط الحشائش الكثيفة، التي تحولت إلى هاجس كبير للمشرفين على شؤون النظافة بالوسط الحضري.  
و قد اندلعت حرائق مدمرة ببعض المساحات الخضراء وسط المدن خلال السنوات الماضية بعد أن جفت الحشائش البرية الكثيفة، و تحولت إلى وقود سريع الاشتعال في فصل الصيف، بعدما لم تتمكن فرق النظافة من اقتلاعها في الوقت المناسب بسبب نقص اليد العاملة و الإمكانات المادية المتطورة.     و قد عادت فرق الجزائر البيضاء بقالمة إلى الميدان بقوة منذ بداية السنة الجارية بعد تذبذب في العمل وصل إلى حد الانقطاع ببعض البلديات، و قد ساهم انتشارها مجددا في التخفيف من حجم النفايات المتراكمة وسط الأحياء السكنية، غير أن هذه الفرق تحتاج إلى مزيد من الدعم و وسائل العمل من آلات متطورة و عتاد نقل و ألبسة واقية، للقيام بمهمة تنظيف المدن و القرى و المحافظة على جمالها.
فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى