تعرف أسعار السيارات الجديدة في الجزائر ارتفاعا كبيرا، منذ بداية سنة 2015، حيث شهدت معظم الماركات زيادات تتراوح بين 5 و 30 بالمئة، ما أدى إلى شبه ركود في سوق السيارات الجديدة، بعد تراجع الإقبال عليها من طرف المواطنين، حيث شهدت بعض الوكالات انخفاضا في المبيعات بنسبة تقارب 70 بالمئة، و بالأخص العلامات الآسيوية و الألمانية، و يفضل أغلب المهتمين بشراء مركبات جديدة، الانتظار إلى غاية استقرار الأسعار.
خلال جولة قادتنا إلى حوالي 10 وكالات معتمدة لبيع السيارات بولاية قسنطينة تمثل عدة ماركات عالمية و كلها أوروبية و أسيوية، وقفنا على الارتفاع المحسوس للأسعار، بالمقارنة مع الأثمان التي كانت تباع بها في نهاية العام الماضي، حيث لفت انتباهنا القيمة الكبيرة التي أضيفت على معظم العلامات، رغم أنه حافظت على نفس مواصفاتها السابقة، و هو ما أكده لنا المسؤولون التجاريون للوكالات التي قمنا بزيارتها، و الذين أطلعونا على الأسباب المختلفة لهذه الزيادات، فيما لم يوضح آخرون دوافع الارتفاع، مؤكدين بأنهم لا يملكون معطيات محددة حول الأمر.
الزيارة قادتنا إلى وكالات بالمنطقة الصناعية «بالما» و كذا بعض الوكالات الأخرى بمدينة قسنطينة، حيث قمنا بزيارة أغلب الماركات و خاصة المقصودة بكثرة من طرف المواطنين، مثل «بيجو» و « سيتروين» و «رونو» الفرنسية « و «كيا» و «هيونداي» و هي ماركات كورية و «سوزوكي»  و «تويوتا» اليابانيتين و «فورد» و «فولكسفاغن» الألمانيتين.
خلال تواجدنا بهذه الوكالات لاحظنا إقبالا جد محتشم من المواطنين، و الذين وجدنا بعضهم يقوم بمعاينة السيارات بغية اقتنائها، غير أن بعضهم أكدوا لنا أنهم تفاجأوا بارتفاع أسعارها بالمقارنة عما كانت عليه قبل أشهر قليلة، و قد أسر لنا بعضهم بأنهم يفضلون التريث على أمل أن تنخفض الأسعار عن قريب.

العلامات الفرنسية الأقل زيادة مقارنة بالأسيوية والألمانية

الزيادات في سيارات «بيجو» تراوحت بين 2 و 10 مليون سنتيم، فمثلا سيارة «208»، ارتفع سعرها بحوالي 3 ملايين سنتيم بعد أن كان سعرها الابتدائي 124 مليون سنتيم أصبح يتجاوز 127 مليون سنتيم، فيما تراوحت الزيادة في سيارة «308» بين 8 و 10 ملايين سنتيم، حيث أن سعرها الابتدائي أصبح يتجاوز 171 مليون سنتيم، حيث أوضح ممثل الوكالة أن الزيادة كانت على مرحلتين خلال شهر جانفي ثم بداية مارس، كما أن هناك زيادة مرتقبة خلال شهر أفريل المقبل، مؤكدا أن الإقبال على الشراء عرف انخفاضا كبيرا منذ بداية السنة، بسبب ارتفاع الأسعار بالدرجة الأولى، و كذا حجم البيع المرتفع نهاية السنة الماضية بسبب التخفيضات المعتبرة خلال تلك الفترة.  
شركة «سيتروان» هي الأخرى شهدت زيادات معتبرة في الأسعار، حيث أوضح المسؤول التجاري بالوكالة، أن الزيادات تبدأ من 4 ملايين سنتيم، كما هو الأمر بالنسة لسيارة «سي إليزي» الأكثر مبيعا لهذه العلامة الفرنسية، موضحا أيضا أن الزيادات متوقعة خلال الأشهر المقبلة أيضا، و فسر الزيادات بالتحسينات التي أدخلت على السيارات و بالأخص أنظمة الأمان التي أصبحت إلزامية، كنظام الكبح و غيرها، حيث أن إضافة هذه المميزات يؤدي إلى ارتفاع السعر.
سيارات «كيا» العلامة الكورية التي تعرف انتشارا كبيرا في السوق الجزائري، شهدت ارتفاعا كبيرا على جميع الموديلات التي تقدمها «الماركة»، و قد وصلت الزيادة إلى نسبة 10 بالمئة، بداية من شهر فيفري، فسيارة «بيكانتو» المقصودة بقوة ارتفع سعرها الابتدائي إلى 123 مليون سنتيم بعد أن كان في حدود 105 مليون سنتيم، و نفس الأمر بالنسبة لعلامة «سوزوكي» التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى بنفس القدر، و ذلك على مرحلتين خلال شهري جانفي و فيفري، و قد أكدت المسؤولة التجارية بوكالة «كيا» أن سبب الزيادة ناتج عن ارتفاع أسعار الصرف، و انخفاض قيمة الدينار الجزائري بالمقارنة مع العملات الأجنبية التي يتم من خلالها استيراد السيارات من بلدانها الأصلية.
سيارات «تويوتا» اليابانية المنشأ، عرفت ارتفاعا كبيرا حسب الممثل التجاري للوكالة، مؤكدا أن الزيادات تمت على مرحلتين الأولى خلال شهر جانفي و الثانية خلال شهر فيفري، موضحا بأن الزيادات تجاوزت 20 مليون سنتيم في بعض الحالات، حيث أن سيارة «ياريس سدان» التي كانت تباع بـ 158 مليون سنتيم قد قفز سعرها خلال شهرين فقط إلى 180 مليون سنتيم، و عن أسباب ذلك قال محدثنا بأنهم لم يتلقوا توضيحات من الوكالة الأم في الجزائر العاصمة، و قال ممثل العلامة بأن حجم البيع تراجع بنسبة 70 بالمئة، خلال الشهرين الماضيين.
علامة فورد عرفت زيادات كبيرة حيث أن سيارة «فياستا» ارتفعت من 116 مليون إلى 138 مليون سنتيم، بداية من شهر جانفي.
العلامات الألمانية عرفت القدر الأكبر من الزيادات، حيث عرفت علامة «فولكسفاجن» و «سكودا» زيادة وصلت إلى 30 بالمئة، حسبما أوضحه الممثل التجاري لهذين العلامتين، و الذي أكد أن بعض السيارات ارتفع سعرها بحوالي 60 مليون سنتيم، و هو ما أدى حسب نفس المصدر إلى ركود كبير خلال الفترة الماضية، التي انخفض فيها البيع إلى النصف، و عن أسباب هذه الزيادات قال بأنها بدأت مند نهاية السنة الماضية نتيجة انخفاض أسعار البترول، و التي صاحبها ارتفاع محسوس في قيمة الدولار خاصة، و هو ما انعكس على أسعار السيارات.
عبد الرزاق مشاطي

الرجوع إلى الأعلى