مكانة النحت بالجزائر لا تتجاوز حدود المعارض الفنية
اعتبر النحات عبد الرزاق بوزيد أن مكانة فن النحت، لم تتمكن من تجاوز حدود المعارض التشكيلية، لينتهي المطاف بإبداعات الفنانين من منحوتات و تحف، في الأدراج أو تزيين منازل و ورشات النحاتين الذين لا زال الكثيرون منهم يبحثون عن فرصة عمل، رغم الأموال الكثيرة التي يتم صرفها في مشاريع فنية، غالبا ما تسلم لمقاولات تستعين عادة بأشخاص غير متخصصين مثلما قال.الفنان المتخرّج من مدرسة الفنون الجميلة بباتنة سيشارك في الـ25 من الشهر الجاري في المعرض الدولي للنحت بالنيبال، كما شارك الأسبوع المنصرم في معرض الفن المعاصر»الطريق إلى القدس» المنظم في إطار إحياء الذكرى الـ68للنكبة من قبل السفارة الفلسطينية بالجزائر، فضلا عن عديد المعارض الدولية التي مثل فيها الجزائر منها معرض تركيا و بلغراد التي ترك بها منحوتة «القناع الإفريقي» التي تم تجسيدها ضمن مشروع «فنانين بلا حدود رفقة أربعة زملاء له من الجزائر.
و عن أعماله قال الفنان بأنها تعكس تمسكه بجذوره الإفريقية، سيما تلك المنحوتة على الخشب و التي لا تكاد تختلف ملامحها عن تلك المعروضة من قبل النحاتين القادمين من عمق إفريقيا السوداء، كما تحدث عن منحوتاته الأخرى التي ركز في الكثير منها على محور المرأة و بشكل خاص الجسد الأنثوي، الذي يسرد من خلاله كل ما يحيط بعالم حواء مثلما فعل في منحوتته الموسومة «امرأة مستلقية» ذات الجسد المليء بالأماكن المجوفة، كالبطن و الصدر اللذين، قال أنهما يرمزان لتخلي المرأة عن أهم دور يعكس أنوثتها و هي الأمومة و الرضاعة الطبيعية.
الفنان استرسل في شرح منحوتاته المتميّزة، متوقفا عند منحوتته «ما لا نهاية»التي ذكر بأنها تترجم استمرار معاناة و آلام الفرد طيلة تواجده على وجه الأرض، غير أن ذلك لا يمنعه من الابتسام و مواصلة حياته بمرّها و حلوها و هو ما جسده في القناع الذي يعلو منحوتته و الذي تظهر عليه علامات الرضا، و ملامح السكينة على حد تفسيره.
الفنان تحدث أيضا عن سر ميله للنحت البارز الذي منحه حيّزا أكبر في أعماله الأخيرة، حيث تلخص العديد من إبداعاته رؤاه الفنية التي اختار التعبير عنها بألوان البرونز المشع و القاتم و الملوّن ببريق الحجر و زرقة البحر و لهيب النيران التي يدعم بها انحناءات الأجسام التي يبدع في نحتها في مختلف الوضعيات و الأحجام و التي يعكس بعضها تأثره بالنحت الإغريقي، لكن بلمسة حداثة بارزة بكتل محفورة و أجسام بأطراف تتسطح تارة و تنحني تارة أخرى لتخفي ما يرفض الفنان البوح به أو إيصاله بطريقة مباشرة مفضلا ترك القراءة الأولى و الأخيرة للمتلقين مهما كان مستواهم و ثقافتهم الفنية و خبرتهم في المجال التشكيلي.   
للإشارة، عبد الرزاق بوزيد فنان تشكيلي من مواليد سنة 1982 بولاية برج بوعريريج، و لديه الكثير من اللوحات الزيتية، إلى جانب عشرات المنحوتات المجسدة بمختلف المواد، و بشكل خاص الخشب و الصخر و المعادن و هو متخصص في فن الديكور و قد عرضت بعض أعماله مؤخرا على موقع «المبدعون العرب»الذي يديره الفنان المصري عادل عبد الرحمان، كما شارك في العديد من الصالونات حول الفنون التشكيلية، مثل الصالون الوطني الخامس للفنون التشكيلية بأم البواقي، والصالون الثامن للجلفة وكذا الأول لعين الدفلى، إضافة إلى المعرض الفني احتفالا بعائشة حداد ببرج بوعريريج.                   مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى