الوالي يعلن أنه سيتم غلق مفرغـــة زيغود يوسف إذا أثبتت الخبـــرة خطورتهــا
السكان يطالبون بتوقيف رئيس الدائرة و الوالي يطلب تقديم  دليل إدانته
أعلن والي قسنطينة حسين واضح، أمس، عن التوقيف المؤقت لمركز الردم التقني بزيغود يوسف، مؤكدا استعداده لغلقه نهائيا، إذا ما أثبتت الخبرة التي سيجريها مجموعة من المختصين تشكيله خطرا على الصحة و البيئة، وكشف عن إيجاد حل لمشكل 900 سكن اجتماعي العالقة، و بأنه لم يتم إلغاء أي مشروع مسجل بالبلدية، فيما تمسك المواطنون بمطلب غلق المفرغة و فتح تحقيق في سلوك رئيس الدائرة، مطالبين بتوقيفه و كذا إطلاق مشاريع تنموية.
و تنقل الوالي أمس إلى بلدية زيغود يوسف، حيث التقى لأكثر من ثلاث ساعات بعدد كبير من المواطنين بقاعة دار الشباب ، و كان مرفوقا بالأمين العام للولاية و رئيس أمن الولاية و قائد المجموعة الإقليمية للدرك و رئيس بلدية زيغود يوسف، و استمع إلى المطالب التي عرضها ممثل عن المواطنين قبل أن يفتح المجال لبقية الحضور لطرح انشغالاتهم، و التي تمثلت أساسا في غلق مركز الردم التقني للنفايات و الذي اعتبروه مطلبا أساسيا و لا رجعة فيه.
كما طالبوا بفتح تحقيق ضد رئيس دائرة زيغود يوسف الحالي، مطالبين بتوقيفه عن مهامه، متهمين إياه بإهانة السكان و عدم الاستماع لهم، و طالبوا بإطلاق سراح الشباب الموقوفين خلال أعمال الشغب الأخيرة التي عرفتها البلدية، كما طرحوا انشغالات تمثلت في إعادة تقييم مخطط التوسعة العمرانية بما يتناسب مع تطلعات و احتياجات المنطقة و تخصيص برامج تهيئة شاملة بمنطقة النشاطات و مناصفة منطقة النشاطات الجديدة بديدوش مراد مع بلدية زيغود يوسف و توسيع المستشفى و تجهيز مصالح الاختصاص فيه، كما طالبوا بإيجاد حل دائم لمشكل الوعاء العقاري و إنجاز الطريق الإزدواجي الرابط بين ديدوش مراد و زيغود يوسف و استرجاع المحول المبرمج سابقا للطريق السريع شرق غرب و تسريع وتيرة أشغال المشاريع السكنية قيد الانجاز و الرفع من حصة البلدية في المشاريع السكنية و المطالبة باسترجاع مفتشية الضرائب و بعض الإدارات التي برمجت ببلديات مجاورة.
و عرف اللقاء تدخل المهندس المسؤول عن مركز الردم التقني بالدغرة، حيث طلب من الوالي تقديم ضمانات حتى لا يلحق به أي ضرر، لأنه يريد تقديم حقائق حول المفرغة، ليؤكد بأن المركز أنشئ في مكان يعد منطقة انزلاقات مما يقلص من حفرة الردم التي يقدر عمرها الافتراضي بخمس سنوات، غير أنها لن تكفي حسب تقديره لاحتواء 300 طن من النفايات يوميا لأكثر من سنة، كما أكد بأن المنطقة التي أقيمت عليها المفرغة زراعية تربتها  خصبة جدا ، كما أكد بأن العصارة التي تفرزها النفايات ستلحق ضررا بالمياه الجوفية و سيلوث الوادي الذي يقع أسفل المركز، مؤكدا بأن الحل الوحيد هو إغلاقها بشكل نهائي.
و في رده عن انشغالات المواطنين أكد المسؤول الأول للولاية، أن رمي النفايات على مستوى مركز الردم التقني سيتوقف، إلى غاية صدور تقرير نهائي سيتم إعداده من قبل خبراء مختصين في المجال، مؤكدا استعداده لغلق المفرغة، إذا ما ثبت أنها تشكل خطرا على صحة المواطنين أو البيئة، مضيفا بأن الدولة لا يمكن أن تضع أموالا ضخمة في مشروع من شأنه إلحاق ضرر بالمواطنين.
و فيما يخص مطلب المواطنين بفتح تحقيق في ما أسموه «تجاوزات رئيس الدائرة»، و توقيفه عن مهامه إذا صحت هذه التجاوزات، قال الوالي بأنه سيتخذ الإجراءات اللازمة ضد رئيس الدائرة، إذا ما قدمت له أدلة تثبت قيام هذا المسؤول بالتصرفات المنسوبة إليه، و بخصوص السكنات الاجتماعية العالقة، أكد بأنه تم إيجاد الأوعية العقارية التي ستنجز عليها 900 سكن، مضيفا بأنه في حال لم يتم إيجاد أرضيات لانجاز مشاريع سكنية مستقبلا، فسيتم انجازها خارج بلدية زيغود يوسف من أجل ضمان حق أبناء البلدية في السكن.
كما أشار الوالي إلى عدم إلغاء أي مشروع عمومي أو سكني مسجل بالبلدية، مؤكدا بأن بعض المشاريع معلقة بسبب مشكل التموين الذي تعرفه العديد من المشاريع الأخرى بالبلاد، مضيفا بأن مشروع ربط البلدية بالطريق السيار معلق بسبب هذا الإشكال، كما أكد بأن البلدية ستحظى بملحق للضرائب و ذلك بشكل استثنائي و نزولا عند مطلب السكان، و قال بأنه في حال إيجاد أوعية عقارية فستستفيد البلدية من منطقة نشاطات جديدة، بالإضافة إلى مشروع تهيئة منطقة النشاطات الحالي و الذي سينطلق قريبا حسبه.
و قدم الأمين العام للولاية بعض الأرقام حول حجم الاستثمارات و المشاريع التي حظيت بها بلدية زيغود يوسف خلال السنتين الأخيرتين، حيث أكد أن المنطقة استفادت في إطار مخطط التنمية البلدية، من 33 مليار سنتيم خلال سنة 2015 و من مجموع 36 مليار سنتيم خصصت لكامل بلديات الولاية خلال السنة الجارية، كان نصيب زيغود يوسف منه 19.5 مليار سنتيم، كما استفادت البلدية حسبه من 22 مليار سنتيم في إطار ميزانية الولاية خصصت لانجاز 18 مشروعا، منها مشاريع مجمعات مدرسية و توسعة أقسام و مطاعم مدرسية، مضيفا بأن المنطقة استفادت خلال السنتين الأخيرتين من عدة مشاريع، ذكر منها دار ثقافة و ملعب بلدي بسعة ألفي مقعد و قاعة متعددة الرياضات و مقر دائرة و 2630 سكنا، من بينها 2400 سكن ريفي و معهد عالي للتكوين في الفندقة.
كما وعد الوالي في نهاية اللقاء بالعودة إلى زيغود يوسف بعد نهاية امتحانات نهاية السنة، و الوقوف أكثر على كافة انشغالات السكان و القيام بتفقد مختلف المشاريع المعنية بالمطالب.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى