جرت اختبارات مواد اليوم الأول من امتحانات البكالوريا، أمس الأحد، تحت حراسة مشددة وفي ظل التدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة لمنع الغش وتم لأجل ذلك وضع أجهزة للتشويش وأخرى لمنع استعمال الهواتف المحمولة الذكية على غرار أجهزة السكانير ورغم ذلك فقد تم تسجيل العديد من محاولات الغش في مراكز الإجراء ما تسبب في إقصاء عدد من المترشحين الذين تم ضبطهم في حالة تلبس فيما تم حرمان البعض من الامتحان بعد وصولهم متأخرين عن الوقت المحدد كما سجلت الكثير من حالات الإغماء والغيابات.
ففي العاصمة وبعض ولايات الوطن الأخرى تم اتخاذ ذات التدابير والإجراءات التي سبق وأن تم وضعها خلال امتحانات شهادة التعليم المتوسط، التي جرت الأسبوع الماضي حيث تم  استعمال أجهزة للتشويش وأخرى لرصد استعمال الهواتف الذكية في بث المواضيع واستقبال الأجوبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح مدير التربية للجزائر وسط، نور الدين خالدي في تصريح عقب إعطاء إشارة انطلاق الامتحان من ثانوية الرياضيات محند مخبي بالقبة، أنه قد تم العمل وفق التدابير الصارمة التي تم اتخاذها لمكافحة الغش من خلال وضع أجهزة للتشويش وأخرى لرصد استعمال الهواتف الذكية داخل مراكز الامتحان، مشيرا إلى تنصيب خلية للتنسيق والمتابعة تعمل على استقبال الاتصالات المتعلقة بالغش من جميع مراكز الامتحان بالجزائر وسط.
وفي ذات السياق أكد والي العاصمة عبد القادر زوخ للنصر، في أعقاب إعطائه إشارة انطلاق الامتحانات من ثانوية محمد إسياخم بالشراقة التابعة لإقليم مديرية التربية الجزائر غرب، أن تجربة وضع أجهزة التشويش على الهاتف النقال والأنترنيت قد أتت بنتائج جيدة في منع الغش، مؤكدا بأنه سيتم الاعتماد مستقبلا على أجهزة أكثر تطورا بالاستفادة من التجربة الأولى حتى يتسنى القضاء نهائيا على ظاهرة اللجوء للتكنولوجيات الحديثة للغش.
وفي البليدة، لجأت مديرية التربية للولاية إلى تثبيت أجهزة السكانير بمداخل مراكز الامتحانات لاكتشاف الأجهزة الالكترونية الموجودة بحوزة الممتحنين خاصة الهواتف النقالة، وهو ما حال دون تمكن الممتحنين من إدخال الأجهزة الالكترونية إلى داخل قاعات الامتحان، وأمام الإجراءات الجديدة المتخذة لمنع الغش عن طريق الأجهزة التكنولوجية الحديثة لجأ بعض الممتحنين إلى الوسائل القديمة للغش، إذ ذكرت مصادر موثوقة بالقطاع بأنه قد تم ضبط حالتي غش بمركز أعمر أوعمران ببوفاريك وبلقاسم الوزري بالبليدة تتعلق بضبط قصاصات ورقية بحوزة ممتحنين اللذين اتخذت ضدهما الإجراءات القانونية اللازمة.
كما أُقصي مرشحان اثنان من امتحان البكالوريا في ولاية ميلة، بعد ما تم طردهما من مركز الامتحان لارتكابهما مخالفة الغش في الامتحان بداية من صبيحة اليوم الأول منه وهو الإقصاء الذي سيتبع بإجراءات إدارية تأديبية  أخرى في حقهما وتتعلق الحالة الأولى بإحدى المرشحات في شعبة الآداب والفلسفة من بنات بلدية المشيرة مسجلة بمركز الامتحان خبازة خليفة بالتلاغمة التي ضبطت في حالة تلبس بالغش عن طريق الهاتف في امتحان مادة اللغة العربية وآدابها.
أما الحالة الثانية فتتعلق بمرشح في مركز منتوري بشير بفرجيوة في شعبة التسيير والاقتصاد، حيث ضبط هو الآخر متلبسا بالغش في مادة القانون وهي المادة الثانية في الامتحان ليتم طرده من المركز بعد تحرير محضر في حقه.
من جهة أخرى تم في ولاية سكيكدة ضبط أربعة مترشحين في حالة تلبس بالغش باستعمال الهاتف النقال في مركزين ببلدية حمادي كرومة وثالثة ببلدية فلفلة، فيما تم تسجيل الحالة الرابعة في مركز توفوتي سليمان ببلدية صالح بوالشعور، بينما تم حرمان  ثلاثة مترشحين وصلوا متأخرين عن الموعد إذ لم يتم السماح لهم بالدخول فحاولوا عبثا اقتحام المركز فكانت لهم مصالح الأمن بالمرصاد.
وتم أيضا في ولاية بسكرة، منع مترشحة في شعبة علوم تجريبية بسيدي خالد من إجراء الامتحانات بسبب وصولها المتأخر لمركز الإجراء صباحا ورغم محاولاتها للسماح لها بالدخول كونها تقيم بقرية بعيدة عن مركز المدينة إلا أنها لم تتمكن ما جعلها تصاب بخيبة أمل كبيرة.
وبخصوص الغيابات فقد سجلت نسب متفاوتة في أوساط المترشحين عبر الوطن وكانت النسبة الأكبر في أوساط الأحرار ففي قسنطينة بلغت نسبة الغيابات في أوساط المترشحين المتمدرسين 0.46 بالمائة، فيما بلغت نسبة المترشحين الأحرار الذين غابوا خلال اليوم الأول 21.75 بالمائة، و لم تسجل أي حالات غش على غرار ولاية سطيف، فيما ساد الهدوء جميع المراكز و أبدى الطلبة في أغلب الشعب رضاهم عن سير الامتحان و نوعية الأسئلة، أما بخصوص ما تردد عن حدوث تسريبات لمواضيع الامتحان، فأكد الجميع أنها مجرد إشاعات.
كما تم تسجيل حالات إغماء وسط بعض المترشحين على غرار ما حدث في ولاية الطارف خاصة عبر مراكز عاصمة الولاية و القالة و الذرعان، بسبب الضغط  والخوف من الأسئلة، مما استدعى تدخل أعوان الحماية وأطباء نفسانيين لتقديم الإسعافات لهم، والرفع من معنوياتهم، في حين اشتكى مترشحون من نقص المياه الشروب ببعض المراكز وتدني نوعية الوجبات المقدمة لهم، إلى جانب ما وصفه البعض بالحراسة الشديدة المضروبة عليهم والتي شكلت – كما صرحوا للنصر - ضغطا رهيبا  أثر سلبا على حالتهم النفسية حسب قولهم. أما في باتنة فقد اشتكى الممتحنون في مركز عمر المختار بوسط المدينة من نقص أوراق الإجابة.
وأكد  أغلب مترشحو البكالوريا الذين التقى بهم مراسلو النصر خلال الفترتين الصباحية والمسائية أن امتحان اللغة العربية وآدابها  كان «سهلا وفق البرنامج وفي متناول الجميع» مثله مثل مادة التربية الإسلامية في المساء.
ع.أسابع /عبد الرزاق.م/ المراسلون

الرجوع إلى الأعلى