لن نسمح لأي كـــان بوقف نمو البـــلاد    الجزائــر لن تعود إلى سنـــوات التسعينـــات

أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال بأن الحكومة ليست في «حرب ضد أحد» وقال خلال اللقاء الذي جمعه أمس مع متعاملي ولاية تيزي وزو، بأن الحكومة لن تدخل في مواجهة ضد أي مستثمر مشددا بالمقابل على أنها لن تسمح «لأحد أن يوقف نمو البلاد» وأضاف سلال مخاطبا أصحاب المال في القبائل قائلا «لسنا ضد الذين يريدون ربح المال بل نشجعهم على ربح المال ولكن في شفافية»، موجها نداء للمتعاملين والجزائريين لبناء الثقة مع الحكومة.
 استغل الوزير الأول عبد المالك سلال زيارته إلى ولاية تيزي وزو، أمس لتوجيه إشارات قوية للمتعاملين الاقتصاديين بمنطقة القبائل، وحرص الوزير الأول على طمأنة المتعاملين بخصوص القرارات التي تنوى الحكومة اتخاذها لصالح المتعاملين وقال سلال بان الحكومة «ليست في حرب ضد المتعاملين وأصحاب المال والاقتصاد الموازي»، ودعا الوزير الأول إلى بناء «علاقات ثقة» بين المتعاملين والسلطات العمومية، وشدد بأن الدولة لن تتراجع في خياراتها الاقتصادية، وقال بان « لا أحد سيوقف نمو البلاد».وأكد سلال، بان الحكومة «لن تفشل» مضيفا بأن السلطات لن تقف ضد «الذين يرغبون في ربح المال» طالما يكون ذلك في كنف الشفافية وبعيدا عن التلاعبات، كما رد سلال على المطالب التي رفعتها أوساط اقتصادية في الداخل وخارج البلاد لمراجعة قاعدة (51-49) المحددة للاستثمار الأجنبي في مشاريع الشراكة، وقال بأن تلك القاعدة «مشكل وهمي» ولا تعيق الاستثمار، بل على العكس هي في صالح الشركات الكبرى، وشدد سلال على ضرورة العمل على جعل المشاريع الاقتصادية في مستوى الطموحات التي تسمح بتطوير البلاد. 
  سنضبط الواردات ولن نلجأ للاستيراد
وتحدث الوزير الأول عن سنوات صعبة ستواجهها الجزائر في 2016 و 2017 قبل أن تتحسن قليلا بعد عامين، ليرتفع في آفاق 2019 حتى إلى 2033، وهي السنة التي ستشهد مشكلا وانخفاضا في إنتاج البترول، وقال سلال بأن النموذج المعتمد للخروج من التبعية المفرطة للمحروقات، يعتمد أساسا على تطوير الاقتصاد الوطني من خلال تدابير تمس الهيكلة الاقتصادية للبلاد والتوجه مباشرة نحو سياسة لخلق الثورة هو الحل الوحيد، القدرات المالية للبلاد،واستبعد الوزير في الوقت الراهن إمكانية اللجوء إلى الاستدانة من الخارج، وقال بأن الجزائر مطالبة بالاعتماد على مواردها الذاتية، والتوجه نحو الاستثمار في الصناعات الحديثة وأعلن عن إمكانية خلق وزارة للاقتصاد الرقمي، وقال بأن الحكومة لن تتراجع إلى الوراء في الجانب الاجتماعي، كونها متعلقة بسياسة الحكومة في التوزيع العادل للثورة، موضحا انه لولا سياسة الحكيمة والاحتياط بالعملة الصعبة لواجهت الجزائر مشاكل عويصة وقال بأن البلاد لها الإمكانات لمواجهة الوضع بين 3 إلى 4 سنوات، بمعدل 30 مليار يورو من الواردات سنويا، كما لمح الوزير إلى مراجعة نظام التقاعد. وأوضح الوزير بأن دور الحكومة يتمثل في رفع العراقيل الإدارية، وخاصة مشكل العقار الصناعي الذي اعتبره سلال بأنه «كارثة على الاقتصاد» بسبب التأخر في منح عقود الملكية للمتعاملين، موضحا بأن الحكومة بصدد اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة مشكل العقار، ودافع عن الجهود التي بذلتها الدولة لإزالة العراقيل التي تعيق الاستثمارات، وقال «مستحيل أن يقال بأن هناك تقصير من الحكومة في رفع العراقيل»، سواء ما يتعلق بتوفير العقار الصناعي أو التمويل البنكي.
مشروع لإنتاج «طائرات هيليكوبتر»
وأعلن الوزير الأول عن مشاريع يجري الإعداد لها، وقال بأن الحكومة بصدد إنشاء قاعدة اقتصادية، وكشف بهذا الخصوص عن موافقة مجلس مساهمات الدولة، في اجتماعه الأسبوع الماضي، لإقامة مصنع لإنتاج طائرات هيليكوبتر، بالشراكة بين وزارة الدفاع وشريك أجنبي، موضحا بان قدرة تصنيع الوحدة ستصل إلى 100 مروحية على أن يوجه جزء من تلك المروحيات للتصدير، وأوضح الوزير الأول من جانب أخر، بأن مشروع «رونو» لتركيب السيارات «هو مشروع يسمح باكتساب الخبرة والتكنولوجيا واقتحام قطاع تصنيع السيارات»، وشدد الوزير على ضرورة البحث عن شركاء آخرين غير فرنسيين لإقامة مصانع للسيارات.
 الجزائر لن تعود لسنوات التسعينات
من جانب أخر، أكد الوزير الأول بأن الحكومة متماسكة وتتبع طريق وحيد حدده رئيس الجمهورية، وشدد على أن الجزائر لن تعود لسنوات التسعينات في رده على تساؤلات بشأن الوضع الأمني، وأوضح سلال بان «الربيع العربي لا حدث»، مضيفا بأن الجزائر صرفت أموالا لضمان أمنها ولن تعود لسنوات التسعينات، وأضاف محذرا «من ولدته أمه يقترب من بلادنا» فالجيش قوي والشعب متماسك.
  أنيس نواري

سلال يتفقد و يدشّن عـدة مشاريع بـتيزي وزو يؤكد
عـهـد اقـتـصاد الـبـتـرول قـد ولـى و انتهـى
قام الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس الأحد خلال زيارة العمل التي قادته إلى ولاية تيزي وزو، بتفقد و تدشين سلسلة من المشاريع الاجتماعية و الإقتصادية. و لدى توجهه إلى بلدية تادميت، تفقد الوزير الأول مشتلة تابعة للمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية جرجرة.و تلقى الوزير الأول بعين المكان شروحات عن القطاع الفلاحي بالولاية التي تعد حوضا للعديد من المنتجات كالحليب و زيت الزيتون و اللحوم الحمراء. و ألّح سلال، على ضرورة رفع المنتوج الفلاحي الوطني، و التوجه نحو تصدير منتوجات هذا القطاع تماشيا و السياسة الوطنية المرتكزة على تنويع المنتوجات خارج المحروقات قائلا أن «عهد اقتصاد البترول قد ولى و انتهى و لا بد من تطوير قطاعات أخرى».كما أشرف الوزير الأول على تدشين المكتبة الرئيسية للقراءة العمومية التي تقع في شارع ستيتي بجنوب غرب مدينة تيزي وزو.و أعطى سلال تعليمات بفتح جناح على مستوى هذه المكتبة يخصص حصريا للكتب باللغة الأمازيغية . كما طالب بتمديد ساعات فتح هذه المنشأة إلى غاية منتصف الليل حتى تتكيف مع متطلبات القراء و كذا لجعلها أكثر مردودية.ثم أشرف الوزير الأول على افتتاح الطبعة الثانية للملتقى الوطني حول «التعليم القرآني» ، و ذلك بدار الثقافة مولود معمري و يحمل هذا الملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف للولاية بالتعاون مع تنسيقية زوايا الولاية شعار «ثقافة المواطنة في القرآن الكريم».و في إطار هذه الزيارة، دشّن سلال المؤسسة الاستشفائية الخاصة «الشهداء محمودي» المتخصصة في الكشف ومعالجة السرطان.
وتعد هذه المؤسسة الاستشفائية الخاصة التي قام بإنجازها الطبيب المختص في الأشعة ونائب رئيس الشركة الجزائرية للأشعة والتصوير الطبي، الدكتور سعيد محمودي، بمثابة مركز مرجعي في الكشف ومعالجة السرطان بمختلف أنواعه وفي كل مراحل تطور المرض.و طلب الوزير الأول، من صاحب هذه المؤسسة المجهزة بتكنولوجية متقدمة وفريدة من نوعها في الجزائر باستقطاب المرضى من الخارج بهدف جعل تجهيزاته مربحة.وأكد سلال أن استثمارات القطاع الخاص يجب أن تستهدف التخصصات الكبرى وأن تتوجه لاقتناء التجهيزات الطبية الكبرى لمواكبة تلك التي هي في القطاع العام.واطلع الوزير الأول بعين المكان على نسبة تقدم مشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان الجاري انجازه ببلدية ذراع بن خدة.
 و حسب تصريح للمدير المحلي للصحة والسكان وإصلاح المستشفيات فإن المشروع هو في طور الانتهاء وسيتم تسلمه مع نهاية السنة الحالية.كما أشرف الوزير الأول، بعد ذلك على الربط بالغاز الطبيعي لزهاء 1500 عائلة تقطن بقرية بني يني  التي تلاصق سلسلة جبال جرجرة التي تقع على علو 900 م فوق سطح البحر.واطلع سلال بعين المكان على برنامج الربط بالغاز الطبيعي لولاية تيزي وزو الذي يهدف لاستدراك التأخر المسجل في الولاية في المجال حيث تم تخصيص 46.5 مليار دج في الفترة الممتدة ما بين 2004 و 2014 في إطار مختلف البرامج المسجلة (البرامج التكميلية و البرامج التكميلية لدعم التنمية و البرامج الخاصة بالزيارات الرئاسية ودعم النمو الاقتصادي.كما استفادت الولاية في إطار المخطط الخماسي 2010/2014 من عملية ربط 7080 عائلة موزعة عبر بلديات زكري واكرو وآيت شفعة.
و قام الوزير الأول  بوضع حجر الأساس لتوسعة مصنع الأدوية (عن طريق الفم) المضادة للسكري نوفو نورديسك الواقع بالمنطقة الصناعية لواد عيسى.وستسمح أشغال توسعة هذه الوحدة الصيدلانية التي تقدر بـ 10 مليون أورو، برفع المنتوج السنوي لمصنع تيزي وزو للأدوية المضادة للسكري من النوع 2 (المتناولة عن طريق الفم) من 600 مليون إلى حوالي مليار واحد قرص.وسيسمح ذلك-وفق الشروحات المقدمة - بتغطية احتياجات السوق الوطنية في هذا النوع من الأدوية (الأقراص المضادة للسكري) مع إمكانية التفكير في تصديرها لاحقا.
وينتج مصنع نوفو نورديسك لتيزي وزو الذي تم تدشينه في مايو من 2006 ما مجموعه سنويا 750 طن ما يعادل 27 مليون علبة سنويا.
ثم توجه الوزير الأول إلى بلدية عزازقة حيث تفقد بها المؤسسة العمومية للصناعة الالكترونية.وتعد هذه المؤسسة ذات أسهم من المؤسسات الوطنية الناجحة وهي مختصة في إنتاج وتسويق المحولات والمحركات الالكترونية بحيث تصل طاقة إنتاجها الـ40 ألف محرك مولد و 5000 محول توزيع حسب الشروحات المقدمة بعين المكان.وتلقى الوزير الأول عرضا عن مشروع لتوسعة هذه المؤسسة سيسمح برفع انتاجها وطموحها بالتوجه نحو التصدير، وطالب من القائمين على المشروع التقليل في آجال انجاز هذه التوسعة من 18 شهرا إلى 12 شهرا.
 و أبى الوزير الأول خلال زيارته إلا أن يترحم على قبر الكاتب مولود معمري.            
سامية اخليف

الرجوع إلى الأعلى