الراحل شوقي مصطفاي كان قدوة للوطنيين المخلصين الذين نذروا حياتهم لعزة الجزائر وتحررها
أبرز رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد شوقي مصطفاي، واصفا إياه بـ «المناضل الكبير، المثقف الألمعي والوطني الصرف».
وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة التعزية: «بأقصى ما يحس به الانسان من أسى وأسف، تلقيت نبأ انتقال الصديق العزيز والمناضل الكبير، المثقف الألمعي والوطني الصرف الدكتور شوقي مصطفاي الى رحمة ربه وعفوه بعد عمر طويل لم يتوقف فيه عن النضال في ميدان إلا ليستأنفه في ميدان آخر».
وأضاف أن كل الميادين التي اقتحمها الفقيد «كانت في سبيل تحرير وطنه من نير الاستعمار ومن أجل النهوض بمجتمعه من وهدة التخلف والوصول به الى أبعد ما يصل اليه أمل المخلصين بصدق لأوطانهم».
وتابع رئيس الدولة قائلا: «فمن الجد والاجتهاد في طلب العلم وتحصيل المعرفة في فترة فتحت فيها الابواب مشرعة للتجهيل وسدت كل منافذ التعليم والتنوير الى العمل الانساني كطبيب قدير يعالج المرضى وما أكثرهم آنذاك وقد عز الاطباء والدواء معا الى النضال السياسي الذي ينتهي فيه المطاف في أحسن الاحوال الى السجن أو النفي وفي أسوئها الى الاعدام».
وذكر رئيس الجمهورية بأن المرحوم مصطفاي «انتسب يافعا إلى حزب الشعب الجزائري الذي كانت غايته تحرير الجزائر واسترجاع سيادتها»، مشيرا إلى أنه «قد كابد في صفوف مناضليه ما كابد بصبر وأناة وتحد عظيم، وظل على نهجه ذاك منذ الثلاثينيات من القرن المنصرم الى أن انفجرت ثورة التحرير المباركة، فكان واحدا من سدنتها ومن محركيها على المستوى السياسي والدبلوماسي، وواصل مسيرته بنفس العزم والتصميم بعد أن انتصرت الثورة ووضعت الحرب أوزارها ليسهم مع كل الوطنيين الخلص في بناء صرح الدولة الوطنية الحديثة».
«لقد طمحت بشوقي همة الرجال - يضيف الرئيس بوتفليقة - إلى الغاية التي نسق لها الآمال، فشق إليها طريقه غير وجل ولا هياب مما يلاقي من ويلات وأهوال، وللأحرار العاملين لأوطانهم حمحمة في ميادين النضال، دون أن تشغله الحياة وزخرفها إلا بما ينال به مجتمعه ووطنه من خير وسؤدد».
وتابع قائلا: «ولكن الله جل وعلا الذي وهبه علما وفيرا وقلبا كبيرا ورأيا سديدا وبصيرة ليكون في مقدمة الأطباء الجزائريين وفي طليعة السياسيين، وقدوة للوطنيين المخلصين الذين نذروا كل حياتهم لعزة الجزائر وتحررها وبناء مؤسساتها وتحقيق سؤددها، شاء اليوم أن يسكن ذلك الخافق بين جنبيه في آخر المطاف ويغمض عينيه إلى الأبد عن دنيا أعطاها من وقته وجهده وعمله ما يعطيه الخالدون، وخلف فيها لأبناء وطنه ولمن يأتي بعدهم من أجيال سيرة عطرة ستبقى في ذاكرة الشعب الجزائري بقاء الأيام».
وقال رئيس الجمهورية في رسالة التعزية أنه «يحق لكل الجزائريات والجزائريين ان يبكوا رحيل عزيز و فراق أب ما عمر في هذه الدنيا إلا ليكون لهم خادما أمينا».
وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول: «فبقلب خاشع مؤمن بقضاء الله وقدره أسأل الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم مآب الفقيد ويجزل ثوابه، و أن يبوئه مكانا يرضاه في جنات النعيم بين الأبرار من عباده الصديقين، إنه كان بما عمل من صالح في دنياه عليما بصيرا». وبهذا المصاب الجلل، أعرب رئيس الجمهورية «لأهله و ذويه الكرام و لرفاق دربه الوعر عن خالص العزاء و المواساة، سائلا إياه أن ينزل في قلوبهم جميعا صبرا جميلا و يوفيهم أجرا عظيما و يعوضهم فيه خيرا كثيرا، إنه سميع مجيب الدعاء».
«وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
 للإشارة، فإن شوقي مصطفاي وهو أحد رموز الحركة الوطنية، توفي  السبت الماضي بالعاصمة عن عمر ناهز الـ 96 سنة، و تم أمس، تشييع جثمان الفقيد بمقبرة عين البنيان بعد صلاة الظهر.
ق و

الرجوع إلى الأعلى