الدراما المصرية تغضب جمهورها
أثار احتواء بعض الأعمال الدرامية التي يتم عرضها في شهر رمضان هذا العام على ألفاظ ومشاهد تتنافى مع العادات والتقاليد الخاصة بالشهر الفضيل، امتعاض بعض المشاهدين والنقاد والفنانين الذين رأوا فيها، نوعا من الاعتداء على حرمة البيوت وإساءة لشهر رمضان الذي يتمتع بخصوصية دينية. و لم تختلف  كثيرا مواضيع مسلسلات رمضان هذه السنة عما تمحورت حوله الموسم الماضي، إذ غلبت قضية المخدرات و الحشيش و العقد النفسية و ازدواجية الشخصية على أحداث معظم الأعمال التي لم تحقق ما كان منتظرا منها رغم ثقل الأسماء المشاركة فيها، على غرار مسلسل "هي و دافينتشي" للنجمين خالد الصاوي و يسرى، و الذي لم يحظ  بأية متابعة تذكر منذ انطلاق عرضه بسبب غموض الأحداث و تداخلها، و سيطرة يسرى التي تلعب دور طبيبة نفسية تعاني من الشيزوفرينيا، على العمل و غياب حبكة حقيقية.
 كذلك الأمر بالنسبة لمسلسل أفراح القبة المقتبس عن إحدى روايات نجيب محفوظ، الذي غلبت عليه مشاهد الرقص و العري و العلاقات غير الشرعية، وهو ما أفقد العمل الكثير من متابعيه لذات السبب، كذلك الأمر بالنسبة لمسلسلات الكيف لباسم سمرة و أحمد رزق و أبو البنات، الذي يلعب بطولته النجم يوسف شعبان، و اللذان ركزا على قضية المخدرات و النساء، و إدراج فقرات رقصة مطولة لراقصات شهيرات في مصر ضمن الحلقات الأولى التي صورت غالبيتها في كازينوهات و مراقص، و روجت بطريقة غير مباشرة للمخدرات بعدما أبرزت الحشيش كمادة تبغية بسيطة و واسعة الاستهلاك، فضلا  عن المبالغة في إبراز  مشاهد تعاطي الكحول و الويسكي، و تضمنها لبعض اللقطات و المشاهد الحميمة و الفاضحة أحيانا بسبب قلة الاحتشام في تصرفات و ملابس الممثلات وفي مقدمتهم الراقصة المصرية صوفينار، التي حظيت بدور في مسلسل أبو البنات هذا العام.  مسلسل يونس ولد فضه، ورغم الشعبية التي كسبها منذ بدء عرضه كونه المسلسل الصعيدي الوحيد هذا العام إلا أن استخدام ألفاظ بذيئة و نابية أحيانا في العمل أثارت امتعاض المتتبعين و النقاد، نفس الأمر بالنسبة لمسلسل وعد الذي تلعب بطولته النجمة مي عز الدين، قوبل بموجة من الامتعاض بسبب مشاهد الخيانة الزوجية و الرقص و المجون في الملاهي و أحواض السباحة.  وكانت نقابة الفنانين المصريين  قد وجهت انتقادات شديدة اللهجة لمجموعة من الفنانين بسبب مشاهدة وصفت بغير اللائقة و التركيز في كل مرة على مواضيع المخدرات و العلاقات و كانت قد هددت بالمطالبة بمنع عرض بعض الأعمال لكنها عرضت رغم ذلك عبر العديد من القنوات العربية، لتقابل بهجوم من قبل المتتبعين على مواقع التواصل، حيث اتهم مغردون و ناشطون فيسبوكيون الممثلين بالعجز عن تقديم أعمال في المستوى و التركيز على البهرجة و المجون لجذب المشاهد.                     ن/ط