حفل تكريمي لرائد الموسيقى الأندلسية ليلي بونيش
احتضن المسرح الجهوي لقسنطينة سهرة أول أمس، حفلا فنيا تكريميا للمغني الجزائري الراحل ليلي بونيش، وتم فيه استعادة مجموعة من أعمال الفنان و عدة أغان من التراث الجزائري لفنانين جزائريين مسلمين ويهود.
وأدت الفرقة مجموعة من الأغاني الجزائرية للفنان الراحل ليلي بونيش وأخرى لمغنين يهود آخرين مثله، كأغنية "مشات عليا" للفنان الجزائري روني بيريز، التي أبدع عازفو الفرقة في أداء ألحانها، خصوصا مع صوت الكمان المتميز، الذي أدته على ركح المسرح الجهوي، العازفة كارولين كوزان، حيث امتزجت الأنغام الأندلسية مع النوتات الغربية التي ظلت عالقة بأدائها مضفية عليها طابعا خاصا، والإيقاع القوي للدربوكة وصوت البيانو، فضلا عن القيثار الكهربائي، فيما ردد الجمهور الكلمات مع مغني الفرقة صالح قاوة، الذي مزج بين الغناء والرقص، كما قدمت الفرقة أغان أخرى من التراث الجزائري باللغتين العربية و الأمازيغية، وتفرد عازفوها في أداء استخبارات من طبوع مختلفة، بدا فيها جليا تأثرهم بالموسيقى الأندلسية والشعبي، خصوصا عازف الماندول خير الدين كاتي. وبالرغم من أن الجمهور لم يتفاعل كثيرا مع بعض الأغاني التراثية، فقد أبدى الحضور إعجابا بالعرض المقدم من طرف الفرقة، التي أعادت الفنان ليلي بونيش من خلال أجمل ما تركه من أعمال غنائية، كأغنية "آلجي آلجي" و"لي يغير"، فقد أضفت الآلات المستخدمة على العرض طابعا متميزا، خصوصا الدربوكة و الطار، اللتين أبدع في عزفهما الفنان كمال خلفة، حيث يعتبر من أفضل عازفي الإيقاع في الجزائر، فيما تمكنت الفرقة في الفقرة الأخيرة من جعل الجمهور يرقص على أنغام أغنية "سيدي حبيبي وين هو"، حيث استعمل المغني وعازفة الكمان آلتي بندير رافقهما صوت الماندول القوي والآلات الأخرى، وتعالت هتافات الحضور وزغاريد النسوة بقاعة المسرح، بعد أن عم الهدوء بالمكان قبل ذلك خلال إعادة المجموعة لأغنية "أنا الورقة المسكينة" بصوت المغني مرفوقا بعزف البيانو والكمان فقط.  ونظم الحفل من طرف المعهد الفرنسي بقسنطينة، وبالتعاون مع مسرح قسنطينة الجهوي، حيث حضرته مجموعة من الوجوه الفنية على غرار شيخ المالوف سليم فرقاني ورئيس ديوان الولاية، ممثلا عن والي قسنطينة، في حين تجدر الإشارة إلى أن ليلي بونيش، المولود سنة 1921 من عمالقة الموسيقى الأندلسية بالجزائر المنتمين إلى يهود الجزائر، حيث ذاع صيته في مجال الموسيقى الأندلسية منذ سنوات الثلاثينات، كما أدخل آلات جديدة على الجوق الأندلسي، كالقيثار الكهربائي، وترك قائمة من الأغاني التي ألفها باللغتين العربية والفرنسية، فيما برع خلال حياته في العزف على آلة العود، قبل أن يتوفى بباريس سنة 2008.                                 سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى