سهرة  على إيقـــــاع الفـــــلامنكو بقسنطينــــة
أحيت، نهاية الأسبوع الماضي، فرقة "كاسا باتاس" الاسبانية، سهرة على وقع الرقصات الاسبانية التقليدية وموسيقى الفلامنكو بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، التي عادت بالجمهور إلى سحر الأندلس وتراثها الفني. وانطلقت الحفلة بموسيقى فلامنكو على القيثار الكلاسيكي، رافقها الفنان فيليكس دي لولا بالغناء، في وقت شرع فيه رافاييل بيرال في الرقص والطرق بحذائه الذي شكل نوعا خاصا من الإيقاع المرافق للموسيقى، لتلتحق بالمنصة الراقصة ماريسا آدم، حيث شاركت في صنع مشهد جميل من الرقص الاسباني، الذي بدى قويا أحيانا وهادئا في أحيان أخرى، كما أن حركات جسدي الراقصين لم تكن تخلوا من الإغراء والخفة، وكأنها كلمات يعبر عنها بإيماءات لا تترجمها إلا النوتات وكلمات الأغاني. وتفاعل الجمهور القسنطيني، الذي ملأ القاعة مع العرض، بالرغم من عدم إتقان أغلبية الحاضرين لكلمات الأغاني المقدمة باللغة الاسبانية، حيث تجاوبوا بالتصفيق والهتافات، مع الحركات الرشيقة لأقدام الراقصين، والصوت القوي لمغني المجموعة، فضلا عن إبداء العديد منهم إعجابا بالأثواب الاسبانية التقليدية التي ارتدتها الراقصة، فقد لجأت إلى تغييرها عند كل أغنية، بحيث ارتدت أثوابا زاهية الألوان عند أداء رقصات تناسب الموسيقى البهيجة، كرقصة التانغو، التي تؤدى في حفلات الزواج، وألوانا قاتمة وخفيفة في المقاطع التي تعبر عن مشاعر الحزن والأحاسيس الدفينة، على غرار رقصة السوليا. وأدت الفرقة مجموعة من الأغاني المختلفة من تراث الفلامنكو الاسباني، على غرار أغنية "أسكُواس" أو جمرات، و"دي كامينو" التي تعني السبيل، وغيرها من الأغاني، حيث يمكن للمستمع ملاحظة تقاطع نغماتها مع مقامات الموسيقى العربية الأندلسية، كمقام السيكاه، كما أكد للنصر مغني الفرقة فيليكس دي لولا، الذي قال أنه من الأندلس، بأن الفلامنكو عبارة عن مزيج من التراث الموسيقى لحوالي 9 ثقافات مختلفة، من ضمنها الموسيقى العربية للمسلمين واليهود، فضلا عن التراث الكاثوليكي، معبرا عن إعجابه بالجمهور الجزائري، الذين "أحس بينهم أنه في بلده"، على حد قوله.
ونُظم الحفل من طرف وزارة الثقافة والسفارة الاسبانية ومركز "سيرفانتيس"، حيث تنتمي المجموعة لمؤسسة "كاسا باتاس"، الكائن مقرها بمدريد.    
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى