قررت الجهات المشرفة على مشروع إعادة تأهيل المسبح الأولمبي سيدي مسيد بقسنطينة، تهديم الحوض الكبير بعد أن انتهى إنجازه، ليُعاد بناؤه مجددا نتيجة تسجيل تحفظات في نوعية الخرسانة المستعملة، فيما أخّر تغيير نوعية السقف المخصص لتغطية المسبح الواقع بالمدينة الجديدة علي منجلي، موعد استلامه. و ذكر مصدر عليم من مديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة للنصر، أن المشكلة بمسبح سيدي مسيد تكمن في نوعية الخرسانة المستعملة، حيث أثبتت الخبرة التقنية المعدة من طرف مصالح المديرية و المقاول و هيئة الرقابة التقنية للبناء، أنها غير جيدة ما يستوجب تهديم الحوض الكبير و إعادة بنائه من جديد، كما أشار محدثنا إلى أن المشكلة وقعت عند إحضار الخرسانة في فترة الحر، حيث لم تضف إليها كميات كبيرة من المياه عندما كانت على متن الشاحنة المزودة بخلاّطة الاسمنت، ما استوجب تزويدها بقدر أكبر من المياه عند وصولها إلى مقر الورشة بعد تعرضها للجفاف، لكن الأمر أثر على نوعيتها و تم استعمالها في البناء. و أكد نفس المصدر أن عملية التهديم و إعادة الإنجاز ستكون على عاتق المؤسسة المنجزة للمشروع، على أن تنطلق الأشغال بعد شهر رمضان، مضيفا بأن الملاحق الأخرى من المسبح الأولمبي سيدي مسيد، كبيت الشباب و الحوضين الآخرين، لن تفتح إلى غاية الانتهاء من أشغال إعادة إنجاز الحوض الكبير، لكون المسبح يضم مدخلا واحدا، فضلا عن أنه لا يمكن الاستفادة من خدمات الملاحق الأخرى وسط ورشة مفتوحة. من جهته، ذكر مدير الشباب و الرياضة للنصر، بأن التخلي عن نوعية السقف المعدني التي كانت ستخصص لتغطية المسبح نصف الأولمبي لعلي منجلي، قد أجل تاريخ استلامه، بعد أن كان منتظرا منتصف صيف السنة الجارية، فيما انطلق المشروع منذ حوالي 4 سنوات، حيث برمجت مصالح المديرية استعمال الهيكل المعدني ثلاثي الأبعاد، لكن تكلفته المرتفعة و بطء وصول المعدات من الخارج، بسبب عدم توفرها على مستوى الوطن، دفعها إلى التراجع عنه، و اللجوء إلى نوع آخر من الأسقف ذات تكلفة أقل و يمكن الحصول عليه من الأسواق المحلية.
و أشار المسؤول إلى أن تغيير السقف استوجب إعادة الدراسة و الحصول على موافقة جديدة من هيئة الرقابة التقنية، حيث ستنطلق الأشغال بعد شهر رمضان، حسبه، على أن يستلم المرفق بعد شهرين من ذلك، فضلا عن أن الجهات المعنية ستضيف نظاما خاصا لحماية المسبح من خطر الفيضانات، بعد الأضرار التي لحقته، إثر السيول الجارفة التي عرفتها المدينة الجديدة علي منجلي السنة الماضية، لكونه واقعا في مكان منخفض، في حين تعثرت الأشغال بالمركب الرياضي برشاش بلقاسم بحي فيلالي بسبب تغيير نوعية السقف المعدني أيضا، حيث كان مبرمجا وضع سقف ثلاثي الأبعاد قبل العدول عن ذلك.
ويبدو أن سكان ولاية قسنطينة سيقضون صيفا آخر دون مسابح، فباستثناء المسبح الوحيد المفتوح بالمركب الرياضي الشهيد حملاوي، و الذي يشهد إقبالا كبيرا، تستمر الأشغال بالعديد من مشاريع إنجاز أحواض السباحة عبر مختلف البلديات، فيما لا يزال العشرات من الأطفال و المراهقين يلجأون إلى نافورات المياه المنجزة فوق نقاط الدوران و أماكن الجلوس للسباحة، وسط مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة بسبب تلوث المياه و عدم ملائمة هذه الأماكن للسباحة، في وقت يتهدد خطر الغرق الذين يفضلون التوجه إلى البرك و أحواض المياه المخصصة للسقي، خصوصا في المناطق الريفية، أين سجلت حالات وفاة من هذا النوع خلال السنوات الماضية.                     

سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى